بريطانيا تتوخى الحذر في معاقبة روسيا

  • 3/16/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ترد رئيسة الوزراء تيريزا ماي على روسيا بعد أن خلصت إلى أنها المسؤولة عن الهجوم بغاز الأعصاب على العميل المزدوج السابق سيرجي سكريبال. لكنها تبذل قصارى جهدها لتقليل الأضرار المحتملة على الاقتصاد البريطاني الضعيف. وأبلغت البرلمان الأربعاء أنها ستطرد 23 دبلوماسياً روسياً وتعلق اتصالات رفيعة المستوى مع موسكو. وقالت إن المملكة المتحدة ستجمد أصول الدولة الروسية إذا تم استخدامها لتهديد مواطني المملكة المتحدة أو المقيمين فيها. ومع ذلك، تجنبت الإقدام على خطوات قد تضر بالصناعات البريطانية، السيارات والبنوك والطاقة، التي تقوم بالكثير من الأعمال التجارية مع روسيا. ولم تعلن عن خطط لفرض عقوبات اقتصادية واسعة، أو استهداف الروس الأثرياء الذين يعيشون في بريطانيا. وكما يقول تيموثي آش، وهو استراتيجي كبير مختص بالأصول السيادية في بلو باي أسيت مانجمنت «هناك الكثير من الأشياء التي كان يمكن أن تفعلها، لكن في النهاية كل ما أقدمت عليه كان معتدلاً للغاية في التفاصيل، وغامضاً إلى حد ما، وهو ربما ما كان مقصوداً». مع بقاء عام واحد فقط على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يعاني الاقتصاد البريطاني من نمو ضعيف. وعلاقة المملكة المتحدة التجارية مع روسيا صغيرة مقارنة ببلدان أخرى مثل ألمانيا والولايات المتحدة، لكنها ليست ضئيلة. إذ تبلغ قيمة التجارة بين المملكة المتحدة وروسيا 10 مليارات جنيه استرليني (14 مليار دولار) في السنة، وفقاً لبيانات مكتب الاحصاءات الوطني. وتذهب حوالي %1 من صادرات المملكة المتحدة الى روسيا. وتبيع بريطانيا السيارات والسلع المصنعة والآلات والمنتجات الكيماوية إلى روسيا. كما أنها مزود مهم للخدمات، حيث تستقطب المؤسسات المالية وتقنية المعلومات والصناعات الاستشارية مليارات الدولارات كل عام من المصادر الروسية. وكانت المملكة المتحدة في العقود الأخيرة بمنزلة نقطة جذب للروس الأغنياء والشركات التي يديرونها. ويملك عدد كبير من الروس عقارات في لندن، كما أن العديد منهم تدار أموالهم في البلاد. ويضيف: «معظم الثروة الروسية تمر عبر لندن بطريقة أو بأخرى. لندن هي المدينة التجارية المفضلة لرؤوس الأموال الروسية». تعتبر بورصة لندن موطنا لـ 99 شركة مقرها في روسيا أو غيرها من دول الاتحاد السوفيتي السابق. وأصبحت + EN، وهي شركة منتجة للألمنيوم والطاقة، أحدث شركة روسية كبرى تدرج في لندن في نوفمبر. كما تلعب روسيا دوراً مهماً في توفير الطاقة للمملكة المتحدة، بما في ذلك البترول والفحم. أقل من %1 من الغاز المستخدم في بريطانيا يأتي من روسيا، وفقاً لوزارة الطاقة في حكومة المملكة المتحدة. لكن «فايننشال تايمز» ذكرت أن نصف شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى البلاد حتى الآن هذا العام جاءت من روسيا. ولدى شركة النفط البريطانية العملاقة بريتش بتروليوم BP علاقات كبيرة مع روسيا. وتمتلك الشركة حصة %20 في شركة روسنفت الروسية للطاقة، مما يجعلها هدفا رئيسياً لاحتمال الانتقام. وسيراقب المستثمرون عن كثب كيف سيرد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الأسابيع المقبلة. ويقول آش: «من المحتمل أن تثير موسكو الكثير من الضجيج للتعبير عن مدى غضبها من كل هذا، وستقوم بخطوة مماثلة بطرد 23 دبلوماسياً. لكن من المحتمل أن تشعر موسكو بالارتياح لأن الوضع كان يمكن أن يكون أسوأ بكثير».

مشاركة :