أفاد تربويون بأن استخدام التكنولوجيا في التعليم ينعكس إيجاباً على العملية التعليمية، ويسهم في عملية التطوير التي تسعى وراءها كل المؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى تأثيرها في استيعاب الطلبة وتعزيزها من دور المعلم من خلال استخدامها في المناهج الدراسية. ولفتوا إلى أن التكنولوجيا في التعليم تعزز من دور التعلم بالممارسة، فضلاً عن أن استخدامها داخل الفصول الدراسية يعزز من مسارات الإبداع في عملية التعليم، كونها عاملاً مساعداً لزيادة وسهولة استيعاب الطلبة للمناهج الدراسية. وأكدوا أهمية التكنولوجيا كأداة لتحفيز الابتكار وتعزيز مشاركة الأسرة في الحياة التعليمية وأجمعوا على أن استخدامها في التعليم يحقق نتائج متميزة للمدارس.بنية تحتية أفاد المهندس عبد الرحمن الحمادي، وكيل وزارة التربية والتعليم للرقابة والخدمات المساندة، بأن المدارس الحكومية المطورة تم تجهيزها ببنية تحية قوية تدعم إدخال وتوظيف التكنولوجيا في التعليم، حرصاً من الوزارة وإيماناً منها بأهمية أن يتم دمج التكنولوجيا في التعليم ليضمن نتيجة إيجابية لتطور الطلبة والمعلمين معاً، موضحاً أن مستقبل تكنولوجيا التعليم أصبح يمثل تحدياً كبيراً أمام المؤسسات التربوية ونظم التعليم المتقدمة، التي تجد نفسها اليوم أمام طفرات سريعة ومتلاحقة في هذا المجال. وأكد الحمادي أن وزارة التربية لن تدّخر وسعاً في سبيل تطوير البنية التحتية لمدارس الدولة، وجعلها أكثر استجابة لكل ما هو جديد ومتطور في تقنيات التعليم. مشيراً إلى أن الوزارة لديها شركات عدة مع مؤسسات محلية ومؤسسات حلول تعليمية وأخرى تقنية وذلك انطلاقاً من الاستراتيجية التي تنتهجها في توفير أفضل الوسائل والبرامج والأجهزة التي تحاكي التطورات العالمية وتعمل على توظيف أفضل التقنيات وأحدث الوسائل التكنولوجية بما يعكس نهجها في استثمارها في أبنائها وبناتها، فضلاً عن العمل على سد الفجوة الرقمية وتحقيق رؤية القيادة الحكيمة في إحداث نقلة نوعيه في النظام التعليمي في دولة الإمارات وأخذ الخطوات المطلوبة نحو التدرج إلى التعليم الذكي.تعزيز المخرجات وتسعي الوزارة إلى تعزيز مخرجات التعليم لدى الطلاب وإعدادهم للعمل والحياة المهنية مستقبلاً، وأن دعم طرق الابتكار في التعليم والتعلم داخل وخارج الفصول الدراسية، والتزود بمهارات القرن 21 عبر كادر تدريسي مؤهل، سيهيئ الطلاب لدخول سوق العمل والنجاح مهنياً، ما جعل الوزارة تطلق برنامج تدريب تخصصياً للمعلمين أخيراً بالتعاون . والشراكة مع شركة مايكروسوفت لإكساب كوادر الميدان التربوي مهارات متقدمة في استخدام ما تتيحه الشركة من أدوات تعليمية لتمكينهم من مهارة دمج أدواتها داخل الفصول الدراسية بحيث تشمل كل المراحل التعليمية من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر، ويعتبر البرنامج الأول من نوعه على مستوى العالم وسيسهم في تعزيز البنية الذكية في المدرسية الإماراتية. ويأتي ذلك إطار حرص الوزارة على مواكبة آخر المستجدات التقنية في مجال التعليم وتمكين الكوادر الميدانية من التعامل معها بحرفية عالية لنقلها إلى الميدان التربوي، حيث سيتم تدريب 13 معلماً كنواة تدريبية على أن يتولوا فيما بعد تدريب بقية كوادر الميدان التربوي، ويمتد التدريب لمدة 18 شهراً، وسيخضع المشاركون لاختبارات تقييمية للتأكد من مدى تمكنهم من البرنامج التدريبي، فيما سيستمر التعاون مع الشركة بعد انتهاء البرنامج لتزويدهم بكل ما هو جديد في هذا الإطار. بيئة ذكية وفي مجال تطوير البيئة التعليمية الذكية بالمدارس الحكومية دعمت وزارة التربية والتعليم الميدان التعليمي بتوزيع 53.901 حاسب آلي محمول على طلاب المدارس وجارٍ توزيع عدد 42,891 خلال العام الدراسي الجديد، وتوزيع عدد (2,742) سبورة ذكية وجارٍ توزيع عدد 1,350 هذا العام، كما تم توزيع عدد (9,916) جهاز محمول على المعلمين وجارٍ توزيع عدد 4,343 هذا العام. وتم تدعيم المدارس بنظام الطابعات عالية الأداء المدارة مركزياً وتوزيع أجهزة طابعات متصلة بمعدل طابعتين لكل مدرسة، بالإضافة إلى تدعيم المختبرات بالمدارس بأجهزة حاسبات شخصية، حيث بلغ إجمالي الأجهزة التي تم توزيعها 11,000 . وجارٍ توزيع عدد 6,000 هذا العام، وترقية البنية التحتية لعدد 405 مدارس وربطها بمركز البيانات وزيادة سعة الاتصال من 50 إلى 100 ميجابيت، وتم توفير التدريب التخصصي لاستخدام أنظمة التعلم الذكي وتطبيقات ميكروسوفت والنضج الإلكتروني لعدد 12,107 معلم وإدارة مدرسية، وذلك بحسب آخر إحصائيات من وزارة التربية والتعليم.مواكبة ومن جهتها أوضحت الخبيرة التربوية محاسن يوسف أن الميدان التعليمي أصبح مواكباً لـ«تطوير التطبيقات التقنية» والتي تعزز تحقيق الاستفادة القصوى من الإمكانيات التي توفرها التكنولوجيا للمعلمين وللطلبة داخل الفصول الدراسية. وأكدت أن التكنولوجيا تغرس ثقافة الابتكار لدى الطلبة، وخاصة أن العالم يمر حالياً بفترة انتقالية بين حقبة الثورة الصناعية وبين حقبة الابتكار الذي تتبلور ملامحها وأدواتها في محاور التمكين والتسهيل ووضع الأجندات الإبداعية والتنوع والارتجالية، ما يختلف إلى حد بعيد عن ملامح حقبة الثورة الصناعية. ولفتت إلى أن الدولة وفي ظل توجهات القيادة الرشيدة تمضي بقوة لتكون الأكثر ابتكاراً في غضون الأعوام المقبلة، وهذا يتطلب جهداً كبيراً من المؤسسات التعليمية للحصول على افضل التطبيقات والبرامج والأدوات التي تجعلهم يحاكون المستقبل. ومن جهتها قالت جمانة سالم رئيس قسم التعليم في مؤسسة «ألف» لحلول التعليم، إن الذكاء الاصطناعي يحدث فرقاً جوهرياً في تحليلات عملية التعلم وخاصة فيما يتعلق بتقييم وإعداد المناهج الدراسية وتطوير عملية التعلم لتواكب الإمكانات الفردية للطلاب. وأوضحت أن المؤسسة استهدفت 250 طالباً وطالبة في إحدى المدارس الحكومية في أبوظبي ونفذت عليهم حزمة من الحلول التعليمية وأظهرت نتائج التطبيق تقدمهم في العلوم والرياضيات، كما أحرزوا تقدماً في اللغتين العربية والإنجليزية. وتتجه مؤسسة «ألف» للحلول التعليمية للتوسع في المدارس الحكومية خلال الفترة المقبلة وتحديداً في أبوظبي والعين، حيث تقدم الحلول التعليمية مدعومة بتكنولوجيا قائمة على التحويلية والذكاء الاصطناعي.سبورات ذكية ومن جانبه قال موفق القرعان نائب مدير مدرسة العالم الجديد، إن الاهتمام بإدخال التكنولوجيا في التعليم جاء لتعزيز الاهتمام بأجيال المستقبل بمجالات عدة على رأسها العلوم والفضاء والهندسة والرياضيات، ودعماً لأهداف الدولة طويلة الأمد وتسهيل العملية التعليمية على الطلبة. وينسجم ذلك مع رؤية الدولة الرامية إلى الارتقاء بنموذج التعليم القائم في مدارسها ومختلف أنحاء العالم. وقالت مونيكا فالراني، الرئيسة التنفيذية لمركز ليدي بيرد للتعليم المبكر في قرية جميرا إن استخدام التكنولوجيا وتطويعها لصالح التعليم منذ الصغر يعزز وينوع طرائق التدريس لتتيح التكنولوجيا توفير برنامج متوازن وغني يضم نشاطات متنوعة في جميع مجالات التعلّم الشخصية والاجتماعية والعاطفية والروحية، إلى جانب تنمية الروح الإبداعية ومهارات التواصل واللغات والقراءة ومهارات حل المسائل والتفكير المنطقي والحساب عن طريق الأجهزة اللوحية.سلبيات ووقفنا على سلبيات تواصل المؤسسة التعليمية مع أولياء الأمور عن بعد في ظل التطور التكنولوجي، ومن جهته قال الدكتور إسلام البوريني من كلية إدارة الأعمال في جامعة الفلاح، إن عملية التواصل بين الأهل والمدرسة أو المؤسسة التعليمية من الأمور المهمة التي تساهم في تحسين العملية التعليمية وبناء أجيال متميزة ومتعلمة قادرة على تحمل المسؤولية بالمستقبل. حيث يشكل متابعة الأهل لأبنائهم داخل المدرسة سيشعر الطالب بأهميته لدى أسرته وبالتالي سيحرص على العطاء بصورة أكبر، كما أنه من الضروري إشراك الأسرة والمجتمع المحيط في العملية التعليمية بشكل يساهم في تطوير العملية التعليمية ودفعها نحو الأمام. وأشار الدكتور إسلام البوريني أن هذا الأمر يضعف العلاقة المباشرة مع الأهل والمجتمع المحيط، ولا شك ستؤدي إلى إيجاد الكثير من السلبيات التي لا تتماشى مع القيم المطلوبة التي من المفترض أن تكون بين البيت والمدرسة، وفي حال حدوث تعارض بين هذه القيم من شأنها أن تساهم في خلق عدد من المشكلات الاستثنائية بين الطرفين. فيما قال أحمد القضاة من وحدة استطاب الطلبة إن المدرسين يعتقدون أن التواصل عن بعد مع الأهل ونشر التحصيل العلمي للطالب بشكل مفصل سيوفر الوقت على الطرفين، كما أنه سيكون في مصلحة العملية التربوية التي سيكون لها دور واضح في إثراء العملية التعليمية وحث الطالب على الدراسة بعد التعرف إلى نقاط القوة والضعف بشكل كامل. مدارس تطبّق التعليم الرقمي وتتيح المتابعة «أون لاين» بادرت مدارس بتطبيق التعليم الرقمي وأتاحت لأولياء الأمور متابعة أبنائهم الطلبة أون لاين، ولعبت التكنولوجيا دوراً محورياً في تأمين قنوات التواصل بين الهيئة التدريسية وذوي الطلبة، متيحة لذوي الطلاب استخدام منصات إلكترونية عبر الإنترنت لمتابعة مسيرة أبنائهم التعليمية، وترسيخ الشراكة بين المدرسة والمنزل لدعم العملية التعليمية للطلاب، الأمر الذي يسفر في نهاية المطاف عن تحقيق النجاح الأكاديمي والعلمي للطلاب. ومن جهتها أكدت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، إحدى المبادرات الهادفة التي تدعم استخدام التكنولوجيا الذكية للتعلم داخل الصفوف الدراسية وربطها ببعض في إطار تفاعلي، التي قدمت ضمن الأفكار المبدعة في مجلس محمد بن راشد الذكي، كأكبر منصة ذكية متكاملة في دبي، الذي يهدف لتلقي الاقتراحات والملاحظات وأفكار الجمهور على مدار الساعة.تطبيق ومن جانبه أكد أمين علي، مدير مدرسة السلام، أن المدرسة حرصت على اتباع تطبيق يساعد أولياء الأمور على متابعه أبنائهم داخل الصف المدرس ومتابعة خطتهم الدراسية وما يتعلمه الطالب داخل الصف. وجاء النظام المتكامل لتفعيل اكثر من برنامج يتيح برامج المدرسة وخططها وبرامجها اون لاين، وجاء ذلك النظام لتقليل الواجبات المنزلية والتركيز على عملية التعلم داخل الصف المدرسي، ويركز النظام على الاهتمام بالقراءة اليومية والبحث، ويساهم في التقليل من أعباء المتابعة على أولياء الأمور. وذكر أن المدرسة حرصت على تدريب أولياء الأمور على الأنظمة الجديدة، وواجهت الإدارة صعوبة في ترسيخ هذا المفهوم لدى أولياء الأمور كونهم تعودوا على كثرة الواجبات المنزلية وغيرها من الأنظمة التقليدية. وسيلة وقال جرايم سكوت، المدير المؤسس لمدرسة «فيرجرين إنترناشونال» يمكن أن تقدّم التكنولوجيا وسيلةً ممتازة للتواصل مع ذوي الطلاب، حيث يتيح لهم تطبيق «سيسو» وصولاً مباشراً لمسيرة تعلّم الأبناء وفرصةً مميزة للانخراط في هذه المسيرة. وتابع انه يمكن للمنصات الرقمية المخصصة لذوي الطلاب واستخدام الرسائل النصية القصيرة أن تساعد في التواصل السريع معهم، إلا أن المدرسة تسعى دائماً لإتاحة الفرصة أمام الاجتماعات الشخصية والمباشرة مع ذوي الطلاب، سواءً بشكلٍ رسمي أو غير رسمي، ويأتي إيماننا الراسخ بأهمية اللقاءات المباشرة انطلاقاً من اعترافنا بأن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، ولهذا نفضل التواصل المباشر كعاملٍ حاسم في تطوير العلاقات مع ذوي الطلاب في سبيل دعم وتعزيز تجربة الطلاب التعليمية. وفي هذا السياق ذاته، قال بيل ديلبروج، مدير مدرسة دنكرست الأميركية «تقدّم التكنولوجيا أداةً ممتازة للطلاب للتعلّم، بالإضافة للتواصل مع ذويهم يومياً، ولكننا نؤكد دائماً لذوي الطلاب أن أبواب المدرسة مفتوحةٌ دائماً لاستقبالهم ومناقشة كل ما يتعلق بمسيرة أبنائهم التعليمية سواءً مع إدارة المدرسة أو أيٍ من المدرسين والمشرفين، ويشكّل التواصل المفتوح والمباشر الطريقة الوحيدة لبناء مجتمعٍ أكاديمي ناجح يضمن نجاح الطلاب».
مشاركة :