دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي، إلى حفظ النفس من الشهوات والمنكرات، وصونها من كل ما حرم الله من المعاصي والفواحش من الأقوال والأفعال، التي تورد المهالك في الدنيا والعذاب في الآخرة، محذرا من اتباع هوى النفس، والانقياد لوسوسة الشيطان ونزغاته. وقال في خطبة الجمعة، أمس: إن فلاح الإنسان وسعادته في التحكم في نفسه، ومحاسبتها ومراقبتها في كل صغيرة وكبيرة، في الأقوال والأفعال، فمن حاسب نفسه وتحكم في أقواله وأفعاله فيما يحب الله ويرضى، فقد فاز فوزا عظيما. وبين فضيلته أن على المؤمن أن يحاسب نفسه ويراقبها ويقيمها على أحسن الأقوال، فيحاسب نفسه على الأفعال فيجاهدها بالعبادات والطاعات، ليأتي بها كاملة الإخلاص نقية سليمة من شوائب الابتداع والرياء والعجب بالعمل، مبتغيا بعمله وجه الله والدار الآخرة، ويحاسب نفسه ليوقع العمل الصالح، ويفعله موافقا لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الالتزام بدوام العمل واستمراره بلا ردة ولا انقطاع. وقال الشيخ علي الحذيفي، إن المسلم يجب عليه أن يحاسب نفسه ويجاهدها في الخطرات والواردات على القلب والوساوس، حيث إن مبدأ الخير والشر من خطرات القلوب ووارداتها، فإن تحكم المسلم في الواردات على قلبه ففرح بواردات الخير واطمأن لها ونفذها أفلح وفاز، وإن طرد وساوس الشيطان ووارداته واستعاذ بالله من وساوسه نجا وسلم من المنكرات والمعاصي، وإن غفل عن وساوسه وتقبلها أورده المحرمات، إذ قال تعالى «وإِما ينزغنك مِن الشيطانِ نزغ فاستعِذ بِاللهِ، إِنهُ هُو السمِيعُ العلِيمُ». وذكر أمر الله بالاستعاذة في سورة الناس من هذا العدو المبين، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم : (إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم فإن ذكر الله خنس وإن نسي التقم قلبه فذلك الوسواس الخناس).
مشاركة :