الداخلة (المغرب) - انطلقت صبيحة الجمعة بمدينة الداخلة المغربية، أشغال منتدى كرانس مونتانا بحضور أكثر من ألف مشارك من مستوى رفيع، يمثلون أكثر من 100 دولة، إلى جانب ممثلين لأهم المنظمات الدولية والإقليمية. وعاد منتدى كرانس مونتانا للانعقاد للسنة الرابعة على التوالي بمدينة الداخلة، في الفترة من 15 إلى 20 مارس الجاري، وذلك لمناقشة القضايا المرتبطة بـ"إفريقيا والتعاون جنوب-جنوب"، مكرسا بذلك الإشعاع الدولي لجوهرة الجنوب مدينة الداخلة. وخلال جلسة افتتاح هذه التظاهرة العالمية تلا رئيس جهة الداخلة- وادي الذهب ينجا الخطاط بالرسالة التي وجهها الملك محمد السادس إلى المشاركين في أشغال هذه الدورة. وباستقبالها لأزيد من ألف مشارك يتحدرون من 100 دولة، إلى جانب ممثلين لأهم المنظمات الدولية، تعزز مدينة الداخلة جاذبيتها كوجهة متميزة لاحتضان أكبر التظاهرات الدولية، كما يشهد على ذلك انعقاد الدورات الثلاث السابقة لمنتدى كرانس مونتانا المرموق. وأبرز العاهل المغربي في رسالته اختيار المملكة للجهوية المتقدمة لتكون محور النموذج التنموي الاقتصادي المغربي بقوله "الجهوية المتقدمة ليست مجرد تدبير ترابي أو إداري، بل هي تجسيد فعلي لإرادة قوية على تجديد بنيات الدولة وتحديثها، بما يضمن توطيد دعائم التنمية المندمجة لمجالاتنا الترابية، ومن ثم تجميع طاقات كافة الفاعلين حول مشروع ينخرط فيه الجميع". وأضاف "الجهة مدعوة اليوم، لتتحول إلى مجال ترابي يملك صلاحية تدبير الشؤون المتعلقة بمستقبله، في إطار الوحدة الترابية للمملكة. لقد أردنا لجهات المغرب الاثنتي عشرة، أن تؤسس لشكل جديد من النمو الاقتصادي نمو شامل، تساهم فيه كل القطاعات العمومية والخاصة، مع التركيز على تقوية التماسك الوطني وتعزيز الولوج إلى الخدمات العمومية في مناطق تتمتع بمؤهلات تنموية واعدة". وأكد أنه "إذا كانت هناك جهة تجسد التنزيل الفعلي لمفهوم الجهوية، فهي هذه الجهة (الداخلة -وادي الذهب) الجميلة، التي تجتمعون فيها اليوم، لاسيما هنا في مدينة الداخلة، فقد شهدت تحولا عميقاً في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، شأنها في ذلك شأن باقي الأقاليم الجنوبية. وإننا لعازمون على المضي قدماً على هذا الدرب، حتى تستعيد الصحراء المغربية دورها التاريخي، بوصفها ملتقى طرق وصلة وصل بين مختلف أرجاء القارة". وبحسب المنظمين فإن برنامج هذه التظاهرة ينقسم إلى جزأين، الأول ينظم بمركز الندوات بجوهرة الجنوب من 15 إلى 17 مارس آذار الجاري، والجزء الثاني سينظم على متن الباخرة "رابسودي" التي ستنطلق من الداخلة نحو الدار البيضاء من 18 إلى 20 مارس آذار الحالي. وتشكل هذه الدورة مناسبة لتبادل الآراء والأفكار بين مسؤولين حكوميين من مستوى عال وممثلين عن عالم الأعمال والاقتصاد، حول عدد من المحاور الرئيسية، من بينها على الخصوص "الأمن الغذائي والفلاحة المستدامة" و"اقتصاد المحيطات وقطاع الصيد البحري" و"الطاقات المتجددة والثورة الإفريقية الخضراء" و"إفريقيا .. محطة رئيسية لطريق الحري". كما سيناقش المشاركون التعاون الإقليمي في مجال الصحة العمومية والتدبير الحضري الشامل، التحدي الجديد لإفريقيا. وستناقش الدورة، أيضا، قضايا النساء والشباب، في إطار جلسات استثنائية لمنتدى النساء الإفريقيات، ورواد المستقبل الجدد الذي يحتفي هذه السنة، كذلك، بالفاعلين الرئيسيين في النهضة الإفريقية. وستتميز أشغال هذه الدورة، أيضا، بتسليم جائزة منتدى كرانس مونتانا 2018 لإفريقيا والتعاون جنوب- جنوب لمصطفى سيسي لو، رئيس برلمان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، اعترافا بعمله من أجل الاندماج والحرية وازدهار شعوبها، ومن أجل جهوده المبذولة لتكريس حرية تنقل الأشخاص والسلع في فضاء المجموعة وفي المنطقة بكاملها”. ويعد منتدى (كرانس مونتانا)، الذي يتواجد مقره بجنيف، منظمة دولية تعمل على تشجيع التعاون الدولي والنمو الشامل وتعزيز مستوى أرفع من الاستقرار والإنصاف والأمن. ويساهم المنتدى في لإشعاع مدينة الداخلة التي تأكد الأرقام أنها استطاعت استقطاب آلاف المشاركين على مدار السنوات الأربع، فمنذ انعقاد الدورة الأولى بمدينة الداخلة تمكن منتدى كرانس مونتانا من جمع أزيد من 3500 مشارك، ضمنهم 43 منظمة دولية وإقليمية، و162 بلدا ممثلين على أعلى مستوى.
مشاركة :