دمشق - وكالات: قتل 61 مدنياً وأصيب أكثر من 100 آخرين، بضربات جوية للطيران الروسي استهدفت بلدة كفربطنا، في الغوطة الشرقية، جنوب شرقي العاصمة السورية دمشق، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وشنّ الطيران الروسي منذ صباح أمس، ضربات جوية كثيفة استهدفت منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية، أدت لمقتل عشرة أشخاص في مدينة سقبا، بحسب ما ذكر المرصد في وقت سابق. وفي وقت سابق، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر سورية أن عدد القتلى في الغوطة الشرقية جراء القصف الصباحي بلغ 42 مدنيًا، منهم 31 شخصًا في كفربطنا، والبقية قتلوا جراء القصف على بلدة سقبا، مشيرة إلى أن البلدتين تخضعان لسيطرة فيلق الرحمن أحد فصائل المعارضة السورية المسلحة. وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، «أن جثث قتلى كفربطنا «متفحمة تماماً»، مرجحاً استخدام «مواد حارقة» في القصف الذي استهدف شارعاً تجمع فيه المدنيون في محاولة للخروج. وقال مراسل لوكالة «فرانس برس» في كفربطنا إنه شاهد ثمانية جثث محترقة على الأقل في الشارع، موضحاً أن معظم مراكز الدفاع المدني باتت خارج الخدمة. وأضاف أن الجرحى ما زالوا في الطرقات ولا يتمكن أحد من سحبهم. وفي سياق متصل، أكد عبد الرحمن، أن هناك «محاولة لقوات النظام للتقدم باتجاه سقبا». وأشار إلى أن الغارات العنيفة التي شنت منتصف الليلة الماضية على بلدة سقبها نفذتها مقاتلات روسية، على الرغم من نفي موسكو تنفيذ غارات في المنطقة. وذكرت حسابات لفصائل المعارضة على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه تمت استعادة السيطرة على بلدة حمورية في هجوم معاكس بعد قيام النظام بدخولها أمس ونقلت وكالة تاس للأنباء عن مسؤول عسكري روسي كبير قوله إن 4127 شخصًا غادروا مناطق الغوطة. ونقلت الوكالة عن الميجر جنرال فلاديمير زولوتوخين قوله «حتى الآن 4127 شخصًا غادروا المنطقة. أكثرهم من كبار السن والنساء والأطفال». إلى ذلك قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس إن أكثر من 12 ألف شخص غادروا الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة منذ بدء العمليات وأشار لافروف في تصريحات عقب اجتماعه بنظيريه التركي والإيراني ضمن لقاء أستانة، إلى أن التهديدات التي أطلقتها الولايات المتحدة بضرب العاصمة السورية دمشق «غير مقبولة». من جانبه وصف وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الوضع في الغوطة الشرقية بسوريا بأنه يتجه «صوب كارثة»، مشددًا على أن الاشتباكات يجب أن تنتهي وتتعرض الغوطة -التي يقطنها أكثر من أربعمئة ألف مدني- منذ أسابيع لحملة عسكرية مستعرة تعد الأشرس من قبل الطيران الروسي وقوات النظام وداعميه أدت إلى مقتل مئات المدنيين -بينهم نساء وأطفال- إلى جانب مئات الجرحى. في هذه الأثناء، اتهم تحقيق تدعمه الأمم المتحدة قوات النظام ومليشيات مرتبطة بها باستخدام الاغتصاب والعنف الجنسي ضد المدنيين على شكل «واسع ومنهجي»، في فظائع قال إنها ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.غليون: سوريا محتلة ومسرح لتصفية الحسابات باريس - وكالات: وصف الدكتور برهان غليون الأكاديمي والمفكر السوري والرئيس السابق للمجلس الوطني السوري نظام الرئيس السوري بشار الأسد بأنه لم يعد له وجود وانحل بشكل نهائي بعدما تحول إلى فريق من المرتزقة -مثله مثل المجموعات الأخرى- مجند في خدمة أهداف الدول المحتلة، وعلى رأسها روسيا وإيران.جاء ذلك في حوار أجرته الجزيرة نت بشأن قراءته للمشهد السوري، وأين تمضي الثورة بعدما دفع الشعب السوري أثمانا باهظة لكن من دون نتائج تذكر. واعتبر غليون أن سوريا اليوم باتت محتلة ومسرحًا لتصفية الحسابات بين الدول الكبرى والقوى الإقليمية. ولفت إلى أن هذه القوى تستخدم الملف السوري كورقة رابحة للتفاوض فيما بينها بشأن ملفات دولية أخرى. وعن المحادثات المستمرة في كل من جنيف وأستانا فقد اعتبر غليون أنه لم تحصل مفاوضات على الإطلاق منذ سبع سنوات، بل استخدمتها القوى الدولية لتمرير الحل العسكري وتصفية قوى الثورة والمجموعات المقاتلة. وشدد المفكر السوري على أنه لن يحصل أي اتفاق سياسي ما لم يرحل الأسد وتقر مسؤوليته ومحاسبته عن الجرائم التي ارتكبها بحق شعبه وبلده. كما اعتبر أن الثورة السورية ليست المعارضة السياسية الضعيفة ولا الفصائل المقاتلة التي لم تعرف كيف توحد نفسها وتنظم جهودها لتحقيق الانتصار العسكري الذي كان في متناول اليد، ولكنها الشعلة التي تنير اليوم بمبادئها وقيم الحرية والكرامة التي حملها قلب وروح كل سوري وعقله، حسب وصفه.بيان أستانا يؤكد استمرار هدنة المناطق الأربعة أستانا - وكالات: انتهى اجتماع وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران في أستانا أمس بالاتفاق على تمديد عمل مناطق خفض التصعيد الأربع في سوريا، في حين أن معظم تلك المناطق شهدت أو لا تزال تشهد خروقات كبيرة من قبل النظام السوري كما هو الحال في الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق التي تتعرض منذ أسابيع لهجوم واسع شرس. كما اتفق الوزراء الثلاثة خلال الاجتماع الذي استغرق بضع ساعات على أن الجولة المقبلة من مفاوضات أستانا ستعقد في منتصف مايو القادم، وفق ما جاء في البيان الختامي. وأكد وزراء خارجية الدول الضامنة لمسار أستانا للتفاوض بشأن الأزمة السورية على أهمية استمرار المسار والنتائج التي تحققت على مدار عام من بدء الاجتماعات خلال إعلان البيان الختامي للاجتماع. وبحثت الدول الثلاثة في العاصمة الكازاخية أستانا، ملف المحتجزين، والبيان الختامي على مستوى وزارء خارجية تلك الدول. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن «أستانا ونتائجها مهمة جدًا، ومحاولة التأثير عليها تتم عبر أطراف عديدة، تحاول تقسيم البلاد، وجرها للفوضى، حيث لها مخططات جيوبوليتيكية»، دون تحديد هذه الأطراف.
مشاركة :