نيقوسيا - أكد دبلوماسي أميركي رفيع المستوى الجمعة أن واشنطن تدعم تنقيب قبرص عن الغاز والنفط في البحر المتوسط اثر خلاف مع تركيا. وقال ويس ميتشل مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون الاوروبية والاوراسية إن "الولايات المتحدة تدعم جمهورية قبرص في حقها تطوير الموارد الطبيعية في المنطقة الاقتصادية الخالصة". وأدلى ميتشل بهذه التصريحات اثر لقائه بالرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس خلال مهمة تقصي حقائق في الجزيرة المتوسطية. وتابع "نحن داعمون جدا لجمهورية قبرص ونقدر علاقة الصداقة الممتدة معها"، قبل أن يجري مباحثات منفصلة مع الزعيم القبرصي الشمالي مصطفى أكينجي. وتأتي زيارة ميتشل بعد توتر شديد في شرق المتوسط بعد أن منعت بوارج حربية تركية حفارا تابعا لمجموعة "ايني" الايطالية من التنقيب عن الغاز في المياه القبرصية في نهاية فبراير/شباط. غادرت بعدها السفينة الإيطالية المياه القبرصية. وتواكب زيارة الوفد الدبلوماسي الأميركي وصول سفينتي استطلاع من عملاق النفط الأميركي "اكسون موبيل" إلى سواحل قبرص لإجراء مسح مبدئي قبل بدء تنقيب في وقت لاحق من العام الحالي. وقبرص العضو في الاتحاد الأوروبي مقسمة منذ اجتياح تركيا للشطر الشمالي من الجزيرة عام 1974 وهي تبسط سلطتها على ثلثي الجزيرة جنوبا وتحتل تركيا الجزء الشمالي منها. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حذر الشركات النفطية العالمية بأن "لا تتخطى الحدود" في شرق المتوسط، معتبرا أنه يدافع بذلك عن الحقوق القبرصية التركية في الموارد الطبيعية للجزيرة. وهذه الأزمة الأخيرة حول موارد الطاقة أدت إلى تعقيد جهود بدء جولة مباحثات جديدة بهدف اعادة توحيد الجزيرة بعد انهيارها العام الماضي. وتدافع أنقرة بصرامة عن مطالبة القبارصة الأتراك بحصة من موارد الطاقة رغم تطمينات القبارصة اليونانيين بأن الطرفين سيستفيدان. وتقول قبرص إن الموارد الطبيعية غير المكتشفة في الجزيرة تعود إلى الدولة وإن الثروة سيتم تقاسمها مع الجانب القبرصي التركي حين تتم اعادة توحيد الجزيرة. وقال ميتشل إن واشنطن تود رؤية استئناف المفاوضات التي انهارت بين الطرفين في تموز/يوليو الفائت. وبينما تحظى جمهورية قبرص اليونانية باعتراف دولي، فإن "جمهورية شمال قبرص التركية" لا تعترف بها سوى أنقرة.
مشاركة :