أبوظبي، نيويورك (الاتحاد، وكالات) رحبت الإمارات العربية المتحدة، أمس، بإدانة مجلس الأمن الدولي ميليشيات الحوثي الانقلابية الإيرانية، وتأكيده الحل السياسي، ووصفت البيان الصادر بهذا الصدد بأنه إشارة واضحة على أن الميليشيات تشكل العقبة الرئيسة، وأن الحل الأفضل يبقى الحل السياسي القائم على المرجعيات. وقال معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، في تغريدات على حسابه في «تويتر»: «كل الترحيب بالبيان الرئاسي في مجلس الأمن بشأن اليمن، والذي كان واضحاً في إدانته الميليشيات الحوثية وممارساتها، وفي تناوله للأزمة الإنسانية وجهود التحالف العربي تجاهها، وبتأكيده الحل السياسي ومرجعياته». وأضاف «بيان مجلس الأمن الرئاسي يشير بوضوح إلى أن الميليشيات الحوثية تبقى العقبة الرئيسة أمام المسار السياسي، غطرسة السلطة والمال عابرة ومؤقتة، والحلّ السياسي القائم على المرجعيات، يبقى الحلّ الأفضل لليمن». وكان مجلس الأمن الدولي قد دان، بأشد العبارات، استهداف ميليشيات الحوثي المملكة العربية السعودية بالصواريخ الباليستية. وأعرب في بيان عن قلقه من استهداف المملكة بالصواريخ، خاصة الاستهدافين اللذين وقعاً في 14 فبراير و19 ديسمبر في تعمد واضح للمناطق المدنية. وأشاد بخطة العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن التي أعلنها التحالف العربي، مرحباً بتبرع الإمارات والسعودية بمبلغ مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية الأممية لعام 2018. ودعا الانقلابيين إلى وقف تجنيد الأطفال، وطالب جميع الدول بالتنفيذ الكامل لحظر السلاح وفقاً لقرارات مجلس الأمن، مع تشديده على دعم آلية الأمم المتحدة للتفتيش والتحقيق في اليمن. ورحب مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله بن يحيى المعلمي بالبيان الرئاسي الصادر من مجلس الأمن الذي يعكس التزام المجلس التوصل إلى حل سياسي للنزاع في اليمن، بناء على المرجعيات الثلاث للحل، وهي المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن، لا سيما القرار 2216. فيما دعا مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، خالد اليماني، المجتمع الدولي إلى الضغط على الحوثيين ليجلسوا إلى طاولة التفاوض، وقال «نحن ممتنون جداً لجهود مجلس الأمن، واستصدار هذا البيان الرئاسي، خصوصاً فيما يتعلّق بالشق الإنساني». إلى ذلك، دعا وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، الكونجرس إلى عدم المساس بالتزام الولايات المتحدة تجاه اليمن «في إشارة إلى الدعم الأميركي للعمليات العسكرية للتحالف العربي». ومن المتوقع أن يصوت مجلس الشيوخ الأميركي الأسبوع المقبل على مسألة انخراط الولايات المتحدة في الحرب باليمن، بالتزامن مع زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن. وقال ماتيس في رسالة وجهها إلى قادة الكونجرس «إنّ أي قيود سيتم فرضها على الدعم الأميركي، قد تضرّ بالمدنيين في اليمن، وتزيد من خسائرهم». وكتب ماتيس «إن قيوداً جديدة على هذا الدعم العسكري الأميركي المحدود، يُمكن أن تزيد الخسائر المدنية، وتُعرّض للخطر التعاون ضد الإرهاب مع شركائنا، وكل ذلك من شأنه أن يزيد من تفاقم الوضع والأزمة الإنسانية». وكان قد قال متحدثاً إلى صحافيين رافقوه في طريق عودته إلى واشنطن بعد زيارة إلى الشرق الأوسط «إنه يعتبر أن الوضع الحالي مواتٍ لحل الأزمة اليمنية تحت رعاية الأمم المتحدة»، وأضاف «نحتاج إلى اتفاق تفاوضي، ونعتقد أن السياسة الحالية صحيحة، وهذا هو جوهر رسالتي». واعتبر ماتيس أنّ سحب الدعم الأميركي لن يؤدى سوى إلى جعل إيران تدعم الحرب بشكل أقوى من خلال تنفيذ ضربات صاروخية بالستية جديدة ضد السعودية، وتهديد ممرات بحرية حيوية، ما يؤدي إلى زيادة خطر نشوب صراع إقليمي.
مشاركة :