قال الشاعر :فإن النار بالعودين تذكيوإن الحرب أولها الكلامالعالم الفرنسي لويس باستور له عبارة تقول (ضربة الكلمة أقوى من ضربة السيف) وهي تنطبق على تصريح صاحب السمو الملكي ولي العهد وزير الدفاع السعودي لصحيفة نيويورك تايمز قبل عدة أيام حيث وصف المرشد الإيراني سيد علي خامنئي أنه هتلر الشرق الأوسط لانه ينتهج سياسة عدوانية تهدد أمن واستقرار المنطقة تماما كما هدد النازي هتلر أمن واستقرار العالم وكان السبب في اندلاع الحرب العالمية الثانية وماترتب عليها من خراب ودمار وخسائر فادحة في الأموال والأرواح. إن سياسة هتلر العدوانية التي ينتهجها المرشد الإيراني كانت نتيجتها دمار ألمانيا بعد أن اكتسحت فرنسا ودول أوروبية أخرى وتقسيمها إلى دولتين غربية وشرقية قبل أن تتوحد مرة أخرى بعد انهيار حائط برلين سنة 1989 وأيضا كان نتيجتها انتحار الزعيم النازي هتلر مع عشيقته وهي نهاية دموية بشعة ولو استمر المرشد الإيراني في نفس السياسة العدائية سوف يكون مصير إيران هو مصير ألمانيا ومصير خامنئي هو مصير هتلر وباقي الطغاة في العالم . رسالة التحذير التي وجهها ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان أن لو امتلك النظام الإيراني القنبلة النووية سوف تمتلك المملكة العربية السعودية القنبلة النووية بسرعة ولن تسمح للنظام الإيراني بتهديد أمن المنطقة ولاشك أن السعودية قادرة على امتلاك القنبلة النووية في أي وقت تشاء ولكنها لاتنتهج سياسة عدائية لدول المنطقة ولذلك هي ليست بحاجة إلى امتلاك القنبلة النووية إلا إذا استدعت الحاجة لذلك . إن النظام الإيراني يعلم جيدا أن من مول البرنامج النووي الباكستاني ووفر الإمكانيات اللازمة لباكستان لامتلاك القنبلة النووية هي المملكة العربية السعودية ولذلك من السهل على المملكة العربية السعودية أن تمتلك القنبلة النووية فهناك تعاون وتنسيق على أعلى مستوى بين السعودية وباكستان . من المفيد القول أن من يرأس التحالف الإسلامي الذي تقوده السعودية هو رئيس الأركان الباكستاني السابق فهناك تنسيق عسكري على أعلى المستويات بين البلدين وقد حذرت باكستان النظام الإيراني من التهور والاعتداء على المملكة العربية السعودية لأن الرد على ذلك سوف يكون مزلزلا وامتلاك باكستان القنبلة النووية ليس سرا ولذلك ينبغي على النظام الإيراني أن يأخذ تحذير الأمير محمد بن سلمان بامتلاك قنبلة نووية على محمل الجد ولاتنظر له باستهتار. إن التغيرات والتطورات الدولية لا تسير كما يريد النظام الإيراني فقد أقال الرئيس الأمريكي ترامب وزير الخارجية ريكس تيلرسون وعين مكانه رئيس الاستخبارات الأمريكية مايك بومبيو وهو من أشد الرافضين للاتفاق النووي مع النظام الإيراني الذي وقعه الرئيس الأمريكي السابق أوباما بمشاركة خمس دول وهي روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وهناك اجتماع في شهر مايو بين الدول الموقعة على الاتفاق لمناقشة الطلب الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي والذي حتما سوف تنسحب منه وتقوم بالغائه الولايات المتحدة الأمريكية مما يفتح الباب على مصراعيه لمواجهة أمريكية إيرانية.الجدير بالذكر أن وزير الخارجية الأمريكي بومبيو قد شارك في حرب تحرير الكويت فهو لديه خلفية عسكرية وهو من المؤيدين للقيام بعمل عسكري ضد النظام الإيراني وطرده من سوريا والعراق ولبنان واليمن فهو ضد تمدد إيران في المنطقة.هو أيضا ضد نشاط التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وهو بذلك يتفق مع سياسة الرئيس ترامب تجاه النظام الإيراني الراعي الرسمي للإرهاب الدولي وأيضا الدول الأخرى الداعمة للإرهاب.إن السياسة الأمريكية الجديدة لن تكون ضد التدخلات الإيرانية في دول المنطقة وكذلك التنظيمات الإرهابية مثل كلاب النار داعش وحزب الله الذراع العسكري لإيران في سوريا وغيرها من الدول ولكن سوف تكون ضد تدخل تركيا في مدينة عفرين السورية التي تقطنها أغلبية كردية والتي ترتكب أبشع الجرائم ضد سكان المدينة وذلك لتهجيرهم وتشريدهم وهو ما سوف تكون له تداعيات خطيرة على العلاقة الأمريكية التركية.إن المملكة العربية السعودية هي القوة الوحيدة في المنطقة التي تستطيع أن تواجه الخطر الإيراني فهي استطاعت أن تمنع النظام الإيراني من السيطرة على اليمن وهي اليوم تحاصر الوكيل الحصري للنظام الإيراني الحوثي في كل من صنعاء وصعدة والحكومة اليمنية الشرعية تبسط سيطرتها على 85 % من الأراضي اليمنية وحتى لو طالت الحرب اليمنية فإن السبب في إطالتها ليست المملكة العربية السعودية ولكن النظام الإيراني الذي يدعم الحوثيين ولكن النصر في اليمن سوف يتحقق في القريب العاجل فهناك مؤشرات تدل على ذلك. نعتقد أن المشروع الإيراني في المنطقة وهو ما كشف عنه قيادي في الحرس الثوري الإيراني ملامحه واضحة في سوريا والعراق ولبنان واليمن وأيضا أفغانستان حيث تدعم إيران حركة طالبان والذي يهدف إلى إحياء الامبراطورية الفارسية لن يكتب له النجاح وسوف يفشل فشلا ذريعا فهناك معارضة إيرانية شعبية ونار تحت الرماد في إيران وهناك قوى دولية تملك قوة هائلة مثل الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الإسلامي الذي تقوده المملكة العربية السعودية وتشترك فيه باكستان التي تمتلك قنبلة نووية وتعتبر حليف استراتيجي للسعودية وسوف تدفع إيران الثمن غاليا بسبب سياستها العدوانية مصداقا لقوله تعالى (لايحيق المكر السيئ إلا بأهله) .أحمد بودستور
مشاركة :