يتوجه ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، للولايات المتحدة خلال الأيام القليلة المقبلة، في زيارة تتوقع الأوساط السياسية والاقتصادية في البلدين أن تحمل الكثير على مستوى التعاون بين الولايات المتحدة الأميركية والسعودية في كافة المجالات، وهو الأمر الذي من المتوقع أن تظهر آثاره من خلال العديد من الاتفاقات وأُطر التعاون بين البلدين. واستطلعت “المواطن” آراء عدد من الخبراء المتخصصين في الشؤون السياسية التي تحيط بالبلدين، والتقينا بالدكتور تيودور كاراسيك، كبير الباحثين في الشؤون الجيوسياسية بمعهد الدراسات الإستراتيجية لدول الخليج العربي، والذي يتخذ من واشنطن مقرًّا له، وناقش كاراسيك عددًا من الملفات المنتظرة خلال الزيارة الخاصة بولي العهد في الولايات المتحدة. – تأتي زيارة ولي العهد لواشنطن ضمن جولة تاريخية له بدأت بمصر وبريطانيا، وتضمنت الموافقة والتعاون في العديد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، في هذا السياق كيف ترى زيارة ولي العهد للولايات المتحدة؟ دكتور كاراسيك: تأتي الزيارة في منعطف هام لكل من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، حيث يواجه كلا البلدين مشاكل سياسية خارجية متبادلة مع إيران، بالإضافة إلى الحراك المجتمعي داخل الولايات المتحدة والمملكة، نتيجة التغيير الذي يشهده المجتمع في كلا الدولتين. أسباب كثيرة ترجح كفة الزيارة المهمة، فرحلة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى ست مدن أميركية ستتناول العلاقات الثنائية التي تشمل الثورة الصناعية الرابعة والآلية التي تعمل بها والتكنولوجيا وفرص الاستثمار وتمكين المرأة والتسامح بين أميركا والمملكة العربية السعودية. – تعتبر المملكة الملف النووي على رأس أولوياتها لتوفير مصادر الطاقة وتوجيه مزيد من النفط للتصدير.. هل ستشهد زيارة ولي العهد للولايات المتحدة أي إشارات لإمكانية الاتفاق على المفاعلات السعودية؟ دكتور كاراسيك: تصريحات ولي العهد محمد بن سلمان بشأن نية المملكة في السعي للحصول على أسلحة نووية إذا ما امتلكت إيران هذه القدرة هي قلب الجانب الأمني من الزيارة، لاسيما وأن هناك حالة توافق بين السعودية وأميركا حول كيفية حل البرنامج النووي الإيراني بشكل نهائي، التنسيق بين البلدين حول مستقبل خطة العمل المشتركة والنظام الإيراني نفسه مطروح للنقاش. من المحتمل أن تشهد الزيارة موافقة أميركا على بناء المفاعلات النووية للمملكة، وفي الغالب ستكون المنفعة المتبادلة على المستوى الاقتصادي والجيوسياسي ستكون هي المنطق الحاكم في توصل الطرفين لاتفاق بشأن الملف النووي. – يلتقي ولي العهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء المقبل، ماذا سيحمل الاجتماع الثنائي بين الزعيمين؟ دكتور كاراسيك: الاجتماع بين الرئيس دونالد ترامب وولي العهد محمد بن سلمان مهم ليس فقط للاجتماع نفسه، ولكن أيضًا للأهداف المشتركة، فكلا البلدين يربطهما مصير مشترك، كما أن الاجتماع سيؤسس لفصل جديد ليس فقط بين الدولتين من حيث علاقتهما الثنائية، ولكن في الشرق الأوسط الذي يزداد تزعزعًا، وهو الأمر الذي يزيد من التنسيق بين واشنطن والرياض لمواجهة موحدة ضد الإرهاب والتطرف، وقد اتخذت هذه الخطوات الأولى بالفعل في مايو الماضي خلال قمة الرياض. – شاهدنا خلال الزيارات السابقة لولي العهد توقيع العديد من الاتفاقيات وأُطر التعاون في مصر وبريطانيا.. هل سترى الزيارة التوصل لاتفاقات جديدة؟ وفي أي المجالات ستكون؟ دكتور كاراسيك: من المرجح أن تغطي الاتفاقيات الاقتصادية مجموعة من الموضوعات تتراوح من الطاقة إلى التكنولوجيا إلى التعليم، وتهدف هذه الرحلة التي يقوم بها ولي العهد إلى توفير نهج شامل متعدد الثقافات مع أميركا لاستخلاص منفعة سياسية واقتصادية لكلا البلدين، وخاصة في مجال الابتكار والتمويل والمستقبل، والتي يعد مشروع نيوم جزءًا كبيرًا منها.
مشاركة :