عندما وضعت زوجة بويا أسد الله مولودها الثالث في قرية ريفية صغيرة في أفغانستان، فكر الأب في تسمية ابنه «دونالد ترمب». وتيمن الأب الأفغاني باسم المرشح الرئاسي الأميركي وقتها دونالد ترمب، قبل أن يصل إلى سدة الحكم، وذلك بعدما قرأ كتاب «ترمب: كيف تصبح ثريا»، المنشور في 2014، وارتبط بالكتاب. وقال والد الطفل ترمب، بويا، لوكالة «أسوشييتد برس»: «أحببت شخصية ترمب، أعتقد أنه الأفضل في الاقتصاد وعظيم في السياسة»، وتابع «أعتقد أنه رجل عظيم، أحببت الطريقة التي يقرر بها أنه يريد شيئا ومن ثم يحصل عليه». وعندما ولد الطفل في أغسطس (آب) 2016، رأى أن الصبي لديه قليل من الشعر الأشقر، فأطلق عليه «دونالد ترمب»، على أمل أن يجلب له الحظ السعيد. وغضب والدا بويا (الجدان) من حصوله على اسم غير مسلم، وخصص إمام مسجد القرية خطبة كاملة لهذا الأمر، واصفا الاسم بأنه «إهانة»، ولا علاقة للأصوات المعارضة لاسم الطفل بسياسة الرئيس ترمب، لكن بسبب كسر العادات وتسمية الصبي باسم غير مسلم. وقال الأب: «كل يوم الأمر يزداد سوءا، في كل مرة أنادي على ابني ترمب، يصبح والدي أكثر غضبا، ولم يعد يتسامح مع هذا الأمر بعد الآن». وتقيم عائلة الصغير ترمب في العاصمة الأفغانية كابل الآن، مع أخته فاطمة وأخيه كريم، في منزل بسيط من طابق واحد، عقب انتقال الأسرة الصغيرة بعيدا عن الجد والجدة، وترك الأب عمله كمعلم في القرية. لكن «ترمب» منبوذ كذلك في مقره الجديد. ففي الخميس الماضي، اقترب خمسة جيران من مالك المنزل المقيم فيه الأسرة، وطلبوا من المالك أن يطرد أسرة «ترمب»، واصفين الأب بأنه «عديم الإيمان» لعدم إعطاء الابن اسم مسلم. واتهم آخرون الأب بأنه أطلق على ابنه اسم ترمب من أجل تحسين فرصته في الحصول على لجوء إلى الولايات المتحدة، على الرغم من أن الرئيس الأميركي ترمب قد حظر دخول مواطنين من عدد من الدول الإسلامية، منها أفغانستان. ويصر الأب بويا أنه لا يريد مغادرة وطنه، وأنه لم يكن ينوي أن يصبح اسمه في الأخبار، ويقول إن مسؤولا حكوميا في منطقته حيث سجل بيانات ابنه ترمب قد نشر بطاقة هوية الأب والابن على موقع التواصل «فيسبوك». وانتشرت قصة ترمب الصغير في مواقع التواصل الاجتماعي، وأحدثت «ضجة». واضطر بويا وزوجته إلى حجب صفحاتهما على موقع «فيسبوك» بعد تلقيه لسيل من التعليقات والتهديدات الغاضبة، وذكر أحد التعليقات أن أربعة رجال قادمون لقتله، بينما تم اتهامه بـ«الكفر». ويتابع بويا: «اسمه هو اسمه، إن كان الطفل يريد تغيير اسمه عندما يكبر، فإن والده يقول له إنه حر في ذلك، لكنه الآن قراري، وقررت أنه ترمب». وقال الأب إنه لا يزال معجبا باسم ابنه، وإنه سيُحب مقابلة الرئيس الأميركي في يوم من الأيام، وأضاف «أود أن أراه وأتحدث معه، وأخبره أن يحقق السلام والاستقرار في أفغانستان، إنه الرئيس. يمكنه القيام بذلك». ولم يؤثر الجدل المتصاعد حول اسم الطفل على الأب، إذ يقول إنه لو لديه ابنة رابعة سيحب تسميتها على ابنة الرئيس ترمب، على الرغم من أنه لم يتذكر اسمها.
مشاركة :