مونغداو (بورما) (أ ف ب) - أكد مسؤول محلي بورمي في ولاية راخين السبت أن لاجئي الروهينغا العائدين لن يحتجزوا في مخيمات انشئت مؤخرا "إلى الأبد" في ظل تصاعد المخاوف بشأن عملية إعادتهم الشائكة. وقال يي هتوت المسؤول عن مقاطعة مونغداو "لا يمكنني أن أطلب منهم البقاء (في المخيمات) إلى الأبد (...) لا نية لدينا لابقائهم طويلا". وأضاف أن الحكومة "ستعيدهم إلى قراهم الأصلية أو مناطق قريبة منها". وأدلى هتوت بتصريحاته في إطار جولة للصحافيين أشرفت عليها الحكومة في ولاية راخين، حيث جرت الحملة العسكرية أواخر آب/اغسطس التي أفرغت المنطقة من نحو 700 ألف مسلم من أقلية الروهينغا. وأعربت بورما مرارا عن استعدادها لاعادة استقبال اللاجئين الذين تجمعوا عبر الحدود في بنغلادش بعدما أقامت مراكز استقبال ومخيمات موقتة للعائدين. لكن لم يعد بعد أي من الروهينغا في وقت حذرت الأمم المتحدة من أن على بورما بذل مزيد من الجهود لضمان سلامة الأقلية التي استهدفتها حملة أمنية اعتبر المجتمع الدولي أنها ترقى إلى "تطهير عرقي". وأعربت مجموعات حقوقية كذلك عن قلقها حيال الطريقة التي تعيد من خلالها بورما، التي يشكل البوذيون غالبية سكانها، إعمار راخين في غياب الروهينغا مع جرف السلطات لقراهم التي أحرقت وبناء مستوطنات جديدة ومقار أمنية. وشاهد مراسل وكالة فرانس برس أعمال بناء تجري في المنطقة السبت حيث وضع العمال منازل جاهزة على طريق مؤد إلى مونغداو. ولا يزال مئة ألف من الروهينغا يعيشون في مخيم مكتظ في جنوب راخين بعدما نزحوا جراء العنف عام 2012. والجمعة، قال المفوض السامي للامم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إن عودة أي من الروهينغا إلى مناطقهم في ولاية راخين ببورما "قد تستغرق وقتا طويلا للغاية" مضيفا أنه غير قادر "على قبول فكرة" تحول نزوحهم إلى أمر دائم. ووقعت بورما وبنغلادش على اتفاق كان يفترض أن تبدأ إعادتهم بموجبه في كانون الثاني/يناير. لكن بورما وافقت حتى الآن على استقبال 374 من 8000 لاجئ قدمت دكا اسماءهم ليكونوا الدفعة الأولى من العائدين. وفي أحد المواقع التي يفترض أن يعاد الروهينغا إليها، لم يكن هناك إلا ثلاثة منازل بدائية. وتم اختيار الموقع لقربه من القرية الأصلية التي بدت مدمرة ومحترقة. وقال المسؤول في مونغداو مينت كاينغ إن من المقرر أن تعيش نحو مئة عائلة في الموقع الجديد الذي سيتم استكماله في غضون شهرين. ولدى سؤاله عن سبب عدم تقدم أعمال البناء فيه كما هي الحال في موقع على بعد نصف ساعة يقام من أجل أقلية عرقية نازحة تدعى "مرو"، قال إن الأولوية للمجموعات التي لم تهرب إلى بنغلادش. © 2018 AFP
مشاركة :