حزب المحافظين يلتف حول ماي مع تحذيرها روسيا مجددا في قضية الجاسوس

  • 3/17/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

صوبت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم السبت على روسيا خلال خطاب مهم ألقته أمام مؤتمر حزبها المحافظ، فيما أدت قضية تسميم الجاسوس الروسي السابق إلى تحويل الأنظار عن الانقسامات الداخلية بسبب «بريسكت». ووسط تصاعد التوتر مع موسكو حول تعرض العميل المزدوج السابق للتسميم مع ابنته على الأراضي البريطانية، حذرت ماي، من أنها لن «تتسامح مع تهديد لأرواح رعايا بريطانيين أو آخرين على الأراضي البريطانية من الحكومة الروسية»، وسط تصفيق حار من الحاضرين. وماي التي تواجه انقسامات حادة داخل حزب المحافظين في ملف «بريكست»، تمكنت من تعزيز سلطتها عبر إبدائها حزما حيال موسكو في قضية تسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في الرابع من مارس/ آذار في سالزبري بجنوب غرب إنجلترا. وأدت هذه القضية إلى تحقيق التفاف حولها بعدما حملت موسكو مسؤولية هذا الهجوم معلنة عن سلسلة إجراءات انتقامية رحبت بها الطبقة السياسية البريطانية بشكل واسع، وإن عبر زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن، عن شكوك. وكان آخر ظهور لماي أمام مؤتمر لحزب المحافظين انتهى بكارثة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث انتابتها موجة سعال وقدم لها ممثل كوميدي استمارة للاستقالة، وسقطت أحرف الشعار الذي كان مكتوبا وراءها. لكنها وصلت إلى منتدى الربيع للمحافظين في لندن وهي في موقع قوة، إثر قرارها طرد 23 دبلوماسيا روسيا وتعليق الاتصالات الرفيعة المستوى مع موسكو. وبدأت خطابها بعيد إعلان روسيا عن إجراءات طرد مضادة لدبلوماسيين بريطانيين. وقالت ماي، إن «روسيا انتهكت القانون الدولي بشكل سافر»، مضيفة، أن بريطانيا «ستفكر في الخطوات التالية خلال الأيام المقبلة». وأضافت، أن «رد روسيا لا يغير من حقيقة الأمر شيئا، فقد جرت محاولة اغتيال شخصين على الأراضي البريطانية، وليس لهذه المحاولة تفسير بديل سوى أن الدولة الروسية مسؤولة». وقالت أيضا، إن «الاعتداء الروسي هو نقيض القيم الليبرالية والديمقراطية التي تقوم عليها المملكة المتحدة». وتجنبت ماي إلى حد كبير السبت الحديث عن مسألة «بريكست»، مستفيدة من الالتفاف حولها في قضية روسيا.تحسن شعبية ماي ووحدت قضية تسميم العميل المزدوج الحزب وحرفت الانتباه عن «بريكست»، لكن رئيسة الوزراء ما زال عليها مناقشة هذه القضية. وهي مضطرة للسعي إلى تحقيق توازن بين أنصار انفصال قاطع مع الاتحاد الأوروبي مثل وزير الخارجية بوريس جونسون، والمدافعين عن الإبقاء على علاقات قوية مع الاتحاد الأوروبي مثل وزير المالية فيليب هاموند. وفي أجواء الشكوك هذه المرتبطة بـ«بريكست»، يتوقع أن يبقى الاقتصاد البريطاني بطيئا في السنوات المقبلة والنمو المتوقع للعام 2018 (1,5 بالمئة)، ومن الأضعف بين الدول الغنية وسيسجل تباطؤا بالمقارنة مع النمو في 2017 (1,7 بالمئة). وتجري بريطانيا مفاوضات شاقة مع الاتحاد الأوروبي لتحديد فترة انتقالية بعد خروجها من التكتل خلال عام، وخصوصا حول العلاقات التجارية المقبلة. وستعقد قمة أوروبية الأسبوع المقبل في بروكسل يفترض أن تتبنى خلالها الدول الـ27 موقفا من إطار العلاقة مع بريطانيا بعد «بريكست»، خصوصا على الصعيد التجاري. ودعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الثلاثاء، تيريزا ماي إلى «تقديم مزيد من التوضيح حول رؤية المملكة المتحدة لعلاقتها المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي». وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد «يوغوف»، على عينة من 1986 شخصا ونشرته صحيفة «ذي تايمز» الجمعة، أن نسبة التأييد للمحافظين تبلغ 42%، فيما نال حزب العمال 39%. واعتبر 53%، أن ماي تعاملت جيدا مع أزمة هجوم سالزبري، فيما رأى 23%، أن ردها لم يكن جيدا. وعبر 60%، عن تأييدهم الإجراءات التي اتخذتها بما يشمل طرد الدبلوماسيين الروس، فيما عارضها 14%. بالنسبة لزعيم حزب العمال جيريمي كوربن، فقد رأى 18%، أنه تعامل جيدا في هذه الأزمة، فيما عبر 39% عن رأي معاكس.

مشاركة :