بيروت ـ قصة حب، أو لعلها رغبة أو شيء من هذا القبيل، كثيراً ما يتم الخلط بين الأمرين حتى بات التفريق بينهما أمراً عديم الجدوى. رواية للدكتور منذر القباني تُلقي الضوء على حياة أشخاص ناجحين، بارعين في مجالهم العملي لكن فاشلين في حياتهم الشخصية، فالأفكار والقناعات والتصرفات المتناقضة التي يقومون بها ولو عن غير قناعة، تكون في بعض الأحيان كردّة فعل انطلاقاً من مللٍ أو معاكسةٍ أو أنانية وحتى ضياع وتكبّر. فنجد أبطال الرواية متناقضين، الرجال حقيقيون طبيعيون بدون رتوش مع مشاكلهم ومعاناتهم والنساء خضعن لعمليات تجميل لنيل رضا الرجال في محاولة لتغيير حياتهنّ، ولكن ما هو زيف يبقى زيفاً. رواية تسرد العلاقات والزواج والطلاق من وجهات نظر متعدّدة تكاد تتناقض مع مجتمعنا العربي، لهذا يترك الراوي للقارئ حرية تحليل وتفسير ومعايشة حالات أبطال روايته حتى لو لم تعجبه. ويضيف الكاتب القباني موجهاً كلامه للحالمين والحالمات الذين يُشبعون عطش العاطفة من قصص الحب والغرام والمسلسلات المدبلجة قائلاً: "بكل صدق لا تكملوا القراءة وانجوا بأنفسكم من هذا الكتاب البائس فقد تصيبكم قراءته بإحباط شديد لأنه سمح لأناس التعبير عن أنفسهم دون رقيب". صدرت الرواية عن الدار العربية للعلوم ناشرون في بيروت وجاءت في 240 صفحة.
مشاركة :