أكد نقيب الفنانين التشكليين في مصر الدكتور حمدي أبوالمعاطي، ان للفن التشكيلي أهمية كبيرة في المجتمع. وتمنَّى أن يكون هناك معاش للفنانين التشكليين من أعضاء النقابة، بعد بلوغهم سن المعاش، مطالبا بتفعيل اتحاد التشكليين العرب، وان تعتمده الجامعة العربية حيث تم تأسيسه تحت مظلتها.وأوضح في حواره مع «الراي» أن من حق كل فنان أن يقيم معرضا خاصا به، ويعرض من خلاله أعماله الخاصة، ولكن يجب أن يلتزم بشيء مهم وهو أن يكون عضو نقابة، أو يأخذ تصريحا من النقابة بالعرض، متحدثاً عن الكثير من الهموم والشجون المتعلقة بالفن التشكيلي، وذلك من خلال هذا الحوار الذي نورد إليكم نصه: • ما أهمية الفعاليات التي تقام للفن التشكيلي في مصر؟- دورنا كمؤسسة أهلية ومهنية أن ندعم الفنانين التشكيليين في مصر بشكل معنوي أو لوجيستيكي، وأيضاً بشكل مادي، ونتيجة للإمكانات المحدودة للنقابة فبعض الزملاء يكونون رعاة رسميين لبعض الفعاليات، أو منحهم شهادات تقدير على تأدية دورهم على أكمل وجه، وهذه المسابقات بها شهادات تقدير.وتتمثل أهمية الفعاليات أنها تعطي نوعا من الحراك للفن التشكيلي في مصر، وخصوصاً الورش المصاحبة لمثل هذه الفعاليات.• وما دور النقابة في مساندة أعضائها من التشكيليين؟- النقابة لها دور اجتماعي مرتبط بالرعاية الصحية فهي تدعم الفنانين في حالة المرض وذلك في حدود الإمكانات المتاحة لها، أو في حالة الزواج حديثاً، أو بعد سنة في حالة الإنجاب مثلاً النقابة تدعمهم بجزء مادي بسيط والمبالغ ليست كبيرة، لكن على الأقل لكي يشعروا بان النقابة تدعم وتساند أعضاءها، وهناك جانب خدمي اخر وهو لجنة الإسكان التي تخدم الأعضاء تحت سن الـ 50 عاما طبقا لضوابط وشروط وزارة الإسكان، ولدينا مشروع في حدائق أكتوبر، 35 كيلومترا جنوب القاهرة، ونحن في انتظار التراخيص الخاصة للبناء كي نبدأ في تنفيذ المشروع، وهناك بالفعل مئة فنان قاموا بالحجز ودفعوا الرسوم المطلوبة إلى حين الانتهاء من المناقصة وتحديد قيمة الوحدة ولمعرفة من ينوي الحجز بجدية ومن لا يملك النية في الحجز.• وماذا عن الفنانين التشكيليين العرب؟- نحن كأعضاء في اتحاد التشكيليين العرب ندعم كل الفنانين العرب القادمين لمصر والذين يستطيعون عرض أعمالهم نكون داعمين لهم، وكان هناك فعالية منذ شهر مضى لمجموعة فنانين عراقيين، وقبلها كان هناك فنان سعودي، وأيضا في الورش ندعم الفنانين العرب وآخرين أجانب، كونهم ضيوفاً علينا.والحركة التشكيلية الفنية المصرية على الرغم من قلة الدعم في الفترة الأخيرة لها إلا أنها في حالة نشاط وحراك مستمر، لأن الإبداع يتطلب وجود أشخاص موهوبين، والفنان التشكيلي يستطيع بأقل الإمكانات أن يبدع وينتج أعمالا فنية، والحركة التشكيلية في مصر واستمرارها ناتج عن المواهب المتعددة الموجودة بالشباب، ودورهم الذي يفرض عليهم بشكل طبيعي، لأن مصر هي الرائدة للحركة التشكيلية أجمع. • وهل هناك تعاون بين الفن التشكيلي في مصر والكويت؟- هناك تعاون ايجابي وقوي بين نقابة التشكيليين في مصر وجمعية الكويت للفنون التشكيلية في دولة الكويت التي يرأسها الفنان عبد الرسول سلمان، ونحن أسسنا اتحاد التشكيليين العرب، والهدف منه جمع الفنانين التشكيليين على مستوى الوطن العربي ودعمهم من خلال هذا الاتحاد وكل نقابة في كل دولة تكون هي الداعم لفنانيها في دولتها من خلال هذا الاتحاد.وإذا أراد فنان كويتي عرض أعماله في مصر تكون نقابة الفنانين التشكيليين هناك هي الممثل له، وإذا كان في تونس تكون الجمعية التشكيلية للفنون في تونس وبالتالي تدعم الفنانين سواء من مصر أو دول أخرى، ونحن نسعى لهذا ولكن لم يتم اعتماد هذا الاتحاد في جامعة الدول العربية من دون أي مبرر، وأنا شخصياً نائب رئيس الاتحاد ومتواصل مع رئيس الاتحاد، ولكنها كمشكلة إدارية لم يتم الإعلان عنها ونسعى لتسجيل الاتحاد في جامعة الدول العربية لتكون لها شرعية أكبر، ومن خلال كارنيه النقابة أستطيع حجز فيزا لأي دولة أخرى، وأستطيع الانتقال بين الدول بكل سهولة، ونحن في انتظار موافقة جامعة الدول العربية في هذا الصدد. • كيف تتم متابعة الحركة الفنية التشكيلية الخاصة؟- من حق كل فنان أن يقيم معرضا خاصا به يعرض من خلاله أعماله الخاصة، ولكن يجب أن يلتزم بشيء مهم وهو أن يكون عضو نقابة وإن لم يكن عضواً يأخذ تصريحا من النقابة بالعرض، هذا هو القانون، ونحن لسنا ضد أي فنان يقيم معرضا خاصا به إذا التزم بتنفيذ القوانين والتنسيق مع النقابة المهنية المسؤولة وهي نقابة الفنانين التشكيليين.• ما الذي ينقص الحركة الفنية في مصر والدول العربية؟- تفعيل اتحاد التشكيليين العرب هذا ما ينقص الحركة الفنية في مصر لأن هذا سيكون داعماً للتشكيليين العرب بشكل عام، ولأن هذه الفعالية مثل التشكيليين العرب يجب أن تقام مثلا هذه السنة في القاهرة، والمقبلة في تونس، والتالية في دولة أخرى وهكذا كل فعالية في دولة مختلفة في الدول العربية، وبهذا يحدث تواصل طوال الوقت بين الفنانين التشكيليين وبين المؤسسات الأهلية المنوطة بالفن التشكيلي في الوطن العربي أجمع.• ما المشاكل التي تواجه الفن التشكيلي في مصر؟- أولا ارتفاع اسعار الخامات من أهم العوائق التي تواجه الفنانين التشكيليين ونحن نتواصل مع الجهات المستوردة لمثل هذه الخامات للتفاوض معهم، على أخذ نسبة تخفيض، ونتعاقد مع مؤسسة ألوان ومؤسسة سمير وعلي، والمؤسسات التي تستورد مثل هذه المواد من الخارج يعطوننا نسبة تخفيض تتراوح ما بين 15 إلى 20 في المئة، ولكن مع ارتفاع الأسعار الآن يجب إعادة النظر مرة أخرى في هذا الموضوع، ونفكر في إنشاء منفذ داخل النقابة للأدوات الفنية من خلال أحد المستوردين، وتكون بدعم من النقابة بنسبة تخفيض أعلى.• كيف يتم استخدام الفن التشكيلي في مصر لتجميل بعض المناطق العشوائية؟- بالنسبة لتجميل الميادين توجد لجنة عليا الآن طالبنا بها في مجلس الوزراء، وإذا أراد المحافظ أو رئيس الحي تجميل الميادين عليه أن يعود لوزارة الثقافة ونقابة التشكيليين، وللأسف يتم إنشاء أعمال تجميل مختلفة ببعض المناطق، وهذا مرتبط بالمحليات وغيرها في أماكن مختلفة، وتم تفعيل هذا من قبل الجهات المنوطة ولكن إذا تم اللجوء لوزارة الثقافة سيكون هناك تنظيم أكثر ولها شكل إيجابي يمثل الحركة التشكيلية الفعلية، وليست مجرد شخص يقوم بالتجميل.وسينضم للمنظومة وسيكون معه فنانون تشكيليون كبار ويتعامل مع المنظومة بشكل إيجابي أكبر، لأن هذا يمثل مصر أمام العالم أجمع، ويمثل حركة الفن التشكيلي المعاصر، لأننا منذ الفراعنة حتى الآن نملك فنا تشكيليا رائعا ويجب ألا نجور عليه، وأن نفتخر به وألا نقلل أبدا من قيمته وهذا ما ننادي به طوال الوقت في وزارة التربية والتعليم العالي، كما نطالب بإخلاء المناهج من الأفكار الشاذة.• حدثنا عن مسابقة «أطياف»؟- هي مسابقة تنظم للمرة الاولى، من خلال شباب الفنانين التشكيليين من أعضاء النقابة الأقل من 30 عاما، ويدعمها الفنان الكويتي عبدالعزيز التميمي، وهو الراعي الرسمي لهذه الفعالية، وتُسلّم الجوائز للفائزين من خلال لجنة مختصة، وهناك ورشة نظمها الفنان خالد السماحي في حديقة النقابة.بالإضافة إلى جائزة أطياف الذهبية... وقدمت لأفضل عمل فني شارك في المسابقة، ومُنحت من خلال اللجنة مناصفة بين الفنانة إيناس محمود في التصوير مع الفنان محمد التهامي في الجرافيك، وأيضا هناك 7 جوائز بأسماء النقباء السابقين وفاءً لدورهم الذي تم تأديته لصالح النقابة أثناء توليهم مناصبهم، وهي جوائز مادية بقيمة 20 ألف جنيه.
مشاركة :