رغم تراجع معدل تضخم أسعار المستهلكين السنوي في مصر إلى نحو 14 في المائة، فبراير (شباط) الماضي، فإن ذلك لم يدعم عودة العادات الشرائية والاستهلاكية للمصريين مرة أخرى.وما زالت الشركات تسعى لتسويق منتجاتها بطرق غير تقليدية، حتى أن المنتجات الأساسية، المنزلية والعقارية، والتي لاقت تراجعاً في الطلب منذ التعويم، تجد طريقها للمبيعات على استحياء.لكن بعض الشركات والمؤسسات، لجأت مؤخراً إلى التوسع في البيع بالتقسيط، للتغلب على مواجهة ارتفاع الأسعار، والحفاظ على حجم مبيعات يمكنّها من الاستمرار في المجال.ومع ارتفاع معدل النمو إلى أكثر من 5 في المائة في الربع المالي الأول من العام المالي الحالي، عادت بعض الشركات مرة أخرى لضخ استثمارات مالية جديدة سواء من خلال التوسع في افتتاح فروع جديدة أو من خلال طرح منتجات جديدة في السوق.في البداية يقول رئيس مجلس إدارة شركة «بي تك» المتخصصة في بيع وتوزيع الأجهزة الكهربائية، محمود خطاب، إن الشركة ستضخ نحو 200 مليون جنيه (11.3 مليون دولار) خلال العام الحالي.وأضاف: «تخطط (بي تك) أن يشهد عام 2018 افتتاح فرع جديد كل شهر ليصل بذلك عدد الفروع إلى 75 فرعاً، فضلا عن زيادة المساحة البيعية لتتجاوز 52 ألف متر مربع على مستوى الجمهورية».و«بي تك»، متخصصة في البيع بالتقسيط، على مستوى محافظات الجمهورية، ويصل حجم عملائها إلى 500 ألف عميل.وقال خطاب لـ«الشرق الأوسط» على هامش مؤتمر صحافي في القاهرة، إن «مستهدف مبيعات الشركة خلال العام الحالي يصل إلى 4.3 مليار جنيه مقارنة بنحو 3.4 مليار جنيه خلال العام الماضي»، موضحاً أن نسبة البيع بالتقسيط ساهمت بشكل كبير في زيادة المبيعات.ولجأ كثير من المصريين للشراء بالتقسيط، للتغلب على ارتفاع الأسعار، بعد تعويم العملة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) في عام 2016.وفي مؤشر لعودة القطاع العقاري لتحقيق عائدات، كانت الأعلى نموا في البلاد قبل التعويم، قال رئيس شركة بورتو غروب محمد المكاوي، إن «المؤشرات الحالية تشير إلى عودة الثقة رويدا رويدا في القطاع العقاري، خاصة بعد بدء تخفيض أسعار الفائدة البنكية، والاتجاه للاستمرار في التخفيض خلال العام الحالي، فضلا عن تراجع التضخم».وأشار إلى أن مشروعا في القاهرة الجديدة، بالتعاون مع شركة كويتية (مالكة الأرض)، يتم التسويق له بطرق جديدة، لتحقيق المستهدف من المبيعات، عن طريق التقسيط، من المتوقع الانتهاء منه خلال العام الحالي.وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «الاتفاق مع الشركة الكويتية (مالكة أرض التجمع الخامس) ينص على حصولها على نسبة تصل إلى أكثر من 20 في المائة من إجمالي مبيعات المشروع».ومجموعة «بورتو غروب»، كانت تعمل في الأساس في العقارات الترفيهية (شاليهات على البحر)، لكنها لجأت إلى عقارات «الإقامة المستدامة» مؤخرا، للتغلب على حالة الركود النسبي الذي ضرب القطاع بعد التعويم.وأشار المكاوي إلى نتائج العام الماضي، إذ حققت «زيادة في صافي الربح بلغت 109 في المائة إذ حققت صافي ربح بعد الضريبة 246 مليون جنيه خلال عام 2017 بينما كانت قد حققت في العام السابق له صافي ربح 118 مليون جنيه».
مشاركة :