الإجهاض المتكرر.. مشكلة مزمنة والعلاج ممكن

  • 3/18/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تكتمل فرحة الزوجين الجديدين بسماع خبر حمل الزوجة، وينتظر كل المحيطين من الأهل والأحباب سماع مثل هذه الأنباء السارة، إلا أن الفرحة لا تكتمل نتيجة سقوط الحمل أو الإجهاض.ويمكن أن يتكرر هذا الأمر ليصبح مشكلة الإجهاض المتكرر، وتعرف فترة الحمل الطبيعية بأنها المدة التي يكتمل فيها نمو الجنين، ومدة الحمل الصحيحة في حدود 9 شهور أو 36 أسبوعاً.أما في حالة حدوث الإجهاض فيتم فقدان الحمل قبل مرور 23 أسبوعاً، وتم الاتفاق علمياً على إطلاق مصطلح الإجهاض المتكرر بعد 3 إجهاضات متتالية أو أكثر بشكل متعاقب، وتعتبر هذه مشكلة معقدة يمكن أن تحدث في أول حمل، أو بعد عدد من حالات الحمل الطبيعية.وعلى الرغم من تعدد الفحوص التي تبحث عن سبب لهذا الإجهاض، إلا أنه يمكن ألا يتم التوصل إلى سبب واضح، وكذلك لا يمكن التنبؤ بعدم تكراره على الرغم من الخضوع للعلاج.ويقع الإجهاض في الغالب في أول 3 أشهر من مدة الحمل، ويعاني حالات الإجهاض المتكرر ما تبلغ نسبته 3% من النساء، وفي هذا الموضوع سوف نستعرض العوامل والمسببات التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث الإجهاض، وأيضاً طرق الوقاية والعلاج المتاح، ونصائح الأطباء والإرشادات الصحية في حالة الإجهاض المتكرر. الصفات الوراثية والسن يحدث الإجهاض نتيجة أسباب وعوامل متعددة، منها الصفات الوراثية، كما أن السن لها عامل كبير في هذه المشكلة، ففي العادة يحدث للنساء فوق سن الثلاثين مشكلة الإجهاض بسبب تشوهات الكروموسومات، وكذلك فإن التقدم في العمر يعرّض المرأة لخطر الإجهاض خاصة فوق سن الأربعين.كما تلعب تشوهات الرحم دوراً في تكرار حالات الإجهاض، مثل المرأة التي تعاني أوراماً ليفية، أو أن يكون للرحم شكل غير طبيعي، وكذلك ضعف عنق الرحم والتي يمكن أن تعالج بعملية جراحية بسيطة.ومن الأسباب البارزة في تكرار الإجهاض تكيّس المبايض، حيث يرتفع لدى المرأة مستوى الهرمونات الذكرية، ومن الأسباب المؤدية لتكرار الإجهاض التهابات المهبل التي تعرف بالتهاب المهبل الجرثومي.وينصح بعض الحوامل بعدم بذل مجهود زائد لأنه يكون أحد أسباب إسقاط الحمل المتكرر، ويقصد بالمجهود الزائد بذل مجهود كبير في تنظيف البيت، أو عمل واجبات منزلية طويلة تتطلب حركة ونشاطاً كبيرين، وأيضاً ممارسة أنواع من التمارين الرياضية العنيفة أو حمل شيء ثقيل.ويمكن أن تتسبب العلاقة الزوجية في أسابيع الحمل الأولى أن تتعرض المرأة للإجهاض، خاصة إذا كانت بطريقة شديدة وغير سليمة، وتحتاج بعض السيدات إلى حقن تثبيت الحمل في البداية لمنع الإجهاض.كما يمكن أن يؤدي تناول المشروبات الحارقة للدهون مثل القرفة والزنجبيل في أول الحمل للإجهاض، وكذلك تناول الأطعمة كثيرة البهارات والشطة، حيث إنها تؤذي الجنين والاستمرار فيها يمكن أن يعرًض الحامل لإسقاط حملها.ومن الأشياء الخطرة تناول الأعشاب دون مراجعة الطبيب، مثل الشاي الأخضر والكمون والبردقوش، حيث يمكن أن تؤدي هي الأخرى لإسقاط الحمل، واستخدام المنظف بطريقة عشوائية تجعل الماء يندفع بشدة ومن ثم يصل للرحم، ما يعرض المرأة أيضاً للإجهاض، ومن ثم ينصح باستخدامه بحذر.يمكن أن تؤدي الإصابة ببعض الأمراض إلى الإجهاض، مثل مرض السكري واضطرابات الغدة الدرقية، ومن الصعب أن تتسبب هذه الأمراض في تكرار الإجهاض في حال السيطرة عليها. فحوص قبل الحمل يجب إجراء الفحوص المتعلقة بالإجهاض قبل حدوث الحمل، خاصة عند توافر عوامل الخطر، ومن هذه الفحوص الكشف عن تشوهات الرحم عن طريق السونار أو الرنين المغناطيسي لمنطقة الحوض، وفحص فصيلة دم الزوجين.وكذلك مضادات المناعة لدى الأم، وكشف الاضطرابات الوراثية عند النساء والرجال المرتبطين، والكشف عن تشوهات الجنين أو المشيمة، والالتهابات المهبلية الجرثومية، وخاصة عند حدوث الإجهاض في الشهر الرابع أو الخامس أو السادس، أو في حالة الولادة المبكرة من حمل سابق. وعامة على السيدات اللاتي عانين من الإجهاض التزام الراحة التامة، مع الحرص على تناول العلاج الموصوف من قبل الطبيب المعالج، وتناول السوائل بكثرة، وتناول أقراص حمض الفوليك والفيتامينات الشاملة.ومن الأمور الضرورية التوقف عن التدخين. وهذا الأمر ينسحب على الزوجين، مع الحرص على تناول الطعام الصحي، وممارسة الرياضة اليومية الخفيفة والمحافظة على الروح المعنوية والنفسية في صورة جيدة والبعد عن الانفعالات النفسية. الخوف والوحدة يجب في البداية أن تطمئن المرأة التي تعرضت للإجهاض من قدرتها على الحمل مرة أخرى، لأن نسبة كبيرة من السيدات اللاتي أصبن بالإجهاض المتكرر أنجبن بعدها، فالمرأة بعد هذه الحالة تصاب بالخوف والوحدة.ويمكن أن يتطور الأمر معها للإصابة بالاكتئاب، خاصة مع تكراره أكثر من مرة، لذلك ينصح بالحصول على استشارة طبيب نفسي.وتحتاج المرأة إلى التقرب من زوجها في هذه الفترة، لحاجتها إلى المساندة العاطفية وقضاء أكبر وقت معاً، كما أن التحدث مع شخص مقرب كأحد أفراد الأسرة أو صديق مقرب مفيد في هذه الحالة. وكذلك البحث عن وسائل للترفيه يجدي نفعاً، مثل قراءة أحد الكتب أو مشاهدة الأفلام المتحركة، ويجب إجراء عملية تنظيف للرحم من بواقي الدم السابقة للجنين، حتى يكون الرحم نظيفاً وخالياً من أي عوائق تمنع الحمل، وتشبه عملية التنظيف هذه عملية تركيب اللولب لمنع الحمل. ويجب الانتباه إلى أن عدم تنظيف الرحم يجعل فرصة الحمل القادم أصعب، وتحتاج لأخذ قسط كاف من الراحة، ولذلك يجب أن تنام ما لا يقل عن 10ساعات، ويمكن لها أن تقاوم الشعور بالتوتر من خلال تدليك البطن وأسفل الظهر بالزيوت العطرية، التي تفيد في تهدئة الأعصاب والاسترخاء، ويحدد الطبيب أسبوعاً على الأقل قبل العلاقة الحميمة بعد حدوث الإجهاض.وينصح قبل التفكير في الحمل مرة أخرى الانتظار مدة زمنية كافية لا تقل عن 3 أشهر، وعلى المرأة الحذر من القيام بأي حركات عنيفة مثل ممارسة التمارين الرياضة العنيفة، بل ينصح فقط بالاكتفاء بالمشي فترة صغيرة. وعقب الإجهاض يمكن أن يصف الطبيب أدوية مضادة للغثيان، كما أن الطرق الطبيعية تكون مفيدة في القضاء على هذه الظاهرة مثل الزنجبيل والخبز المحمص. وعلى المرأة تجنب الأطعمة الدهنية أو السكرية وتستبدل بالأطعمة الطازجة، ولأن الجسم يحتاج تعويض الدم المفقود، فيجب زيادة مكملات الحديد والوجبات الغنية بفيتامين «ج» مثل الطماطم والبرتقال.وتزداد فرص إنجاب أطفال غير مكتملي النمو عند السيدات اللاتي قمن بعمليات إجهاض قبل ولادة الطفل الأول، وذلك بحسب دراسة طبية شملت 300 ألف أم تنجب للمرة الأولى.وأوضحت الدراسة أن النساء اللاتي أجرين 3 عمليات إجهاض من المرجح أن تزيد احتمالات إنجابهن 3 مرات لأطفال غير مكتملي النمو، قبل الأسبوع 28 من الحمل، ويعد الإجهاض غير الآمن أحد الأسباب الرئيسية لوفيات الحوامل في العالم، ويقصد به الإجهاض دون مساعدة من المؤهلين طبياً أو خارج العيادات والمستشفيات.وفي دراسة أخرى أشارت إلى أن نسبة حدوث الإجهاض تزيد في حالة الحمل بذكر على نسبة حدوثه عند الحمل بأنثى، وأكد الباحثون الذين أجروا الدراسة أن نسبة إجهاض الجنين الذكر في المراحل المتقدمة من الحمل زادت على الجنين الأنثى بنحو 10%.ويسود اعتقاد بين الأخصائيين أن الحمل بالذكور أكثر تعقدياً من الحمل بالإناث، حيث إن نسبة الولادة المبكرة عندما يكون الجنين ذكراً أكثر من نظيرتها عندما يكون الجنين أنثى. الأسبرين والحقن المميعة تزيد فرص إتمام الحمل بما يقارب 70% عند علاج اضطرابات تخثر الدم بعقار الأسبرين والحقن المميعة للدم، في حين أن النسبة تقل إلى 40% فقط عند استخدام الأسبرين وحده، وتنخفض إلى 10% إذا لم تستخدم المرأة كليهماوتشكل الأسباب الوراثية ما تبلغ نسبته من 3 إلى 5% من أسباب سقوط الحمل المتكرر، ويعود ذلك إلى خلل في الكروموسومات لدى أحد الزوجين أو كليهما، وبحسب الإحصائيات فإن هذا الخلل يؤدي إلى 70% من إسقاطات الثلث الأول، و30% من إسقاطات الثلث الثاني، وحوالي 3% من وفيات الأجنة داخل الرحم، كما يشكل الخلل التشريحي في الرحم حوالي 15% من أسباب الإسقاط المتكرر للحمل، ومن أنواع هذا الخلل الحاجز الرحمي أو التصاقات داخل الرحم مع الألياف الحمية.وكذلك نقص إفراز هرمون البروجسترين، في حين أن اضطرابات المناعة الذاتية تشكل ما نسبته 15% في حدوث الإجهاض، ويعود ذلك إلى الأجسام المضادة الذاتية التي تتسبب في موت الجنين، ويؤدي الإجهاد الزائد إلى حدوث ما يقارب من 20% من حالات الإجهاض.

مشاركة :