«الصحة الرقمية» .. طفرة نوعية للحلول العلاجية

  • 3/18/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: راندا جرجس أصبحت الصحة الرقمية مجالاً واعداً لتحقيق سبل الرعاية الصحية للمرضى بشكل عام، ومصابي أمراض القلب بشكل خاص، سواء بالتقنيات التشخيصية الحديثة أو باستخدام أجهزة الكشف عن بُعد للمريض، وكذلك الرعاية المنزلية وطويلة الأجل، ولذلك أصبحت جميع المراكز الصحية تركز جهودها على نشر الوعى الصحي وتبادل المعلومات الطبية بين مختصي الميدان وإجراء العمليات الجراحية والرعاية الصحية عن بعد، أو ما يسمى الطب الاتصالي، وكذلك تقنيات التصوير الإشعاعي والرقمي، وهذا ما سنقرأه في السطور القادمة.يقول الدكتور عمر حلاق، استشاري أمراض القلب التداخلية إن هناك تقدماً هائلاً في تسخير الأجهزة الإلكترونية لدعم الرعاية الصحية عن بُعد، حيث إنها تشهد تغييرات متسارعة، ولذلك ينبغي التعامل معها بعناية عند تنفيذها في الممارسات الطبية، حيث إن الاضطرابات المزمنة والإعاقات المعقدة أصبحت تزداد انتشاراً في بعض المجالات الطبية، كما أن الحفاظ على أسلوب حياة صحي مع زيارات منتظمة إلى طبيب عام، يمكن أن ينطوي على صعوبات في ظل الطبيعة سريعة الخطى للحياة، ومع ذلك، فإن التطورات التقنية تؤدي دوراً رئيسياً في جميع المجالات الطبية، ليس فقط من وجهة نظر سريرية بعد أن أصبحت التشخيصات والعلاجات أكثر تقدماً، ولكن أيضًا من منظور الرعاية عبر الاتصال الإلكتروني والرعاية الصحية عن بُعد، كما أصبح المرضى أكثر وعياً بالحالات الطبية وصحتهم من خلال الوصول الواسع المتاح في متناول أيديهم عبر الأجهزة المحمولة والأجهزة القابلة للارتداء.يضيف: وفقًا لتقرير الاتجاهات العالمية للمستهلكين عبر الأجهزة الجوّالة الذي أصدرته ديلويت في عام 2016، الذي أفاد بأن أكثر من ثلث مستهلكي هذه الأجهزة في جميع أنحاء العالم، يتحققون من هواتفهم في غضون خمس دقائق من الاستيقاظ في الصباح، في حين أفاد أن 20 % من الأشخاص يتحققون من هواتفهم أكثر من 50 مرة في اليوم، ما أدى إلى زيادة كبيرة في انطلاق أجهزة متعددة كالساعات الذكية، وما يخص تتبع اللياقة البدنية، ومن المتوقع أن يصل عدد الأجهزة المتصلة القابلة للارتداء في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2020 إلى 830 مليون جهاز، مقارنةً بنحو 325 مليون جهاز قيد الاستخدام حالياً. ميزات الرعاية يؤكد د.حلاق على أن حدوث طفرة في مجال الرعاية الصحية نحو طُرز الرعاية الوقائية التي تساعد كلاً من الأطباء والمرضى على مراقبة وإدارة الفئات السكانية ذات المخاطر العالية، والأمراض المزمنة، وكذلك تتبع اللياقة البدنية، وضغط الدم، وحتى نوعية النوم، كما تزداد تطبيقات التطبيب عن بُعد على نطاق عالمي بسبب ارتفاع معدل انتشار الأمراض المزمنة، وزيادة مستخدمي الهواتف الذكية، والحاجة الملحة إلى تحسين جودة الخدمات، وخاصة تنفيذ الرعاية الصحية عن بُعد بتحقيق توفير كبير على المدى الطويل لكل من العيادات والمرضى، مع تقديم الرعاية البسيطة عند الطلب للمرضى في الوقت نفسه، ما يجعل الرعاية الصحية أكثر سهولةً ومنالاً، كما أن خدمات الرعاية الصحية عن بُعد تستمر في نموها بسرعة، و معدلات اعتماد التقنيات تتزايد، فمن المهم النظر في أوجه القصور، والعمل على ضمان تدريب جميع الموظفين على النواحي الفنية والحصول على المعدات اللازمة، مع زيادة الاعتماد على التقنيات على مدار السنوات القادمة، وكذلك أن يحافظ المرضى على الاستشارات الشخصية مع الأطباء، والفحوصات الدورية، واستمرارية الرعاية. فحوص حديثة يشير د. حلاق إلى أن مؤشرات القلب هي المواد التي يتم إطلاقها في الدم عندما يكون القلب ضعيفاً أو مجهداً، وتشمل هذه العلامات الأنزيمات والهرمونات والبروتينات التي تظهر في الدم أثناء أو بعد تعرض القلب لضغط شديد بسبب نقص الأكسجين، وفى الغالب تستخدم مستويات مؤشرات القلب للتشخيص السريع لمعرفة حجم نوبة قلبية ومدى خطورتها على القلب، تساعد ليس فقط في تأكيد تشخيص احتشاء عضلة القلب وفشل القلب، ومتابعة مع المرضى والتنبؤ بحالتهم الصحية، ولكن أيضاً في توفير التكاليف الطبية عن طريق تجنب التدخل الجراحي غير الضروري للمرضى الذين يعانون آلاماً في الصدر وليست مرتبطة بوظائف القلب. متلازمة الشريان التاجي يفيد د.حلاق بأن متلازمة الشريان التاجي الحادة تحدث عندما يكون هناك انخفاض مفاجئ في إمدادات الدم إلى خلايا عضلة القلب، وتعاني هذه الخلايا من الاختناق الذي يسبب أضرارا لا يمكن إصلاحها في الخلايا ما لم يتم علاجها بشكل فوري لاستعادة إمدادات الدم للقلب، حيث إن المريض يتعرض في الساعة الأولى للنوبة، حين يحدث نقص التروية في الدورة الدموية، ثم يتم إفراز الميوغلوبين، ويسمى أيضاً خضاب العضل، وهو نوع من البروتينات يلازمه أكسجين وحديد، ويوجد على الأنسجة العضلية، ثم الكشف عن مؤشر من مؤشرات القلب التي تساعد على الكشف عن متلازمة الشريان التاجي الحادة، والتروبونين الذي يعرف بأنه بروتين يتم إفرازه في الدم عندما تصاب عضلة القلب بالتلف نتيجة أزمة قلبية، وكلما زاد الضرر بالقلب كلما زادت نسبة هذا البروتين بالدم في وقت لاحق. احتشاء عضلة القلب يوضح د.حلاق أن هناك تحليلاً طبياً يقوم به الطبيب بحساب كمية العوامل البروتينية المساعدة لإتمام تفاعلات في عضلات الجسم بأنواعها ومن أهمها عضلة القلب، والتي تخص إنزيمات كيناز الكرياتين، وله أسماء متداولة أخرى مثل فوسفوكيناز الكرياتين، ما يساعد في تسريع التفاعلات الكيميائية داخل الخلية الحية بدون استهلاكها، أو حدوث تغيير عليها، الذي يرتفع عادة في غضون 3-6 ساعات الأولى من الإصابة بالاحتشاء القلبي، ونظراً لما يحققه هذا الاختبار من نتائج طبيعية بعد احتشاء عضلة القلب الحاد، فلذلك يحتاج المريض إلى تكراره خلال 6-12 ساعة لاستبعاد حدوث أي مخاطر أو مضاعفات، ويبلغ تحليل حساب كمية العوامل البروتينية ذروته في 12-24 ساعة ثم تنخفض عادة في 48 ساعة، ومن ناحية أخرى، تفيد هذه المؤشرات القلبية في تأكيد تشخيص إصابة عضلة القلب بالاحتشاء، وتفادي الضرر الناتج عنها لعضلة القلب وأيضا سيعطي تصنيفاً دقيقاً لخطورة حالة الشخص الذي يعاني ألماً غير معروف في الصدر. قصور القلب يبين د.حلاق إذا كان هناك ألم في الصدر يرتبط مع ارتفاع تروبونين T، فإن المريض سيكون في خطر كبير ويتطلب المزيد من التقييم العاجل، ويسمى مؤشر القلب الآخر الذي يحدد مدى تمدد عضلة القلب في مريض مع قصور القلب بـ BNP (ببتيد ناتريوريتيك الدماغ)، وتعد هذه العلامة مفيدة جدا لتشخيص المريض الذي يأتي إلى غرفة الطوارئ مع شكوى من ضيق في التنفس، كما أن تقييم تمدد عضلة القلب مفيد أيضاً في رصد المرضى الذين يعانون قصوراً في القلب لتقييم فعالية العلاج والكشف عن احتمال التعرض لفشل في وظائف القلب في وقت مبكر. خلل وظائف القلب هناك مؤشر آخر للقلب وهو عالي الحساسية هو مقياس لنسبة البروتين في الدم الّذي يفرزه الكبد في حالات الالتهاب الحاد الّتي تصيب جسم الإنسان، حيث إنّه يتم الكشف عن هذا البروتين، وإذا كان متواجداً بكميّات كبيرة فإن ذلك يبين أن الشخص مصاب بالالتهاب الحاد، ما يساعد الطبيب في معرفة وتشخيص بعض الأمراض، كالسرطان، الروماتيزم، أمراض الدرن (السل)، التهابات الرئة أو الإصابة ببكتيريا أو فيروس معيّن.وفي هذه الحالة فهو مؤشر على الإصابة بالتهاب الشريان التاجي، وأن المريض يواجه خطراً كبيراً من وجود خلل في الوظائف الحيوية للقلب، وهناك أيضاً دراسة حديثة تبين أن الأدوية المضادة للالتهابات تحت مسمى «الأجسام المضادة إلى بيتيرلوكين بيتا 1» ربما تقلل من فشل القلب في المرضى الذين لديهم مرض الشريان التاجي وارتفاع CRP. السماعة الذكية يذكر الدكتور مانيكاندا أروناكلام اختصاصي أمراض القلب، أن أهم التقنيات الحديثة التي ظهرت حديثاً في مجال ممارسات الرعاية الطبية، والتشخيص الدقيق لأمراض القلب سماعة الطبيب الحديثة أو الذكية المتطورة، التي توفر تشخيصاً دقيقاً وفوريا للأمراض القلبية من خلال جهاز مدمج لتخطيط كهربائية القلب، كما تتيح التقاط وتصوير أصوات القلب وإجراء تخطيط القلب الموجي في الوقت ذاته للكشف عن اضطرابات في بنية وآلية وتروية القلب، والجدير بالذكر أن السماعة الطبية تعد من الأجهزة الطبيّة الّتي يستخدمها الطبيب بشكل معتاد، وتظل معه في أغلب أوقات الكشف السريري على المرضى، وتساعده في تشخيص الحالة الصحية، وذلك من خلال قياس مدى طبيعة الأصوات التي يسمعها.يضيف: كما تساهم هذه السماعة بتعزيز دقة التشخيص ومستوى الرعاية وتقليص الوقت اللازم للتوصل إلى أفضل النتائج، وبالتالي مواكبة المعيار الذهبي في الرعاية القلبية، حيث إنها تقوم بإرسال أنماط موجات القلب إلى الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية بصورة فورية عبر تقنية البلوتوث، حيث يمكن مشاركة بيانات المرضى من خلال السحابة الإلكترونية مع أطباء القلب وغيرهم من الأخصائيين لتشخيص الحالة ووصف العلاج الأمثل، أو مع أطباء الاختصاصات الأخرى وأنظمة السجلات الطبية الإلكترونية، حيث تعتمد السماعة الطبية الحديثة على نظام مراقبة القلب المتنقل المثالي للعديد من الاستخدامات الطبية، بما في ذلك فرز المرضى والفحص والمراقبة والصحة الرقمية والمنزلية وغيرها في الأسواق الناشئة والمتقدمة على حد سواء. أطلس القلب أشار الباحثون في معهد «ماكس بلانك» للتقنيات الحيوية، ومركز القلب الألماني بالجامعة التكنولوجية في ميونيخ في أواخر عام 2017 إلى أن القلب السليم يدق نحو ملياري دقة طوال حياة الإنسان، وذلك بفضل التناغم في عمل أكثر من 10 آلاف من البروتينات، والتفاعل فيما بينها، وقد دقق العلماء في الأنواع الكثيرة للبروتينات المنفردة الموجودة داخل كل خلية من خلايا القلب، ونجحوا في وضع أول أطلس من نوعه للقلب السليم، أطلقوا عليه اسم «أطلس بروتينات القلب»، ما جعلهم يتعرفوا إلى أنواع البروتينات في كل منطقة من القلب، مثل صمامات القلب، وحجراته، وشرايينه، وتركيب البروتونات في ثلاثة أنواع من خلايا القلب، وهم: الأنسجة الليفية، وأنسجة العضلات الطرية، وأنسجة البطانة القلبية.

مشاركة :