تتسابق تلفزيونات العالم ووكالات الأنباء للقاء سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان. وقد أعلنت مذيعة برنامج 60 دقيقة أشهر البرامج على قناة cbs وفي العالم، أنها عملت من أجل إجراء اللقاء الأخير لمدة سنتين قبل أن يحصل. هذا يعني أن المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله -، غيرت خلال السنوات الثلاث الأخيرة وجه المنطقة سياسيا واقتصاديا، وغيرت وجه المملكة اجتماعيا وثقافيا بمحاربة المتطرفين وكف يد التشدد والعودة إلى الوسطية الدينية التي تحفظ الدين وتحقق وتنتج المصالح العليا التي تضعنا في المصاف المنافسة والمناسبة التي تليق بدولة كبرى مثل المملكة. إيران، بطبيعة الحال، في تلك الـ 60 دقيقة، وفي غيرها من لقاءات دولية سابقة، هي العدو لكل مصالح المملكة والعرب والعالم. وهي، الآن بالذات، الدولة الهدامة في الشرق الأوسط في مقابل دولة بناءة هي السعودية. ولذلك لا يمكن أن يجري لقاء إعلامي مع ولي العهد دون أن تكون إيران حاضرة، باعتبار أن السعودية الجديدة، في أكثر من تحرك سياسي ودبلوماسي وعسكري، قد حجمت وحدت من خطرها في أكثر من مكان عربي، في اليمن والعراق ولبنان وحتى في سوريا. وكان واضحا، في اللقاء الأخير، الأول لشبكة تلفزيون أمريكية، أن عزم المملكة للتصدي لعداوات إيران ومكرها في المنطقة لا يلين. وأن الأمر قد تجاوز (تقيتها) السياسية ومناوراتها السابقة إلى فهم ألاعيب ساستها والتعامل معهم على أساس من هذا الفهم. بل ومراقبة أفعالها وتصرفاتها والعمل تبعا لهذه الأفعال والتصرفات، وحتى لو امتلكت قنبلة نووية فإن المملكة ستفعل نفس الشيء بأسرع ما يمكن وبلا تردد. وهذا بالضبط ما يفهمه الإيرانيون، وهو أن تتصدى لهم بالقوة التي لا يفهمون ولا يعرفون غيرها. مضت - حوالي - أربعون سنة وإيران لا تريد الحوار ولا تريد الجيرة المنتجة الحسنة، ولا تريد أن تكون شريكا جيدا وموثوقا في بناء مستقبل شعبها وشعوب المنطقة. وأعتقد أن العالم الآن أصبح أكثر استعدادا لمواجهتها وإعادتها إلى شأنها الداخلي المضطرب أصلا.
مشاركة :