غشيتني فرحة مباغتة حينما كان المذيع يصرخ: اليمن يتقدم للأمام! اليمن يقترب! اليمن يستطيع تحقيق النصر! وغشيتني فرحة مماثلة عندما كان المعلق يؤكد أن الدفاع اليمني صلب، وأن الحارس يقظ، وأن مرمى اليمن نظيف! كان الفريق اليمني بحق «إيد واحدة»، وكان الكابتن أو قائد الفريق «واحد»، وكان الهجوم «منظمًا» والدفاع «يقظًا».. وقبل هذا وبعده كان الجمهور «مثاليًا»! أما عن الفريق، فهو بالتأكيد يضم عناصر من كافة أطياف وشرائح المجتمع اليمني! كان الملعب وما يزال يتسع للجميع بشرط اللياقة والروح الرياضية! وأما عن الجمهور، فكان على مستوى المسؤولية في الدعم والمساندة والتشجيع من القلب دون مناورة! مازالت الميادين تتسع للجميع بشرط نكران الذات وإعلاء قيمة الوطن. إن أهمية النقطة التي حصل عليها «اليمن» تتجاوز حدود اللعب والملعب واللاعبين؛ إلى آفاق أرحب وأوسع في صنعاء وفي إب وفي الحديدة وحضرموت بل وفي عدن! لقد جاءت النقطة في وقتها تمامًا مبدِّدة شيئًا من الحزن والهم والغم، ومحمّلة بالدفء الذي تغلَّب على برودة الطقس هناك، وجعل الجمهور كله -الرياضي وغير الرياضي- يخرج للاحتفاء بالنقطة الأولى! على أن الأهم من النقطة الأولى التي حصل عليها اليمن، هو الأداء الرفيع حراسةً ودفاعًا ووسطًا وهجومًا! أي صلابة تلك التي جعلت «الدفاع اليمني» يبدو كحائط صد متين ضد أي هجمة؟ وأي دقة تلك التي جعلت «الوسط اليمني» ثابت لا يهتز، ويوازن بين المهام المختلفة؟ وأي رشاقة ومهارة تلك التي جعلت المهاجمين يحومون طوال الوقت محاولين التسجيل؟! لقد ظن كثيرون أن «اليمن» سيكون لقمة سائغة أو جثة هامدة في أول لقاء أو مواجهة، قبل أن يثبت «الشباب» أنهم قادرون على المنافسة، وعلى الظهور بمظهر أقل ما يُقال عنه أنه مشرِّف للغاية، حتى ولم يتم التهديف.. لقد تحقق الهدف المطلوب.. وما أجمله وأغلاه من هدف! لقد أدار الفريق اليمني ظهره -ولو مؤقتًا- لما يجري على الساحة الداخلية من تراشق وصدام حتى الدم! لقد جاء الفريق ليؤكِّد للجميع أن «روح الفريق» يمكن أن تعود للاستقرار وللبناء وللتقدم، وقد نجح في الجولة الأولى، فائزًا وحائزًا ليس على إعجاب الجماهير اليمنية فقط، وإنما الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج.. وما أروعه من خليج يحتضن اليمن ويُلملم جراحه حتى يشفى! لقد أعادني الفرح بفريق اليمن حتى ولو من باب كرة القدم إلى فريق فلسطين الذي يستعد حاليًا لخوض غمار البطولة الآسيوية لأول مرة في تاريخه! لقد تجاوز منتخب فلسطين كل عوامل الانقسام والحصار والدمار؛ حتى تمكَّن من الوصول للبطولة التي ستقام قريبًا في أستراليا. تحية للمنتخب الفلسطيني بمناسبة تألق المنتخب اليمني، وتحية للمنتخب اليمني بمناسبة «النقطة»، ونرجو ألا تكون الأولى والأخيرة. sherif.kandil@al-madina.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (41) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :