تناولت الصحف البريطانية الصادرة الأحد عددا من القضايا العربية من بينها الأكراد في سوريا والقنابل التي زرعها تظيم الدولة في سوريا، ولكن القضية التي هيمنت على تغطية الصحف البريطانية كانت تداعيات حادث تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبل وابنته. البداية من صحيفة صنداي تايمز ومقال لكرستينا لام بعنوان " تنظيم الدولة الإسلامية رحل عن الموصل ولكن قنابله ما زالت تقتل أهلها". وتقول لام إنه بعد ثمانية أشهر من تحرير الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية في يوليو/تموز الماضي، مازالت المدينة مدمرة وتنتشر في شوارعها سيارات محترقة كما لو كانت الحرب انتهت للتو. وتضيف أن الكثير من المنازل المدمرة ما زالت تحوي جثثا وأشلاء قتلى، ويضم بعضها رفات أسر بأكلمها. وتقول إن "تنظيم الدولة الإسلامية قد يكون غادر عاصمة خلافته السابقة شمالي العراق، ولكن مهمته الدامية ما زالت مستمرة". وتقول إنه يمكن رؤية قذائف الهاون وقنابل يدوية لم تنفجر في منتشرة في أرجاء المدينة، كما أن التنظيف حول المدينة بأسرها لما يشبه لحقل ألغام. وقال الميجور جنرال فيليكس غيدني نائب قائد القوات البريطانية المشاركة في قوات التحالف الذي يقاتل تنظيم الدولة في سوريا والعراق، للصحيفة "بينما كان تنظيم الدولة يغادر المدينة، زرع أرضها بالمتفجرات والألغام التي صممت لقتل وتشويه العائدين إلى المدينة أو الذين يشاركون في إزالة الألغام". وأضاف فيليكس "عثرنا على متفجرات وضعت في علب غذاء طعام الرضع أو مثبتة في أثاث المنازل أو داخل الكتب، وبهذا يكملون حملتهم حتى بعد مغادرتهم المدينة". وتقول لام إن مسلحي التنظيم خلفوا عبوات ناسفة تنفجر عندما تطأها القدم، وأخرى تنفجر عندما يحاول شخص رفعها من على الأرض، بينما ينفجر بعضها بجذب خيط لا تلحظه العين سريعا وأحيانا بالأشعة تحت الحمراء. وقال بير لودهامر، مدير برنامج الأمم المتحدة لإزالة الألغام الذي يعمل مع الجيش العراقي في إزالة الألغام من الموصل، "يمكن وصف ما قاموا به بأنه عبقرية شريرة". وحتى الآن تمكنت فرق إزالة الألغام من تفكيك 27 ألف لغم من الموصل. وأضاف "لم يقم أحد من قبل بوضع كل هذا الكم من المتفجرات في مكان قبل مغادرته". وقال لودهامر إن فرقه عثرت على "المئات" من مصانع المتفجرات: "ما قاموا به يفوق بكثير مدى وتعقيد أي شيء رأيته في 30 عاما من العمل في هذا المجال".الأكراد "منفيو سوريا الجدد"مصدر الصورةAFPImage caption أسرة كردية تفر من عفرين ننتقل إلى صحيفة الأوبزرفر وقال لمارتن شولوف، مراسل الشرق الأوسط للصحيفة، ومقال بعنوان "الأكراد منفيو سوريا الجدد بينما يفرون من الهجمات التركية والعربية على عفرين". يقول شولوف إنه في طريق موحل شمالي سوريا تسير أحدث موجة من المنفيين والمهجرين في البلاد، معظمهم من الأكراد الذين يفرون من عفرين إلى مدينة حلب التي تسيطر عليها القوات الحكومية السورية، بينما تسير خلفهم القوات التركية وحلفائها من القوات العربية التي تسيطر على مدينتهم كلها ألا ممرا صغيرا استخدموه للفرار. وأمامهم تقوم ميليشيات شيعية موالية للقوات الحكومية السورية بحراسة نقاط التفتيش، وتقرر من يمكنه المرور. ويقول شولوف إنه مع دخول الحرب في سوريا عامها الثامن، يواجه شمال سوريا المزيد من التقلبات والاضطراب، وفي هذه المرة يتحمل الأكراد تبعات الاضطراب شمالي سوريا، الذين يفرون من عفرين قرب الحدود التركية مع اقتراب اجتياح المدينة. ويقول إن 250 مدنيا قتلوا في قصف عفرين مع تقدم القوات التركية والميليشيات الموالية لها من المدينة. ويضيف أن الكثير من الفارين من المدينة ذات الأغلبية الكردية يخشون ألا يسمح لهم بالعودة إليها عندما تخمد الحرب. وبالنسبة لهم يبدو كل شيء على المحك: منازلهم، مستقبلهم، والقضية الكردية."ناتو جديد"مصدر الصورةEPA/ Yulia Skripal/FacebookImage caption وعثر على سكريبل وابنته مغشيا عليهما على مقعد في بلدة جنوبي بريطانيا يوم 4 مارس/آذار وننتقل إلى صحيفة صنداي تلغراف، التي جاءت افتتاحيتها بعنوان "الغرب بحاجة إلى ناتو جديد لإيقاف روسيا". وتقول الصحيفة إن بريطانيا تعلمت في الأيام الأخيرة إنها يجب أن تأخذ التهديد الروسي على محمل الجد. وتضيف أن فكرة الحد من الإنفاق على التسلح بعد انتهاء الحرب الباردة أثبتت أنها واحد من أكبار الأوهام التي سيطرت على بريطانيا في الأعوام الثلاثين الماضية. وتقول الصحيفة إن روسيا كانت في الأعوام الأخيرة تحاول بسط نفوذها في جورجيا وأوكرانيا وسوريا وفي الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وتضيف أنه في الآونة الأخيرة "مورست الحرب الكيمياوية" على جاسوسي روسي سابق وابنته" في بريطانيا بينما عٌثر على أحد منتقدي الكرملين مقتولا في بيته، فيما يٌقال أنه شنق. وردت بريطانيا بطرد عدد من الدبلوماسيين الروس. وتقول الصحيفة إن هناك حاجة لرد طويل الأجل على روسيا في صورة تحالف يحمي مصالح الغرب. وتضيف الصحيفة إن بريطانيا في حاجة إلى ناتو موسع، أو إلى منظمة جديدة تماما تدرك أبعاد الصراع الأيديولجي في العالم.
مشاركة :