فى محاولة لمواجهة خطر الأطفال الدواعش قبل فوات الأوان، لجأت الحكومة العراقية لعدة خيارات لإنقاذهم من براثن الإرهاب، كان أبرزها، استقبالهم فى مراكز إيواء، والاستعانة بالرسوم والألوان لمواجهة أفكارهم المتطرفة. ففى 8 فبراير، أكدت وزارة العمل والشئون الاجتماعية العراقية، أنها استقبلت العديد من أطفال الدواعش من الأيتام فى مراكز إيواء تابعة للدولة. وقال معاون مدير دائرة رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة فى الوزارة عامر الموسوى، فى بيان نشره موقع «عين العراق نيوز،» إن «دور إيواء تابعة لوزارة العمل استقبلت الأطفال الدواعش من عمر يوم واحد إلى 18 سنة »، لافتا إلى «وجود دور إيواء حسب الفئات العمرية للإناث والذكور فى بغداد والمحافظات.» وأشار الموسوى إلى وجود أكثر من 50 طفلا داعشيا حاليا فى دور إيواء، وأن هناك تنسيقا مع الجهات الرسمية للتعرف على ذويهم من خال الفحوص المختبرية DNA، وتابع أن «أطفال الدواعش تم دمجهم فى دور الإيواء استنادا إلى أوامر قضائية »، مضيفا أن «الوزارة كلفت باحثين اجتماعيين بدراسة حالات أطفال الدواعش، واستطاعت الحد من التأثير السلبي، الذى غرسه التنظيم الإرهابى فى عقولهم- حسب تعبيره. وبجانب ما سبق، اتجهت الحكومة العراقية وبمساعدة أمريكية إلى أسلوب الرسومات لإعادة تأهيل الأطفال الدواعش، وقال تيرى وولف، مساعد المبعوث الخاص للرئيس الأمريكى دونالد ترامب لدى التحالف الدولى لمحاربة داعش، إنه يوجد فى مخيم «روانكة » فى شمال العراق أكثر من 1000 طفل كانوا يتبعون التنظيم الإرهابي، وهذا العدد كبير للغاية، خاصة أنهم يمثلون خطرا كبيرا بسبب النزعة الإرهابية، التى ترعرعوا عليها طوال السنوات الماضية، موضحا أنه يتم حاليًا تأهيل هؤلاء الأطفال بشكل نفسى كبير حتى يصلحوا للعيش كأى شخص طبيعي. وأضاف وولف على هامش أحد مؤتمراته الصحفية فى العراق بداية هذا الشهر، أن الولايات المتحدة خصصت لجانا اجتماعية معينة ليتم تأهيل هؤلاء الأطفال بشكل جيد وصحيح، فبدأت بتأهيلهم عن طريق الرسومات، لكنها فوجئت بطابع الإرهاب والعنف يغلب على رسوماتهم؛ حيث رسموا صور أحزمة وقنابل وعبوات ناسفة. وأشار المسئول الأمريكى إلى أن اللجان الخاصة بتأهيل الأطفال الدواعش لم تكف عن محاولة علاجهم نفسيًا، على الرغم من الرسومات العنيفة التى يرسمونها، وستحاول علاجهم بنفس الطريقة، لأن الرسم من أسهل الطرق التى تجعل الإنسان يعبر عما بداخله، ومع الوقت والممارسة وطريقة المعاملة، التى يتلقونها من قبل المعالجين النفسيين، سيتغير هؤلاء الأطفال إلى الأفضل- حسب تعبيره. وبدوره، قال الطبيب النفسى العراقى نايف جوردو القاسم، الذى يعالج الأطفال فى مخيم روانكة للاجئين فى شمال العراق، إن «الأطفال الدواعش ضحايا لا مجرمون ويجب التعامل معهم على هذا الأساس». ونقلت جريدة «الشرق الأوسط » اللندنية فى 10 مارس عن قاسم، قوله: «إنه فى بداية الأمر، واجه العاملون فى مركز القاسم، الذى يديره، صعوبة بالغة فى التعامل مع أطفال الدواعش، خاصة أن أغلبهم كانوا لا يرغبون فى الاستجابة للعلاج النفسي، بالإضافة إلى أنهم يريدون الانتقام من الجيش العراقي، ولكن مع مرور الوقت بدأوا يستجيبون تدريجيًا للعلاج النفسي، الذى يقدمه المركز ». ويعتبر مركز « القاسم »، أول مركز عراقى للعلاج النفسى وإعادة تأهيل الأطفال الدواعش؛ حيث بدأ المركز عمله منذ ستة أشهر وقام بعلاج نحو 123 طفلا ما بين الإناث والذكور، وجميعهم لا يتخطى الثمانية عشر عاما.
مشاركة :