الملتقى الثقافي بجمعية الثقافة والفنون بالرياض يقدم محاضرة (كيركجارد والعيش في الفلسفة) للدكتور عدي الحربش

  • 3/18/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

أقام الملتقى الثقافي بجمعية الثقافة والفنون بالرياض بالمشاركة مع نادي شركة الكهرباء محاضرة بعنوان (كيركجارد والعيش في الفلسفة) قدمها الدكتور عدي الحربش, وبدأت الورقة بترحيب المشرف على الملتقى الأستاذ الدكتور سعد البازعي بالحاضرين شاكرا لشركة الكهرباء ممثلة في الأستاذ حمود الغبيني نائب الرئيس الأعلى للاتصال والعلاقات العامة، والأستاذ خالد الهزاع مدير العلاقات العامة بالمنطقة الوسطى هذه الاستضافة الكريمة في نادي شركة الكهرباء, وأشار لتميز المحاضر الدكتور عدي الحربش فهو طبيب، وأيضا قاص فاز بجائزة النادي الأدبي في أول عمل له قدمه قبل سنوات.ثم انتقل الحديث للدكتور عدي الحربش ليتحدث عن “كيركجارد والعيش في الفلسفة” فسورين كيركجارد فيلسوف دنماركي عاش من الفترة( 1813حتى 1855م)، مبينا أن سبب اختياره كون هذا الفيلسوف هو الأب الروحي للوجودية رغم أنه لم يستخدم هذا المصطلح “الوجودية” إلا أن كل الوجوديين يعدونه الأب الروحي لهم, كما أن السبب الثاني الذي يميزه في تاريخ الفلسفة هو هجومه على الهيغلية – الفلسفة السائدة في حينه – هذا الهجوم القوي المقنع ساهم في انصراف الناس عنها, والثالث أن هذا الشاب كان يؤمن بأن الطريقة لكي تصل إلى الحقيقة يجب أن تكون غير مباشرة, فكان يؤمن بالتواصل غير المباشر(indirect communication) الذي يعتمد على أسماء مستعارة، وعلى القصص، والرواية في الأعمال الفكرية نفسها، وهذه إرهاصات مبكرة لما سيصبح أدب ما بعد الحداثة الذي يستخدم كثيرا من هذه الأشكال, ولهذا السبب الكثير من فلاسفة ما بعد الحداثة مثل ديردا يهمهم كيركجارد جدا, السبب الرابع نظرا لانتشار الاشتراكية في أوروبا التي كانوا يحاولون مكافحتها بتدريس كيركيجارد في الجامعة لما في فلسفة سورين من نزعة فردانية قوية للغاية، فهو في كل كتبه يخاطب القارئ الفرد ويعتقد أن الحقيقة دائما عند الفرد وليست عند الحشود. شيء آخر يؤكد اهمية هذا الفيلسوف وهو المعركة الأخيرة التي خاضها ضد الجهاز الكنسي، وضد استخدام الدين كطريقة لبناء السلطة, كل ما سبق يجعلنا نهتم لكيركجارد لكن الشيء الرئيس الذي جذب انتباهي لهذا الرجل هو ما أسميه في هذه المحاضرة “العيش في الفلسفة” وهو كيف أن أي شيء يحدث يأخذه في مجال الفلسفة ويعالجه ويصنع أعمالا فلسفية أدبية عظيمة كما حدث عندما فسخ خطوبته من ريجينا أولسن. ثم تناول حياة الفيلسوف وكيف ترجمها في أعماله الفلسفية وبدأ من منتصف الأحداث تحديدا عام 1841م وهو اليوم الذي ناقش فيه أطروحة الدكتوراه وكان في الثامنة والعشرين وقد فقد والده قبل ثلاث سنوات من ذلك، وتعرف قبل سنتين على فتاة تتفجر حيوية اسمها ريجينا أولسن وخطبها رسميا، ومرّ على الخطوبة أحد عشر شهرا، وفي ذلك اليوم يوم المناقشة التي أبلى فيها بلاء حسنا وكان الموضوع مفهوم المفارقة، وبعدها بأسبوعين فسخ الخطبة وكان قد حاول أن يفسخها قبلها بشهر أو شهرين. وكان في حينها فسخ الخطبة في أوروبا يلحق وصمة عار بالفتاة المخطوبة، فبدأ الناس يتكلمون والشائعات تنتشر، وكل شائعة تصب في اتهامه بأنه لم يحسن معاملة هذه الفتاة النبيلة اللطيفة ودارت بعض الشائعات حول أنانيته, ثم سافر إلى برلين وكتب كتابا يتحدث فيه عن الزواج ومحاسنه، لكن إن تذكرنا أن عنوان أطروحته هو مفهوم المفارقة فهل كان يريد توجيه رسالة لخطيبته السابقة مفادها أن الخارج مختلف عن الداخل؟!واسترسل المحاضر في سرد حياة هذا الرجل التي تبدأ من حياة والده مايكل الذي بدأ من أسره فقيرة وتحول لتاجر موسر وكون أسرة كبيرة وهناك قصة مكتوبة تتكلم عن فتى يرعى الأغنام، وهي قصة والده كما قال أخوه الأكبر, وهذا الحس الديني الذي نشأ عليه متأثرا بولده.وسجل ملاحظة بعد وفاة أمه أصبحت مهمة للوجودية حيث قال: “إن ما أحتاج أن أتبينه فعلا هو ماذا يجب أن أفعل وليس ماذا يجب أن أعلم، إنه سؤال يخص فهم قدري وماذا يريد الله مني أن أجد الحقيقة التي هي حقيقة تخصني، أن أجد الفكرة التي أحيا وأموت لأجلها” وغيرها من الثيمات التي كتبها في الثانية والعشرين من عمره وأصبحت مهمة في الفلسفة الوجودية كالحرية والاختيار وأن الإيمان يجب أن يكون ذاتيا لا خارجيا. وله تشبيه مهم للهيجلية بمن يبني قصرا ويسكن في أرض خراب بجانبه.واستمر المحاضر بالحديث عن هذا الفيلسوف وحياته ومؤلفاته وأثره, وبعدها بدأت المداخلات بتوصيف للدكتور البازعي بأن هذه المحاضرة مزجت بين الفكر الفلسفي والحياة المعاشة, وهذا اللون من الطرح قليل ما نسمعه فقد اعتدنا التركيز على الفكر لا الحياة، فالمحاضر ذكرنا بالارتباط بين الفكر والحياة, وهذا جوهر الوجودية التي تربط بين الفكر والفعل.ومما يذكر أن الدكتور عدي هو ابن الدكتور جاسر الحربش الطبيب والكاتب المعروف الذي كان أحد المتداخلين المعلقين على المحاضر.ومن الجدير بالذكر أن المحاضرة تدخل ضمن الشراكة الثقافية بين جمعية الثقافة والفنون بالرياض ونادي شركة الكهرباء والشريك الإعلامي موقع أدب العالمي الذي نقل المحاضرة وما تزال متاحة للراغبين بالمتابعة على حساب موقع أدب بتويتر وبريسكوب.

مشاركة :