من دون مقدمات، عادت باسمة الساعدي الملقبة بالمرأة الحديدية الى المشهد السياسي العراقي، فقد أعلنت مؤخراً عن تأسيس حزب سياسي تحت مظلة مدنية، وهو حزب اليقين الوطني. دخل هذا الحزب السباق الإنتخابي المزمع إجراءه منتصف مايو/آيار. وباسمة الساعدي من اشد منتقدي التدخل الأجنبي في العراق سواء من قبل الولايات المتحدة او دول الجوار. كما طالبت الساعدي بضرورة إعادة أبناء العراق من ضباط ومنتسبي الجيش السابق، وكذلك منتسبي التصنيع العسكري، وهو ما تحقق جزئيا في السنوات السابقة. هذه العودة "للمرأة الحديدية" شغلت في الأيام الأخيرة الشارع العراقي والمتابعين للمشهد السياسي، وهي التي كانت تبتعد كثيراً عن الإعلام، عادت اليوم لتتحدث عن ضرورة إحداث تغيير حقيقي في منظومة حكم العراق، بعد أن ضاق العراقيون ذرعاً بسياسة أحزاب السلطة التي فشلت طوال عقد ونصف في إدارة شؤون البلاد. وتراهن الساعدي على إحداث هذا التغيير من خلال تحد جديد، يرى مراقبون انها ربما تنجح فيه نتيجة وجود قاعدة كبيرة مؤيدة لها، وأبرزهم كبار ضباط الجيش العراقي السابق ومنتسبو هيئة التصنيع العسكري المنحلة. وفي حديث خاص لميدل ايست اونلاين تقول الساعدي ان" قرار حل الجيش السابق كان قراراً أميركيا أصدره حاكم الاحتلال (بول بريمر) لكن عودة ضباط ومنتسبي الجيش العراقي الى الخدمة كان قراراً عراقياً استطعت أن أقنع به رئيس الوزراء السابق نوري المالكي عام 2008 لتحسين عمل المنظومة العسكرية، في مقارعة تنظيم القاعدة". وعن إحتمالية أن يقف الفساد بوجه طموحاتها في التغيير، تضيف الساعدي ان "الشارع العراقي ما عاد يستسيغ طريقة إدارة الدولة الحالية، وهو ذاهب الى التغيير حتماً وإقصاء الأحزاب والشخصيات التي كانت وراء ما حدث ويحدث في البلاد". وتقول ايضا "أراهن أنا وبعض شرفاء العراق على ان تتشكل جبهة إصلاح حقيقية قادرة على إنتشال العراق من مبدأ المحاصصة الطائفية الذي راهن عليه حيتان الفساد، وبناء العراق وفق مبدأ دولة المواطن، من خلال اعتماد الكفاءة والكفوئين كمحركين لبناء وإعمار العراق". وتركز الساعدي على جهود اعادة الاعمار "فأنا ومن معي نسعى للإعمار أكثر من أي شيء آخر، فالحروب تسببت بدمار شامل للبنى التحتية في العراق، والمواطن العراقي يريد هذا الإعمار بأسرع وقت، ولكن ليس هذا وحده هو هدفنا". وتقول الساعدي "نحن نسعى للم شمل العراقيين ونبذ الطائفية التي رسخ لها المستفيدون منها، والعراقيون اليوم يسعون لذلك من خلال تبنيهم لمشروع مصالحة وطنية حقيقية، كنت أنا من أشتغل عليها كثيراً بمساعدة الخيرين من أبناء العراق، واليوم سنكمل ما بدأنا به، من خلال برنامج متكامل سيتم تنفيذه قريباً بعد ان حصلنا على دعم كبير من الأهالي وكثير من الساسة المصلحين". وفيما يخص البرامج التنموية وحقوق المرأة قالت الساعدي "عانت المرأة العراقية وما زالت تعاني من قضية ذكورية المجتمع العراقي، فالقوانين دائماً ما تكتب لصالح الرجل وتهمش بل وتقصي المرأة، وقد لمسنا ذلك ونسعى وبالتنسيق مع مكاتب الأمم المتحدة وبعض الكيانات النسوية داخل العراق الى الحصول على مكاسب عديدة تخص المرأة العراقية، من خلال تعديل القوانين التي سلبت المرأة كثير من حقوقها". وقالت ان الأمم المتحدة "وعدتنا بتوفير الدعم بعد إجراء انتخابات البرلمان العراقي منتصف هذا العام، اما عن المشاريع التنموية فهناك توجه لدينا لدعم الثقافة والمثقفين العراقيين، فقد لمسنا ان كثير من الكتل السياسية تنظر الى الثقافة على انها مجرد إكسسوار تجميلي، بينما نرى ان الثقافة هي العمود الرئيس الذي يرفع بيت العراق، فمن دون الوعي والثقافة لا يمكن بناء الأجيال التي صارت شبه مغيبة، وبالتالي ستكون لدينا أدواتنا الخاصة لإستعادة وجه العراق الثقافي والحضاري". وتحمل الساعدي شهادتي الدكتوراه في الإحصاء العلمي والماجستير في الأمن الإستراتيجي، وشغلت في السابق مناصب تنفيذية وتشريعية أبرزها عضوية الجمعية الوطنية العراقية (الدورة التأسيسية الأولى لمجلس النواب العراقي/ 2005). وعملت كمقررة للجنة الأمن والدفاع البرلمانية، كما شغلت منصب مستشار رئيس الوزراء للشؤون الأمنية، وكُلفت من قبل رئيس الوزراء لتشكيل لجنة متابعة وتنفيذ المصالحة الوطنية عام 2007. وحققت آنذاك أهم ملف ساعد بالقضاء على تنظيم القاعدة وهو ملف الصحوات، كما شغلت منصب نائب مستشار الأمن الوطني فضلا عن مناصب حساسة أخرى نجحت في ادارتها حتى لقبت بالمرأة الحديدية.
مشاركة :