بوتين ينتقد العقوبات الأمريكية والأوروبية قبيل انطلاق قمة «العشرين»

  • 11/15/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة أمس بتقويض المؤسسات التجارية التي عملت على إقامتها بفرض عقوبات على روسيا وهو "خطأ" يأمل أن يتم تجاوزه في نهاية المطاف. وفي حديث مع وكالة الأنباء الروسية الرسمية تاس أمس وقبل اجتماع مجموعة العشرين التي تضم الاقتصاديات الكبرى والنامية، قال بوتين إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على موسكو بسبب أوكرانيا لم تضر روسيا وحدها، بل الاقتصاد العالمي أيضا. وأضاف بوتين أن تجميد الأصول وحظر منح تأشيرات الدخول ومنع الشركات الروسية من دخول أسواق المال والتكنولوجيا الغربية يتعارض مع القانون الدولي، لأن الأمم المتحدة وحدها هي التي يحق لها اتخاذ مثل هذه القرارات. وأضاف بوتين أن فرض بعض دول مجــــموعة العشرين عقوبات على روسيا يتعارض مع مبادئ وأنشطة مجموعة العشرين ذاتها، وليس هذا فقط، بل يتعارض مع القانون الدولي لأن العقوبات لا تفرض إلا داخل إطار الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي التابع لها. وأشار إلى أن هذا يتعارض أيضا مع اتفاقات تجارية منها الاتفاقية العامة للتجارة والتعريفة الجمركية التي أنشأتها الولايات المتحدة، ومضى يقول "الأكثر من ذلك أن العقوبات تتعارض مع مبادئ منظمة التجارة العالمية أو الاتفاقية العامة للتجارة والتعريفة الجمركية "جات"، وأن الولايات المتحدة نفسها هي التي أنشات هذه المنظمة في مرحلة ما، والآن هي تنتهك مبادئها بشكل فج، وآمل أن يسود هذا الفهم في نهاية المطاف ويصبح ما فات قد فات. وصرح الرئيس الروسي بأنه لن يثير مسألة العقوبات خلال اجتماع مجموعة العشرين الذي يبدأ اليوم في أستراليا لأنه لا طائل من وراء ذلك. وذكر بوتين أن العقوبات فرضت على روسيا من أجل تغيير سياساتها تجاه أوكرانيا وأن انخفاض أسعار النفط يؤثر في الاقتصاد لكن الاحتياطيات الوفيرة ستساعد على تعويض أثر ذلك، ونحن دولة منتجة للنفط والغاز وكنا نتعامل دوما مع احتياطياتنا بعناية شديدة، سواء احتياطيات الذهب أو العملات الأجنبية أو الاحتياطيات الحكومية، مضيفاً أن احتياطياتنا كبيرة بما يكفي، وهذا يمكننا من ضمان الوفاء بالتزاماتنا الاجتماعية والتمكن من تسيير جميع عمليات الموازنة والاقتصاد في إطار قيود معينة. ومن المتوقع أن تحدث مواجهة بين زعماء الغرب وبين بوتين في قمة مجموعة العشرين في أستراليا غدا بعد تواتر أنباء عن توافد قوات روسية على شرق أوكرانيا. من جهة أخرى، حذر ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني من أن روسيا قد تواجه عقوبات جديدة إذا لم تعمل على إيجاد حل للنزاع في أوكرانيا، معتبرا أن تحركات موسكو غير مقبولة. ففي خطاب أمام البرلمان الأسترالي في كانبيرا، حذر كاميرون من أن روسيا يمكن أن تخضع لعقوبات غربية جديدة إذا لم تعمل على تسوية النزاع الأوكراني. واستخدم كاميرون ونظيره الأسترالي توني أبوت عبارات حازمة جدا ضد فلاديمير بوتين الذي وصل أمس إلى برزبن، وأشار كاميرون إلى أن موسكو تتصرف كدولة كبرى تعتدي على دول أصغر في أوروبا، وجاءت تصريحات كاميرون قبل أن يتوجه إلى برزبن لحضور قمة رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين التي تعقد اليوم وغداً. من جهته، دان أبوت تزايد النشاطات العسكرية الروسية، مشيرا خصوصا إلى ظهور عدة سفن تابعة للبحرية الروسية شمال السواحل الأسترالية هذا الأسبوع. وأضاف أنه سواء كان الأمر يتعلق بالعدوان على أوكرانيا أو تحليق الطائرات الحربية الروسية في المجال الجوي الياباني أو الدول الأوروبية، أو القوة البحرية الموجودة الآن في جنوب المحيط الهادئ، فإن روسيا تبدو واثقة من نفسها اليوم أكثر من أي وقت مضى. وأوضح أبوت أن روسيا يمكن أن تكون أكثر جاذبية إذا تطلعت إلى أن تكون قوة عظمى من أجل السلام والازدهار بدلا من أن تعيد الأمجاد الضائعة لعهد القياصرة أو الاتحاد السوفيتي. وفي أوج هذه الانتقادات، وصل الرئيس الروسي أمس إلى برزبن، وقبيل مغادرته موسكو، عبر بوتين في مقابلة عن معارضته الشديدة لتشكيل تكتلات جديدة داخل مجموعة العشرين يصطف فيها الغربيون في مواجهة الدول الناشئة. وقال بوتين في مقابلة مع وكالة تاس، إنه يبدو لي أنه أمر سيئ فعلا إذا بدأنا إنشاء تكتلات جديدة، والأمر ليس بناء إطلاقا بل ومضر بالاقتصاد العالمي. وكان بوتين يرد على سؤال عن توازن القوى في مجموعة العشــــرين، خصــــوصا وجــود انقسامات محتملة وحتى مواجهة بين الدول الأعضاء في مجموعة السبع التي تضم البلدان الأكثر تطورا ومجموعة بريكس التي تضم البرازيل والصين وروسيا والهند وجنوب إفريقيا، ويعقد بوتين لقاء ثنائيا مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على هامش القمة، وهناك عدة لقاءات مقررة، خصوصا مع المستشارة الألمانية. في سياق متصل، صرح مصدر روسي رفيع المستوى أنه أمام فرنسا مهلة أسبوعين حتى نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) لتسليم روسيا أول سفينة ميسترال وإلا ستواجه طلبات تعويض "جدية"، على ما أفادت وكالة ريا نوفوستي. وقال المصدر إننا نستعد لمختلف الاحتمالات، وسننتظر حتى نهاية الشهر موعد تسليم أول سفينة ميسترال وبعدها سنقدم مطالباتنا الجدية. وهذه القضية ستكون محور اللقاء اليوم بين بوتين ونظيره الفرنسي فرنسوا هولاند، على هامش قمة العشرين. وستؤثر الأزمة الأوكرانية والخلاف حول ميسترال إلى حد كبير في قمة مجموعة العشرين التي تهيمن عليها عادة قضايا اقتصادية بين الدول التي تمثل 85 في المائة من الثروة العالمية.

مشاركة :