حين يحاول شخص أو كيان، لعب دور أكبر من حجمه الحقيقي، سيجد من الآخرين نظرة يصعب عليه تفسيرها، وابتسامة يحتار في تفسيرها، وكثيرًا ما حاولت دول صغيرة القيام بمهام دول كبيرة، قبل أن تواجه نظرات وابتسامات تنتهي بعبارات المجاملة لا أكثر!. قطر واحدة من الدول التي تحاول لعب دور يفوق حجمها وقدراتها، من خلال حشر أنفها “الصغير” في أزمات سياسية ورياضية، تواجه دولاً عربية، وكثيرًا ما حاولت قطر تجيير جهود الدول الكبيرة لمصلحتها، مثل دخولها فجأة على خط قضية لوكربي الشهيرة، بعدما نجحت السعودية وجنوب إفريقيا في إنهاء الحصار الدولي المفروض على ليبيا. في المجال الرياضي لا يختلف الحال، إذ لم تفكر قطر في بذل مساع لإنهاء تجميد عضوية الكويت في الاتحاد الدولي لكرة القدم، إلا حين بدأت السعودية في فتح الملف مع مسؤولي “فيفا”، وكذلك العراق الذي انتظر طويلاً قرار رفع الحظر عن ملاعبه، دون أن يُسمع صوت لقطر، قبل أن تتدخل السعودية وتنجح في إعادة الحياة إلى ملاعب بلاد الرافدين!. مجهودات تركي آل الشيخ في رفع الحظر عن الكويت والعراق كانت مرشحة للفشل، لولا اعتماده على قوة بلاده في المحافل العالمية وسمعة دبلوماسيتها “النظيفة” في الهيئات الدولية، وللتاريخ أن يتحدث عن مواقف سابقة برهنت الفرق حين تلقي السعودية بثقلها، ويكفي استحضار مواقف مهمة منها دور الأمير فيصل بن فهد في إعادة مصر إلى البطولات العربية، بعد سنوات من الغياب؛ بسبب اتفاقية كامب ديفيد 1979، وفرض مشاركة الكويت في دورة الألعاب الآسيوية في بكين 1990، مع إبعاد العراق عن المشاركة في المنافسات التي تستضيفها الصين “الحليف” المهم لصدام حسين؛ ليرتفع علم الكويت ويغيب علم العراق في انتصار مزدوج للمساعي السعودية. المستحيلات أيضًا تبرهن الفرق بين الكبير والصغير، ومنها نجاح جهود الأمير فيصل في منح فلسطين عضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 1998، وهو قرار حشدت إسرائيل قدراتها السياسية من أجل منعه، لتعارضه مع خطة عزل الضفة وغزة عن العالم..ليس غريبًا أن تنجح مساعي السعودية في رفع الضرر عن الدول العربية، غير أن الجديد ارتفاع الأصوات التي تزايد على مواقف المملكة، بل تتنكر لدورها دون إدراك للفرق بين المواقف “الثقيلة” و”الهزيلة”، حين يحتدم الجدل في المنصات العالمية!. *نقلاً عن الرياضية السعودية ** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.
مشاركة :