[الكتاب.. مستقبل التحول] Ibrahim.badawood@gmail.com معارض الكتاب اليوم أصبحت تظاهرة ثقافية تحرص كل دولة بل كل مدينة على تنظيمها في كل عام، فهي تعد من أهم قنوات التواصل المباشر بين الكتَّاب والناشرين والقراء والمثقفين، وتعد فرصة حقيقية لتلاقي الأفكار وتبادلها، كما إنها وسيلة هامة تساهم في إطلاع الجمهورعلى كل جديد في مجال الطباعة والنشر، ويشارك فيها أهم الكتَّاب ودور النشر ومؤسسات الإنتاج الثقافي، فهي حدث ثقافي أساسي ترافقه العديد من الفعاليات الثقافية والأدبية وتتابعه الأوساط الأكاديمية والإعلامية وتوليه اهتماماً خاصاً، فبالرغم من انتشار التقنية وتوسع استخدام شبكة الإنترنت وتطور وسائل التواصل الاجتماعية والتقنية فإن معارض الكتاب لازالت تحافظ على مكانتها كمنصة اقتصادية من جهة تسعى لتضييق المساحة الجغرافية لوضع الكتاب في مكان واحد لإتاحة الفرصة للناشر والقارىء للالتقاء وكذلك هي واحة ثقافية تعمل على إيجاد مناخ من التفاعل الفكري بين رواد المعرض، ومنبر مفتوح لثقافات مختلفة مما ساهم في حفاظ معرض الكتاب على مكانته وعشاقه، ودليل ذلك ما تشهده معارض الكتاب المختلفة في كافة أنحاء المملكة من إقبال كبير من قبل الجمهور بشكل عام وصناع الكتب كالمؤلفين والكتاب والنقاد والناشرين والموزعين وغيرهم من المثقفين وطلاب العلم بشكل خاص. تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين (يحفظه الله) انطلق مؤخراً معرض الرياض الدولي للكتاب والذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام ويأتي لتعزيز مكانة الرياض كواجهة ثقافية رائدة في صناعة الكتاب ونشره ويتضمن رسالة مهمة تتمثل في إيجاد بيئة محفزة تشجع على القراءة وصناعة الكتاب ونشره للمساهمة في بناء اقتصاد المعرفة الوطني، ويعتبر المعرض من أكبر الفعاليات الثقافية في المملكة والأكثر مبيعاً من بين المعارض العربية ويزور المعرض سنوياً ما يزيد عن نصف مليون زائر ويشارك فيه أكثر من 500 دار نشر عربية وعالمية ويقدم أكثر من 80 فعالية ثقافية ويشارك في تنظيمه أكثر من 250 منظماً. الجديد في معرض هذا العام أنه لم يعد فعالية محصورة على بيع الكتب أو استقبال المثقفين بل أصبح فعالية اجتماعية ثقافية ومشاركة معرفية تدعم ثقافة التنوع والاختلاف في الآراء ووجهات النظر وتعرض مجموعة من الفعاليات الثقافية المتنوعة والتي تشارك فيها جميع فئات المجتمع وجميع الأطياف المختلفة تحت سقف واحد دون أن تقوم جهة بعزل فئة أخرى، ويلتقي المؤلفون على منصة واحدة لتوقيع مؤلفاتهم التي تحمل أفكاراً وآراءً متنوعة. لقد جاء شعار (الكتاب.. مستقبل التحول) شعاراً لهذا المعرض وذلك كامتداد لشعار الماضي (الكتاب.. رؤية وتحول) وذلك ليواكب مرحلة التطور والازدهار التي يعيشها القطاع الثقافي في المملكة مؤكداً بأن مستقبل التحول لا يمكن أن ينطلق بدون مواكبة الأساليب الجديدة للتواصل المعرفي والتبادل الثقافي.
مشاركة :