طالب الشيخ محمد زكي، الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف سابقا، بضرورة أن يعاد تأهيل الدعاة من جديد وصقل مواهبهم وصياغتها وتنمية وعيهم ليكونوا أقدر على القيام بمهامهم ورسالتهم التي شرفوا بها.وأضاف زكى، فى حواره لـ"صدى البلد"، أن هذا الأمر يتم من خلال دورات تدريبية على أيدي علماء الأمة المتخصصين باستمرار لمناقشة قضايا العصر وإنزال وحى السماء على هذه القضايا تصويبا وترشيد وتصحيحا لعبادة الله، خاصة مع الأحكام ظنية الدلالة ومفهومها يسع كثيرا من التفسيرات مع تجدد الأحداث وتنوعها فى حياة الإنسان، مضيفا أنه ما من قضية فى القديم أو الحديث ولا فيما يأتى حتى تقوم الساعة إلا وفي العطاء الإسلامى علاج وتصويب مسارها وبيان حكم الله فيها وكل من رسول الله ملتمس.وذكر أن المجتمع يريد تجديد الخطاب ولم يتحرك لتجديد الخطيب نفسه، فهو المسئول عن التجديد وبالتالي فيجب أن نوفر له العناية الكاملة بألا يدخل مكان الدعوة ولا يتصدر لها إلا من كان خريجا من الكليات الشرعية واللغوية والعلوم الإنسانية.وأشار إلى أنه لابد من منح الدعاة كادرا خاصا يضمن لهم توفير الاحتياجات الضرورية حتى يتفرغوا لمهام رسالتهم ولا يلجأوا للعمل فى وظائف أخرى تقلل من شأنه ويسقط من أعين الناس حينما يرون داعية يعمل سائق توكتوك مثلا، فإذا نزل من أعين الناس لا نظن أنهم يقتدون به وبخطبه لأن الناس يتأثرون بحال ومقال الخطيب.وتابع: "لابد من توفير حصانة للداعية لمواجهة المفسدين وفساد المجتمع وحتى لا يقع فريسة لهيمنة الظالمين فى الحياة، فإذا كانت الحصانة تمنح لوظائف معينة فلماذا لا تمنح للداعية الذي هو خليفة الأنبياء ووارث حالهم ومبلغ عن الله ورسوله".واستطرد: "لابد من تأسيس نقابة خاصة للدعاة تتحدث بلسانهم وتعبر عن ضميرهم وذلك أسوة بالوظائف الأخرى وكذلك عمل مستشفى خاص لمعالجتهم عند المرض بالمجان، قائلا: "لماذا لا توجد نقابة ومستشفى للدعاة أهم أبناء المرأة السوداء؟". وناشد أمين الدعوة السابق بالأزهر، الدعاة أنفسهم، أن يتجردوا للدعوة ويخلصوا لها ويكونوا صادقين مع الله، حيث أن مادة الدعوة فى كل آيات القرآن لا تنسب إلا لله ولم تنسب حزب ولا جماعة ولا طائفة الآية تقول (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
مشاركة :