(كونا) -- دعا وزيرا خارجية مصر سامح شكري والامارات الشيخ عبد الله بن زايد اليوم الأحد الى التنسيق والتشاور لمواجهة "التدخلات الخارجية" في الدول العربية وتهديدها لأمن واستقرار المنطقة.وذكرت الخارجية المصرية في بيان أن شكري وبن زايد ناقشا في مباحثاتهما آخر التطورات الخاصة بالعلاقات الثنائية وسبل تكثيف التعاون بين البلدين في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية فضلا عن تعزيز الاستثمارات المتبادلة.وأضاف البيان أن الوزيرين شددا على حرص القيادتين في مصر والامارات على تدشين مسارات جديدة للتعاون الاقتصادي ليتناسب مع حجم الزخم القوي الذي يشهده المسار السياسي والتنسيق والتفاهم الكبير بين الدولتين بشأن الملفات الاقليمية المختلفة.وأعرب شكري في هذا الصدد عن تطلعه لعقد الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة بين الجانبين على مستوى رئيسي وزراء البلدين.وقال البيان ان الجانبين استعرضا الأوضاع والتطورات الاقليمية "بشكل مستفيض" اذ تبادلا التقييم حول تطورات الوضع الميداني في كل من سوريا وليبيا واليمن مؤكدين أهمية العمل سويا لتشجيع الأطراف الدولية والاقليمية الفاعلة على تفادي المزيد من التصعيد. وأضاف البيان أن الجانبين تشاورا حول كيفية تطوير التعاون وتضافر الجهود من أجل مكافحة الارهاب بخاصة مع هزيمة ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق وتحرير عدد كبير من المناطق في سوريا وتزايد خطر تسلل ارهابيي التنظيم الى دول عربية أخرى.وفي هذا الصدد أطلع شكري نظيره الاماراتي على تطورات العملية العسكرية المصرية الشاملة (سيناء 2018) التي تأتي في اطار الجهود المصرية المستمرة في مكافحة الارهاب والفكر المتطرف.في سياق متصل عقد شكري في ختام المباحثات مؤتمرا صحفيا مع بن زايد أكد خلاله أهمية العمل مع "الشركاء في دول الخليج" لدعم الأمن القومي العربي ومواجهة التحديات المختلفة سواء في سوريا أو اليمن أو ليبيا .من جانبه أكد وزير الخارجية الاماراتي أهمية دعم وتطوير العلاقات بين مصر والامارات لمواجهة التحديات المختلفة موضحا أن "العلاقة بين البلدين ستزداد قوة وستوفر حياة أكثر تنوعا من الفرص والامكانيات لشعوبنا وشعوب المنطقة " .وأضاف بن زايد "لقد تعافت مصر من محنة وأزمة لم تكن صعبة فقط عليها بل على كل محبي مصر ومنها الامارات ".وأوضح أنه تم خلال المباحثات مناقشة التحديات ليس فقط في الدول العربية ولكن أيضا في المحيط العربي "من اسرائيل وايران وتركيا" والاعتداء على الأراضي العربية أو التدخل في الشؤون العربية قائلا "سنعمل بكل قوة وعزم لمواجهة هذه التحديات ".وردا على سؤال حول جهود مصر لتوحيد الجيش الليبي قال شكري ان "مصر تعمل على نطاق واسع لاستعادة استقرار ليبيا بما يمكن المؤسسات الليبية من الاضطلاع بمسؤوليتها وتوفير الخدمات الضرورية للشعب الليبي ".وأكد أهمية العمل على توحيد الجيش الليبي لمحاربة الارهاب واستعادة الاستقرار في ليبيا لتنفيذ الاتفاق السياسي وتوفير المناخ الملائم لاجراء الانتخابات في القريب العاجل.وحول العمل العسكري التركي في مدينة عفرين السورية قال وزير الخارجية الاماراتي ان "ما نراه اليوم في سوريا هو أمر بالغ الأهمية والخطورة وهناك مسؤولية عربية ومسؤولية على عاتق الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن كي تقوم بدور أكبر لحماية الشعب السوري وتوفير الامكانيات اللازمة لإعادة الاستقرار السياسي". واعتبر أنه لن يكون هناك حل في سوريا من قبل أي طرف "يحاول حسم الأمر بشكل عسكري" مضيفا "لابد أن نترك الأمر للسوريين وأن تختفي كل الميلشيات التي دخلت سوريا عبر دول وأطراف أخري ".وقال وزير الخارجية المصري في هذا الصدد ان الوضع في سوريا "معقد ويزداد تعقيدا وأن الشعب السوري يعاني تدخلات في المشهد العسكري سواء من تركيا أو ايران".واكد أن مصر والامارات والسعودية تعمل على دعم الجهود الدولية الممثلة في مبعوث الأمم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا بالاضافة الي دفع السلام في سوريا مع "الدول المؤثرة".وأشار الى ضرورة ايجاد حل سياسي للقضاء على التنظيمات "الإرهابية" في سوريا مؤكدا الاستمرار في دعم الشعب السوري للسير قدما في وضع المستقبل الذي يحقق طموحاته .وفيما يخص قطاع غزة أعرب الشيخ عبد الله بن زايد عن ادانة بلاده لمحاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله قائلا "الامارات تؤكد أن هذا لن يمنعها بأى شكل من الأشكال من مواصلة جهودها لدعم الاشقاء في غزة ".وطالب المجتمع الدولي ببذل المزيد من الجهد لاعطاء فرصة للسلام واعادة المصالحة الفلسطينية لمسارها الصحيح.وأشاد بالجهود التي تبذلها مصر في هذا الاطار مؤكدا أن الامارات تعمل بكل امكانياتها لانجاح الجهود المصرية وتشجيع الأطراف الفلسطينية للوصول الى المصالحة.وفيما يتعلق بالوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة قال وزير الخارجية المصري ان الجامعة العربية نهضت للدفاع عن القدس في ضوء القرارات التي اتخذت بالنسبة للقدس.وأشار شكري الى الاستمرار في تشجيع المسار التفاوضي بما يؤدي الى اقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لافتا الى أن الجامعة العربية ستظل تؤكد أهمية المبادرة العربية.
مشاركة :