اعتبر مدير ملعب الملك فهد الدولي السابق المهندس سلمان النمشان أنَّ سوء أرضية ملعب الملك فهد الدولي خلال افتتاح بطولة كأس الخليج 22 أمس الأوَّل، أمر طبيعي، حيث سبق أن تنبأ بهذا الأمر منذ عدة أشهر. وقال في تصريح مطول لـ»المدينة»: «تنبَّأت بسوء أرضية ملعب الملك فهد الدولي في بطولة الخليج وما يليها من مسابقات كذلك، فبعد تحديد توقيت بطولة خليجي 22 وجدت إدارة ملعب الملك فهد نفسها مضطرة لزراعة العشب الشتوي في غير وقته المحدد، والمفترض أن يكون في الفترة الانتقالية بين الصيف والشتاء (بداية نوفمبر وحتى 45 يومًا مقبلة)، وهو الوقت الأنسب للزراعة الشتوية، وغير ذلك من الأوقات غير صالح وغير مناسب للزراعة إطلاقًا وهو ما حدث، وتسبب في ظهور الدرة بهذا الشكل غير الجيد». وأوضح النمشان إنَّ إدارة استاد الملك فهد الدولي استعجلت زراعة الملعب مضطرة، بعد أن أعلن عن موعد بطولة خليجي 22 الجارية حاليًا، وقال: «إعلان موعد خليجي 22، المصادف لشهر نوفمبر هو موعد الزراعة الشتوية للدرة، وبناء على ذلك قامت إدارة الملعب باستعجال زراعته في شهر سبتمبر غير المناسب للزراعة، حيث اعتدنا في ملعب الملك فهد الدولي على زراعته بنوفمبر، ومن ثم بدء لعب المباريات عليه مع حلول يناير حتى يوليو، نقيض ما هو معمول به الآن، ولذلك إدارة الملعب غير مُلامة في ذلك». وأكد كبير المهندسين بأن المسابقات المحلية والخارجية التي سيستضيفها الملعب خلال الموسم الحالي، ستكشف عن حالة أشد سوءًا من الأرضية الحالية، وواصل حديثه في هذا الصدد قائلاً: «بانتظارنا حالة سيئة لأرضية الملعب في قابل الشهور أكثر مما هي عليه الآن، والتي ستعتبر جيدة مقارنة بالفترة المقبلة، وذلك لتأثر الملعب بعدم زراعته في الوقت المحدد للزراعة الشتوية». وأضاف: «العشب الحالي سيضعف نموّه وتصفرّ رؤوسه، حيث إن البذرة لا تُزرع في البرد القارص ولا الحر الشديد، نوفمبر هو الموعد المناسب للزراعة، والذي يصادف (الموسم) الذي يستبشر به المزارعون لمحاصيلهم، وأهل الأغنام والإبل لدخول موسم الأمطار وظهور العشب لمواشيهم وثمرة الكمأة». وبيَّن سلمان النمشان بأنَّ أرضية ملعب الملك فهد الدولي ذات طابع خاص تحتاج لأشعة الشمس طويلًا، موضحًا ذلك بالقول: «الجزءان الجنوبي والجنوبي الغربي للملعب من 15 أكتوبر لا تصلهما أشعة الشمس كما يجب بسبب السقف، وتظهر أرضيتهما بعيدتين عن الشكل المطلوب، فالأرضية تحتاج لأشعة الشمس المباشرة لأكثر من 7 ساعات، خاصة الجزء الجنوبي الغربي، والذي يقع بالجانب الأيمن للمنصة الرئيسة للمدرجات، وهو يكون عادة خاليًا من العشب بسبب قلة أشعة الشمس الواصلة إليه»، متابعًا: «الجزء الشمالي يقبع تحت أشعة الشمس مباشرة طوال النهار، والجزء الأوسط تصله الشمس لمدة أربع ساعات، المشكلة تكمن في الجزئين الجنوبي والجنوبي الغربي». وردَّ النمشان على استفسار «المدينة»، بشأن إمكانية استخدام الإضاءة الصناعية لتعويض أشعة الشمس في الجزء الذي لا تصله بالشكل المطلوب، قائلاً: «الإضاءة الصناعية تعوض فقط 70% مما تمنحه الشمس للأرضية والعشب، ونعمل على استخدامها في الملعب، ولكن لا يوجد ما يعوض أشعة الشمس، فسبحان الله على حكمته».وشدد النمشان مراقب المباريات والمفتش الدولي في الاتحاد الدولي لكرة القدم عضو لجنة الأمن والسلامة، بأن من حدد توقيت «خليجي 22»، ليس له معرفة بزراعة الملاعب الشتوية، ومن المفترض أن يستشير قبل تحديد البطولة، وقال: «كان من المفترض تأجيلها، ولكن يبدو أن بطولة أمم آسيا أجبرت المنظمين على اختيار الوقت الحالي». وأبان النمشان بأنه كان هناك اجتماع بين إدارة الملعب، وجامعة الملك سعود، والإدارة الفنية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب، وشركات الصيانة، أظهر أنَّ الموعد المناسب والأفضل لأرضية الملعب الدولي، هو زراعته بداية نوفمبر والانتظار حتى 1 يناير لانطلاق المباريات عليه من جديد، بعد أن تكون متوقفة في مثل هذا الوقت (بداية من 1 نوفمبر وحتى مطلع السنة الجديدة). وأشار كبير المهندسين إلى أنه وبالإضافة إلى كون الزراعة الشتوية لم تأت في الشهر المحدد لها، جاء نهائي دوري أبطال آسيا بين الهلال وسيدني، ومن ثم بطولة الخليج التي أثرت على أرضية الملعب، وقال: «نهائي دوري الأبطال والبطولة الحالية سيزيدان أرضية الملعب سوءًا، لعدم جاهزيتها من الأساس، وخلال مباراة نهائي الأبطال بين الهلال وسيدني أمر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إدارة الملعب برش الملعب بـ(عصارة النبات)، لظهور المسطح العشبي بالشكل المناسب، حيث ظهر شكل ولون العشب حينها مقبولاً نوعًا ما»، وتابع: «(عصارة النبات) التي صُنعت في السعودية ورُش بها الملعب، لا تؤثر أبدًا على جودة العشب أو الأرضية، فهي تمنح العشب إخضرارًا فقط، ولا تعطيه أي تأثير سلبي، ويجب على الرياضي متابع أو ناقد صحافي أو مسؤول ألا يلوم إدارة ملعب الملك فهد الدولي، إنما الظروف هي من فرضت هذا الوضع».
مشاركة :