احتفل العالم أمس بإنجاز تاريخي علمي فلكي غير مسبوق في أطول مهمة فضائية عرفها التاريخ البشري، وهو هبوط المسبار الأوروبي فيلية على المذنب «شيرموف جيراسمينكو» وذلك بعد انطلاقه من سفينة الفضاء روزيتا التابعة للاتحاد الأوروبي. وأوضح الباحث الفلكي الدكتور خالد بن صالح الزعاق أن المركبة ستدرس العناصر الأساسية التي ساهمت في نشأة وتطور الحياة على كوكب الأرض، مضيفا أن الباحثين يأملون أن تحوي البيانات التي سيحصلون عليها من فيلية ما يساعدهم في فهم طبيعة المجموعة الشمسية بشكل عام قبل نحو خمسة مليارات سنة، مشيرا إلى أنه يمكن لهذه العينات المجلوبة أن تكشف الغموض عن كيفية تشكل المجموعة الشمسية بما فيها الأرض والكواكب الأخرى وستكون مفتاحا لكثير من الأسئلة المتعلقة بالنظام الشمسي وعلاقتها مع بعض. وقال: إن العلماء يركزون على دراسة النيازك والمذنبات التي تشكلت في أجزاء بعيدة من الفضاء ثم اقتربت من المجموعة الشمسية بسبب جاذبية الشمس وتدور حولها قبل أن تعود إلى خارج المجموعة الشمسية مرة أخرى إذا لم تختف بشكل كامل في رحلتها نحو الشمس. وبين أن رحلة فيلية استغرقت عشر سنوات قطع خلالها ستة مليارات كيلومتر، واستغرقت عملية الهبوط سبع ساعات أرضية وأرسل المسبار أول إشاراته إلى غرفة التحكم في دار مشتاد في ألمانيا ليبدأ في نقل الصور والبيانات من فوق سطح المذنب الثلجي، لافتا إلى أنه رغم هذا النجاح إلا أن العلماء الآن يعكفون على كيفية إعادته إلى الأرض، لأنه هبط على مذنب دوار غير متجانس السطح.
مشاركة :