يرى عدد من المختصين في القطاع التربوي في جدة أن قلة النوادي والمراكز الشبابية من الأمور المسؤولة إلى حد كبير عن مظاهر عرض القوة والفوضى التي يتظاهر بها بعض الطلاب. وأوضحت الأخصائية النفسية ليلى هوساوي أن العنف بين الطلاب سلوك منتشر للأسف بين الجنسين، وهو إحدى الوسائل ضمن الفلسفة التربوية التي من خلالها يمكن بناء الجيل الجديد، لافتة إلى أن مفهوم العنف هو عكس مفهوم التربية، وذلك لأن التربية هي بناء الإنسان وتكوين ملامحه النفسية وكسبه الثقة بالنفس وتكوين مفهوم إيجابي تجاه الذات والآخرين. وأوضحت الهوساوي أن الجيل الجديد أخذ يتجه نحو انحرافات لم نكون نسمع بها سابقا، فالاعتداء من قبل طالب على مدرس أو طعن طالب لزميل له بسكين أثناء مشاجرة أو إدخال مسدس بحقيبة مدرسية إلى الصف، كل هذا كان من الخيال سابقا، ولكنه أصبح من الأمور المألوفة في وقتنا الحاضر، صحيح أنها لم تصبح ظاهرة، ولكن هناك حالات متعددة حدثت في مدارسنا لا بد من دراستها وطرح أسباب حدوثها ووضع العلاج لها حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث. من جهته، أوضح محمد مصباح (المرشد الطلابي للمرحلة المتوسطة في إحدى المجمعات التعليمية في جدة) أنه نظرا لانتشار تلك الظاهرة واستخدام أدوات كالمشرط والولاعات وغيرها فإننا كتربويين نعمل على زيادة وتكثيف التفتيش قبل الاستعداد لدخول الفصول وأثناء الطابور ويتم التوعية في الطابور وأثناء الحصص واستدعاء ولي الأمر إذا وجدت أي غرض بهذا الخصوص وتحويل الطالب للتحقيق وقد تم تركيب كاميرات مراقبة في فناء المدرسة ودورات المياه لمنع أي تصرف غير لائق. وكشفت منيرة الشيخ (مديرة إحدى المدارس الابتدائية بمحافظة جدة) أن هناك عنفا منتشرا بين بعض الطلاب ولا نضع ذلك ونحملة المدرسة، فهناك أسباب نفسية وتربوية خاطئة في المنزل، لماذا لا تهيئ كل أم ابنها أو ابنتها في كيفية التعامل داخل المدرسة وتوضيح الصورة اللائقة في التعامل مع الآخرين سواء الطالب أو المعلم وقالت: لا شك إننا نواجه مثل تلك الحالات ولكن في مدرستنا نواجه فقط مشادة كلامية وضرب يدوي لا يصل للأذى الجسدي. من جهته، أوضح الطالب محمد آل سمها (طالب في الصف السادس الابتدائي) أن العنف يبدأ بمشادة كلامية بين الطلاب وتنتهى بالأذى الجسدي، وذلك لزيادة عدد الطلاب وكثافتهم من ما يجعل بعض المدرسين يعجزون عن مراقبتهم وإيقاف العنف. وأضاف أن حالات العنف تحدث بين الطلاب أثناء الانصراف بعد نهاية الدوام، ويكون قد غادر المعلمون والمدير المدرسة، ويقف الطلاب خارج السور، وتكون المشاجرات كالمصارعة التي نشهدها عبر القنوات وأشرطة البلايستيشن. وأضاف آل سمها أن المشادات تحدث في الفسحة وعند المقصف. من جهته، أوضح المتحدث الرسمي لإدارة التربية والتعليم في محافظة جدة عبدالمجيد الغامدي أن إدارة اﻹرشاد والتوجيه تعمل على تقديم البرامج التوعوية في المدارس حول الظواهر السلبية التي قد تحدث، ويقوم المرشد الطلابي بدوره اﻹرشادي والتوجيهي داخل المدارس لمثل هذه الظواهر التي تطرأ من خلال اللقاءات والمحاضرات والندوات التوعوية. وأضاف في تعليم جدة عقدت اللجنة العليا لرعاية السلوك أول اجتماعاتها اﻷسبوع المنصرم برعاية مدير التعليم وحددت أهدافها وخطة عملها ونشاطها المقبل.
مشاركة :