السياسات الأمريكية تحدد مسار الأسواق العالمية

  • 3/19/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لم تكن أرقام التضخم الأمريكي الأخيرة مرتفعة جداً، أو منخفضة جداً، بل كانت كافية لرفع التوقع برفع مجلس الاحتياط الفيدرالي أسعار الفائدة ثلاث مرات هذه السنة. فقد عززت بيانات التضخم الأمريكي الأسبوع الماضي ثقة السوق مؤقتاً، مع ارتفاع مستقبليات إس آند بي 500 وتراجع عوائد السندات. وبحسب تحليل بنك الكويت الوطني فقد كان تقرير التضخم حيادياً بما يكفي ليطغى عليه بسرعة الاضطراب السياسي في واشنطن عندما أقال الرئيس دونالد ترامب وزير الخارجية ريكس تيليرسون، فتراجعت أسواق الأسهم الأمريكية فوراً. وقد يساعد عدم وجود مفاجأة كبيرة في ارتفاع أرقام التضخم على استعادة أسواق الأسهم والسندات بعض الهدوء بعد أن صدمت بتقرير عمل يناير الذي أظهر أن الأجور ارتفعت أسرع بكثير من المتوقع. ومع زوال المخاوف التضخمية، يستمر الاضطراب السياسي الأمريكي ملقياً بظلاله على مرحلة مثالية في أمريكا، التي تناسب أسواق الأسهم.وبالرجوع إلى مسار الدولار، استمر الدولار في التحرك أكثر تبعاً للأمور السياسية، بدلاً من الأساسيات الاقتصادية. ويزيد استمرار التغير في الموظفين الأساس في البيت الأبيض المخاوف من أن الإدارة الحالية يمكن أن تتبع سياسة أكثر عدوانية وحمائية في المستقبل. أما بالنسبة لرئيس البنك المركزي الأوروبي، فقد ذكر أن الاستراتيجية النقدية الحالية ستبقى تسهيلية بحذر على الرغم من ارتفاع الثقة بشأن المسار المستقبلي للتضخم. وكانت الخلاصة من ملاحظات رئيس البنك ماريو دراغي، وكبير اقتصاديي البنك، أنهما يرغبان في المزيد من الإشارات التضخمية قبل أن يوقف واضعو السياسة المنهج النقدي التسهيلي، ورفع أسعار الفائدة ليس متوقعا قبل نحو منتصف 2019.ومنذ بداية السنة، لم تتردد العملات حول العالم بالاستفادة من ضعف الدولار. وشدّد دراجي على هذا الأمر بقوله إن البنك يبقى حذراً بشأن قوة اليورو التي لا يدعمها تحسن الأساسيات الاقتصادية في منطقة اليورو بشكل تام، ولكنها ناتجة أكثر عن عوامل خارجية. وقد كانت عوامل خارجية مثل ارتفاع عدم الاستقرار السياسي في أمريكا. وفي أسواق الصرف الأجنبي، كان الدولار في موقع ضعف بعد أن أقال الرئيس ترامب وزير الخارجية ريكس تيليرسون. وإضافة إلى ذلك، فإن احتمال زيادة الرسوم على الواردات ضد الصين لعب دوراً أيضاً. واستمر تراجع مؤشر الدولار حتى الخميس حين دعمه إصدار إمباير ستايت لأرقام تصنيع قوية.وكان اليورو في وضع صقوري في بداية الأسبوع مع انخفاض الدولار. حيث كان الأسبوع خفيفاً بالنسبة للبيانات الاقتصادية لمنطقة اليورو، وبالتالي كان اتجاه اليورو أساساً مرتبطاً بتحركات الدولار الأمريكي. وتمكن اليورو أيضاً من إنهاء الأسبوع عند المستوى نفسه الذي بدأه به، عند 1.2287.وكانت القصة مختلفة بالنسبة للجنيه الاسترليني. فقد كان الجنيه إحدى أفضل العملات أداء الأسبوع الماضي بدعم من تجدد التفاؤل حيال المفاوضات المستمرة حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.واستمر الطلب على الين الياباني كملاذ آمن مع تخوّف المستثمرين بشأن التوترات التجارية العالمية وارتفاع معدل التغييرات في البيت الأبيض. وقد ارتفع الين بالفعل بنسبة 6 % مقابل الدولار الأمريكي في 2018.وفي مجال السلع، كان المعدن الثمين في ارتفاع، إذ إن التوترات التجارية العالمية قابلتها توقعات بأن مجلس الاحتياط الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة الأسبوع المقبل في 21 مارس/‏ آذار.

مشاركة :