أكد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون اليوم (الأحد)، أن بريطانيا ستستهدف اصولا مالية مرتبطة بالكرملين، رداً على تسميم جاسوس مزدوج سابق في بريطانيا، قبل زيارة خبراء دوليين في الأسلحة الكيماوية لبلاده للتحقيق في الأمر. وقال جونسون لمحطة «بي بي سي»: «في حالة الاشخاص الذين راكموا ثروات من خلال الفساد، وحين يمكن ان نجد صلات بالكرملين وفلاديمير بوتين، قد يكون ممكناً إصدار اوامر متعلقة بثروات غير مبررة وفرض عقوبات أخرى على الاشخاص». ويزور خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بريطانيا غداً، لجمع عينات من غاز الاعصاب المستخدم في الهجوم. وقالت الخارجية البريطانية في بيان، إن «هذه العينات ستنقل لمعامل دولية مرموقة تختارها منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لتخضع للفحص، ومن المتوقع ان تصدر النتائج في غضون اسبوعين على الأقل». وأشار جونسون إلى أن الحكومة تدرس مقترحاً مماثلا لـ «قانون ماغنيتسكي» الذي اصدرته واشنطن في العام 2012، لمعاقبة المسؤولين الروس المتهمين بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان. وفرض القانون الأميركي حظراً على تأشيرات السفر، وجمّد أصولا عائدة لمسؤولين روس متورطين في مقتل سيرغي ماغنيتسكي، وهو ناشط روسي ندد باحتيال ضريبي وتوفي في سجن روسي في العام 2009. واتهم جونسون روسيا بـ «انكار» التهم البريطانية و«الهزء بها»، وشدد على أن المجتمع الدولي يدعم موقف بلاده في القضية. وأضاف أن السلوك «الخبيث والتخريبي» لروسيا على الصعيد الدولي، هو ما دفع حلفاء بلاده «الى عدم منح روسيا اي فائدة» في القضية. وكان السفير الروسي للاتحاد الاوروبي فلاديمير شيزوف أكد أن موسكو «ليس لها أي علاقة» بالهجوم، متهما جونسون بـ «التصرف بشكل غير مناسب»، اثر توجيهه اصابع الاتهام لبوتين. لكن الخارجية البريطانية رفضت تصريحاته، مشددة على أن لديها «معلومات تشير إلى أنه خلال العقد الماضي، حققت روسيا تقدما في طرق نقل غاز الاعصاب لاستخدامه في الاغتيالات على الارجح». ولمح شيزوف إلى أن بريطانيا نفسها قد تكون مصدر الغاز المستخدم في الهجوم. وقال «حين يكون لديك غاز اعصاب، فانك تجربه ضد العينات المؤكدة التي بحوزتك في معاملك». وأضاف «بورتون تاون، كما نعرف جميعا، هي أكبر منشأة عسكرية في بريطانيا تتعامل في ابحاث الأسلحة الكيماوية، وهي بالفعل على بعد ثمانية اميال فقط من سالزبيري»، حيث وقع الهجوم. ووصف جونسون اتهامات شيزوف بانها «تثير السخرية»، معتبرا أن «هذا ليس ردا من بلد يؤمن بأنه بريء». وذكرت صحيفة «صنداي تايمز» أن الحكومة طلبت من شركات الطاقة تعزيز دفاعاتها الالكترونية، بسبب المخاوف من محاولة روسيا اختراق أنظمة تشغيل محطات الطاقة.
مشاركة :