أي مسألة كأداء ستعترض بوتين في ولايته الرئاسية الجديدة

  • 3/19/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبر رئيس روسيا فلاديمير بوتين ردا على سؤال حول احتمال ترشحه لانتخابات الرئاسة عام 2024؟ أن الافتراضات حول توليه منصب الرئيس بعد 6 سنوات "مضحكة"رغم تحقيقه فوزا رئاسيا ساحقا اليوم. وفي تعليقه على خطواته السياسية المقبلة، أشار بوتين، ردا على أسئلة الصحفيين في مقر حملته الانتخابية، إلى أنه لا يفكر حاليا في إجراء أي إصلاحات دستورية، فيما أكد أن جميع التغييرات في مجلس الوزراء ومؤسسات الدولة الأخرى ستحدث بعد الإعلان رسميا عن الفائز في الانتخابات وأدائه اليمين الدستورية. ولفت إلى أنه يخطط للاتصال عبر مكتبه بالمرشحين الآخرين الذين شاركوا في انتخابات الرئاسة الروسية، لدعوتهم إلى اجتماع ومناقشة كافة الأمور معهم. وتستبعد النخب السياسية في روسيا، بما في ذلك أعتى خصوم الرئيس بوتين، بالإضافة إلى كافة المراقبين من مختلف المشارب، أن يلجأ الرئيس الروسي في ولايته الرابعة إلى إدخال تعديلات على دستور البلاد تتيح له شغل منصب الرئاسة لولاية جديدة بعد انتهاء ولايته الجديدة في العام 2024. ويؤكد عارفو بوتين أنه من أشد المؤيدين للاستقرار والثبات الدستوري، لأن هذا يشكل حجر الأساس للاستقرار السياسي في البلاد، وتطور الحياة السياسية والاقتصادية على نحو منهجي ومتوقع ودون أي خضّات أو عثرات في الطريق نحو الأمام. لذلك تعتبر الأوساط السياسية والثقافية وحتى الأكاديمية أن معضلة كأداء ستواجه بوتين في ولايته الرئاسية الجديدة، تتمثل في تحضيره لخليفته على عرش الكرملين، لأن هذا الخليفة من المفترض أن يشكل امتدادا لحكم ونهج بوتين وخطّه السياسي، المعتمد بشكل أساسي على ضرورة  النهوض بروسيا واستعادة أمجادها والحفاظ على مصالحها الحيوية على الساحة الدولية، وموقعها كقوة عظمى في العالم، والدفاع عن سيادتها واستقلالها ومواردها الطبيعية بدءا من القطب الشمالي وصولا إلى القطب الجنوبي مرورا بالجرف القاري وبحر قزوين. المشكلة لا تكمن في إيجاد الشخص الكفء الذي يمكن أن يخلف بوتين على عرش الكرملين، بل في تحضير شخصية تتمتع بكاريزما وذكاء عاطفي قريب من ذلك الذي أهّل بوتين ليحتل قلوب وعقول الروس في آن طوال أكثر من عشرين عاما، وهذا بالطبع ليست مهمة سهلة وبسيطة، بل مسألة كأداء ومشكلة عويصة ومعقدة، لآن الطامحين كثر جدا وأكثر من أن يعدّوا أو يحصوا، لكن المؤهلين منهم برأي بوتين ربما يمكن عدّهم على أصابع اليد الواحدة. ويقول محللون وخبراء سياسيون روس، أن بوتين يعلم علم اليقين، أن تركه الأمور على غاربها بعد انتهاء ولايته الرئاسية الجديدة، قد يعيد البلاد إلى الحكم التوتاليتاري، وربما حكم الحزب الواحد، بغض النظر عن اسم هذا الحزب وما إذا كان شيوعيا أو قوميا أو حتى ليبراليا. لذلك يعتبر بوتين أن واجبه الوطني والسياسي والأخلاقي أن يبدأ من اليوم بإعداد العدة لتحضير خليفة له على رأس البلاد وعرش الكرملين، يواصل الطريق الشاقة التي بدأها في إعادة إحياء روسيا وانتشالها من الهوة التي هوت إليها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ووضعها على سكة التقدم الصحيحة ودمجها  في المجتمع الدولي، والنضال من أجل أن تأخذ موقعها الذي تستحقه بين الأمم سواء في المجال السياسي أو في الرخاء الاقتصادي، أو في السباق العلمي والأكاديمي، خصوصا وإن بوتين مؤمن أن التفوق في الوقت الراهن، يتحدد على أساس التفوق التقني والتكنولوجي والعلمي، وليس العددي والكمي وحده. وأعلنت رئيسة مجلس الاتحاد فالنتينا ماتفينكو يوم الأحد، على أثير القناة التلفزيونية" روسيا-1"  أن المواطنين الروس أعطوا تفويضا مباشرا بالثقة للرئيس بوتين لتنفيذ برنامجه، حيث صوت أكثر من 50 مليون ناخب لصالح رئيس الدولة، وهذا هو أعلى نتيجة طوال سنوات قيادته.  وقالت البرلمانية الروسية:"لقد كانت هذه نتيجة استثنائية للانتخابات، سواء من حيث الإقبال، أو من حيث دعم بوتين على مدار سنوات قيادته، التي تقدر بأكثر من 50 مليون مواطن". وأشارت إلى أن هذا الدعم هو دعم لزعيم وطني كبير أكثر منه مجرد دعم لرئيس للبلاد.  وقالت ماتفينكو :"في الظروف الاقتصادية الصعبة والضغوط الخارجية القوية، احتشد المواطنون ودعموا زعيمهم". وشددت السياسية الروسية العريقة، على أن الانتخابات مشروعة تماما، حيث يقدم المواطنون تفويضا مباشرا لرئيس الاتحاد الروسي، وتفويضا مطلقا للوفاء بالمهام المعلنة في رسالة الرئيس إلى البرلمان، فضلا عن البرنامج الذي نفذه رئيس الدولة في السنوات الأخيرة. وأوضحت ماتفيينكو أنه من المؤكد أن هذا التصويت الكثيف لبوتين في للانتخابات التي جرت في روسيا هو "تقييم ودعم لعمله في تعزيز الاقتصاد والأمن في روسيا، وتقوية فعالية الجيش أكثر. وختمت ماتفيينكو:"أريد أن أنضم إلى الرئيس الصربي وأهنئ فلاديمير بوتين بهذا النصر المقنع". وشددت ماتفيينكو على أن الانتخابات الرئاسية التي أجريت في روسيا الأحد كانت "الأكثر صدقاً في تاريخ ديمقراطيتنا الفتية". المصدر: RT سعيد طانيوس

مشاركة :