قال مايكل رادوتسكي مخرج برنامج «60 دقيقة» في تلفزيون «آي بي سي»: «يبدو الخبر الكاذب كاذبا من أول نظرة. ويهرع الناس لقراءته. ولا تخلو الثقافة المحلية من أمثاله». فيما اعتبر زميله غاي كامبانايل، أنّه «لا أساس للخبر الكاذب، ويبدو وكأنه نزل من السماء، أو خرج من باطن الأرض. مع تعمد وسبق إصرار، لذا هو خبر كاذب».كثرت الأخبار الكاذبة في السنوات القليلة الماضية، وقد سهّل الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي من انتشارها، وللتمييز بين الأخبار الكاذبة والأخرى الصادقة، فقد وضع موقع «فيرست درافت» (المسودة الأولى) 7 أنواع للخبر الكاذب، وهي الخبر الساخر وهدفه الترفيه فقط. وعنوان كاذب لا يعكس محتوى الخبر. وخبر مضلل والغاية منه تحقيق هدف معين. وهناك أيضاً الخبر الملفق الذي يجمع ما بين الكذب والصدق. كما أنّ هناك مصادر ملفقة تجمع أيضا الأخبار الصادقة والكاذبة. ونوع آخر هو خبر تغيرت حقائقه حيث يطرأ عليه تغيير في معالم صورة. وخبر لا أساس له من الصحة.من جانبه، قال تيموثي لي، البريطاني الذي اخترع الشبكة العنكبوتية (دبليو دبليو دبليو)، إنّ ثلاثة أخطار تهدد هذه الشبكة: الأول: انتشار الأخبار الكاذبة. والثاني: الحروب الإلكترونية. والثالث: مراقبة الحكومات لمواطنيها ونشر دعايات حكومية.طبعا، كانت هناك أخبار كاذبة عبر تاريخ الولايات المتحدة. لكنّها زادت خلال السنوات القليلة الماضية، لسببين: الإنترنت وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، والثاني، الانتخابات الرئاسية الأخيرة، خصوصاً مع اشتراك رجل الأعمال دونالد ترمب حينها رئيس الولايات المتحدة حالياً.في العام الماضي، كتبت صحيفة «بوليتيكو» إن «القول بأنّ ترمب ينشر أخبارا كاذبة يتجاهل أنّه ينشر الهجوم على الأخبار الكاذبة (كما يراها)». وأضافت الصحيفة أنّه، في كل الحالات، زادت الأخبار الكاذبة وزاد النقاش، ليس فقط عن كذبها أو صدقها، إنّما أيضا عنها وكأنّها «كارثة أخلاقية» و«هستيريا شعبية» و«تهديد للمصداقية في المجتمع» (خوفا من مرحلة ألّا يصدق الشخص أي شخص آخر).كيف يفرق القارئ بين الخبر الكاذب والصادق؟- أجاب على هذا السؤال اتحاد المكتبات الأميركية العامة، (فرع من فروع الاتحاد العالمي للمكتبات العامة الذي له صلة بمنظمة اليونيسكو). قال إنه اهتم بالموضوع لأنّ كثيراً من الصحافيين والسياسيين والخبراء وأساتذة الجامعات يقدرون على أن يفرقوا بين الأخبار الصادقة والكاذبة. لكن، لا يقدر على ذلك كثير من عامة الناس، لذا فقد نشر الاتحاد إرشادات لهم منها، لا بدّ على القارئ العادي أن يدقّق باسم كاتب الخبر، فربما يكون صحافي ملفق، أو منظمة متطرفة، أو موقع تاريخه ليس مشرفاً).وطالبهم بالبحث عن المصادر داخل الخبر، ليحكموا بالتالي على مصداقيتها قبل أن يحكموا على مصداقية الخبر. وعلى القارئ أيضاً ألّا يكتفي بقراءة عنوان الخبر فقد يكون بعيدا جدا عن مضمونه ولا يعكس ما فيه. ونصحهم الاتحاد بالبحث عن خبر مشابه، والأمر اليوم لم يعد صعباً على أحد خصوصاً في عصر الإنترنت.مواقع تنشر الأخبار الكاذبةتوجد بعض القوائم التي فيها هذه المواقع. لكنّها، هي نفسها يمكن أن تكون كاذبة أو صادقة أو ربما منحازة، ولكنّها ليست كاذبة.وفي ذلك قال تلفزيون «آي بي سي»، إنّ موقع «آي بي سي كو» ينشر أخبارا كاذبة ويريد إيهام الناس أنّه الموقع الرسمي لنا.وأفادت مجلة «نيويورك»، بأنّ موقع (70 خبراً) ينشر أخباراً كاذبة. مضيفة: «تابعناه وتأكدنا من ذلك».وخلال حملته الانتخابية، قال الرئيس الأميركي ترمب، إنّ موقع «بيفور نيوز» (قبل الأخبار)، ينشر أخباراً صادقة. لكنّ صحيفة «واشنطن بوست» حقّقت بالأمر وقالت إن كثيرا من أخبار الموقع كاذبة.من جانبها، تحدّثت وكالة «بلومبيرغ»، عن وجود موقع اسمه «بلومبيرغ ماس»، ينشر أخباراً كاذبة، ويريد إيهام الناس أنّه الموقع الرسمي لنا.*بعض من هذه الأخبار الكاذبةنستطيع تقديم بعض الأمثلة التي نُشرت للعامة وجميعها كاذبة، مثلاً، حصل الرئيس ترمب على أكثر الأصوات خلال حملته في الانتخابات الرئاسية، وليس فقط أكثر المقاعد الانتخابية. الممثل الأسود دنزيل واشنطن يؤيد ترمب. القوات الروسية في شرق بولندا أسقطت الطائرة الماليزية عام 2014. أعلن الرئيس ترمب حالة الطوارئ في شيكاغو، وأرسل القوات الفيدرالية بعد قتل 300 شخص في ليلة واحدة.قد تتضاعف مشكلة المواقع الكاذبة، لأنّ هناك بعض الصحف والقنوات التلفزيونية المشهورة تقع ضحيتها أحيانا. من الأمثلة على ذلك، حين أذاع تلفزيون «فوكس»، قائمة أسماء أشخاص من موقع كاذب قال إن هيلاري كلينتون التي نافست ترمب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ستضعهم في القائمة السوداء (عندما تفوز). كما تناقلت صحف رئيسية خبراً من موقع كاذب مفاده بأنّ هيلاري كلينتون قالت، إنّ أنصار ترمب أخفوا بعض صناديق الانتخابات في ولاية أوهايو.وتتضاعف المشكلة أيضاً، حين تقبل شركات إعلانات مختلفة على بعض المواقع الكاذبة التي لا تكفّ عن الادّعاء بمصداقيتها، لأنّها تجد إقبالا أكثر عليها من مواقع كثيرة صادقة.
مشاركة :