إيقاف برنامج إذاعي مغربي ربط مرض السرطان بالتجاوزات الأخلاقية

  • 3/19/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط - قررت السلطات المغربية توقيف بث برنامج ديني إذاعي لأسبوعين، بسبب ما اعتبرته “إخلالًا بكرامة المرأة، وإخلالا بالالتزامات القانونية والتنظيمية”، وذلك بعدما ربط ضيفه الرئيسي بين تفشي سرطان الرحم والدعارة والخيانة الزوجية. وأصدر المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري قرارًا يقضي بوقف بث إذاعة "شذى إف إم" الخاصة، خلال التوقيت الاعتيادي لبرنامج "دين ودنيا". وجاء في بيان للمجلس أن ضيف البرنامج زعم بأن "النساء الأكثر عرضة للسرطان هن اللواتي يمارسن الدعارة والخيانة الزوجية". واعتبر المجلس في بيان له أن الإدعاء المذكور "لا يستجيب للمنظومة القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل ولا سيما تلك المتعلقة بكرامة المرأة، وللضوابط المتعلقة بعدم وصم المرضى والتي قد تؤدي إلى عزوف النساء عن الكشف المبكر عن هذا المرض وما قد يشكل ذلك من خطر على صحتهن وحياتهن”. وأضاف المجلس أن الضيف الذي قدّم نفسه على أنه “شيخ وداعية”، “لم يتقيد بالضوابط المتعلقة بتقديم معلومات ومعطيات صحية مؤكدة وذات مصداقية، كما لم تتدخل إدارة البرنامج أو تتحفظ على كلام الضيف”. الضيف الذي قدم نفسه على أنه "شيخ وداعية"، لم يتقيد بالضوابط المتعلقة بتقديم معلومات صحية مؤكدة وطالب العديد من الإعلاميين والصحافيين في المغرب بالتدقيق أكثر في مؤهلات الضيوف الذين يتولّون مهمة إجابة المستمعين لما أصبح لهم من تأثير على المجتمع، لا سيما بعد تكرار مثل هذه المغالطات في وسائل الإعلام وخاصة في البرامج الدينية منها، والتي تحمل حساسية شديدة بسبب طبيعة المجتمع المحافظة التي تأخذ بآراء الدعاة وفتواهم. وسبق للسلطات المغربية أن أوقفت برامج إذاعية مماثلة، حيث نشرت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري في المغرب، مؤخرا، قرارًا في الجريدة الرسمية، يقضي بوقف برنامج “فتاوى فقهية”، الذي يبث على إذاعة “كازا إف إم” لمدة شهر، بسبب  “عدم احترام الشركة للمقتضيات القانونية والتنظيمية المنصوص عليها”، بحسب القرار. واعتبر القرار إنذارًا للإذاعة بسبب واحدة من حلقات البرنامج، تلقَّى خلالها “الواعظ” اتصالاً من إحدى المستمعات، تسأله عن الحكم الشرعي في ضربها لزوجها الذي يعود إلى البيت في حالة سكر، فكان الجواب “أحسنتِ اضربيه حفظك الله، هذا رجل يستحق الضرب لأنه سكّير”. وقد أوضح البلاغ أن خطاب الواعظ “له طبيعة تحريضية لفئة من الجمهور على نهج سلوك عنيف يعاقب عليه القانون، ومن شأنه أن يلحق ضررًا بسلامة الأشخاص، وذلك دون أي تحفظ من مقدّمة البرنامج، كما يقتضي ذلك واجب التحكم بالبث”. وتم إنشاء عدة إذاعات خلال السنوات الأخيرة في المغرب، نجحت في اجتذاب المستمعين إليها ببرامج للاستشارة الدينية والنفسية وفيما يخص الطب البديل. يذكر أن إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم، التابعة لمؤسسة التلفزيون والإذاعة العموميّين بالمغرب، تصدرت نسب الاستماع الخاصة بالإذاعات، حسب الإحصاءات الأخيرة.وقالت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، في بيان لها إن نتائج القياس للفصل الثاني من عام 2017، بيّنت أن خمسة ملايين شخص استمعوا لإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم، ممّا يجعلها أول إذاعة بالمغرب، في مركز تحتله منذ مدة. وأكد مسؤول من داخل الشركة ذاتها، أن الخمسة ملايين شخص هم المستمعون الذين قضوا في الاستماع للإذاعة مدة تزيد عن 15 دقيقة خلال الفصل، أي تم استثناء المستمعين الذين يلتقطون برامجها صدفة أو يغيّرون المحطة بعد لحظات من التقاطها.

مشاركة :