وجَّهت بعض القوى والشخصيات العراقية اتهامات إلى إيران بالسعي إلى السيطرة على 3 محافظات عراقية؛ هي: ديالى، وواسط، والبصرة. واعتبرت هذه القوى العراقية ما تمارسه طهران من نفوذ في العراق عبر الميليشيات الطائفية المسلحة، هو وسيلتها لتحقيق هذه السيطرة. ورأى مراقبون أن فصول التغلغل الإيراني في العراق تتكشف أكثر فأكثر، وخاصةً العسكري الذي يفوق ما هو معلن بكثير؛ حيث الاعتماد على ميليشيا الحشد الشعبي، خاصةً أن بعض فصائله -مثل ميليشيا بدر- تدين بالولاء للولي الفقيه منذ ثمانينيات القرن الماضي. وأشار تقرير لشبكة سكاي نيوز إلى أن اعتراف قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري -الذي قال فيه إنه لم يكن من مصلحة بلاده القضاء على داعش منذ بداية تشكيله- يعد تأكيدًا لذلك. ولفت إلى أن جعفري سبق أن أقر في تصريحاته حينها بأن بلاده استفادت من ظهور داعش في تعزيز نفوذها في المنطقة لتجميع الفصائل المسلحة الموالية لها. وبدا هذا الأمر جليًّا بظهور الجنرال الإيراني قاسم سليماني في مناطق عدة في العراق أثناء المعارك مع داعش؛ إذ وصفت شخصيات عراقية التغلغل الإيراني في محافظات ديالى وواسط والبصرة الحدودية بـ"الاحتلال الهادئ". وطالت طهرانَ اتهاماتٌ بالسعي إلى ضم هذه المحافظات الثلاث إلى حدود الدولة الفارسية بأسلوب رسمي أو غير رسمي. ففي محافظة ديالى، نجحت طهران على مدى سنوات حكم عراب نفوذها نوري المالكي، في إخراج منظمة مجاهدي خلق من معسكر أشرف في ديالى. كما أشرفت إيران على عملية التغيير الديموغرافي للمحافظة ذات الغالبية السنية، حتى إن مناطق بأكملها فُرِّغت من أهلها. أما محافظة واسط المتداخلةُ حدودُها مع منطقة مهران الإيرانية، فباتت نقطة قوة استخبارية وعسكرية لطهران بوجود عدد كبير لميليشيا بدر بقيادة هادي العامري. وفي السياق نفسه، تعود مطامع نظام الولي الفقيه في محافظة البصرة إلى ثمانينيات القرن الماضي؛ حين احتلت طهران شبه الجزيرة الفاو في المحافظة خلال الحرب العراقية الإيرانية، وفيها دارت أعنف الاشتباكات، قبل أن يحررها الجيش العراقي في 17 أبريل 1988. واليوم، باتت الفاو أشبه بقاعدة عسكرية لميليشيا حركة النجباء الأكثر ولاءً لإيران بين فصائل الحشد الشعبي. وقد شهدت البصرة تظاهرات حاشدة مناهضة لإيران؛ حيث اتهم المتظاهرون طهران بشن أشرس هجمة على البصرة من خلال تدميرها تمهيدًا لاقتطاعها وإلحاقها بمنطقة الأحواز العربية المحتلة. وتطال إيران أيضًا اتهاماتٌ بإفقار البصرة وسكانها لتدفع أبناءها إلى الانخراط في صفوف الميليشيات المسلحة الموالية لها، إضافة إلى إغراق المحافظة بتجارة المخدرات. ويحذر أعيان البصرة وغيرهم من توقيع أي حكومة مقبلة، على تفاهم أو تنازلها خفيةً عن تراب المحافظات الثلاث التي دفع العراق ثمنًا باهظًا لصد العدوان الإيراني عنها منذ وصول الخميني إلى السلطة.
مشاركة :