تحذير للحوامل من خطر يؤثّر على أدمغة الأجنة

  • 3/19/2018
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت دراسة كندية حديثة أنَّ تعرُّض النساء الحوامل لمستويات بسيطة من مادة كيميائية بلاستيكية تستخدم في التغليف وزجاجات المياه، يمكن أن يؤثر على نمو أدمغة الأجنة. وأجرى باحثون بجامعة كالجاري الكندية، دراستهم لرصد خطر مادة "البيسفينول أيه " (BPA، ونشروا نتائجها في وكالة (Eurekalert) للأخبار العلمية. و"البيسفينول" مادة بلاستيكية تستخدم في تصنيع العديد من ﺍلمنتجات كزجاجات ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﺩ ﺍﺳﺘﺨدامها، والبطانة البلاستيكية لمعلبات الأغذية والمشروبات، وتتداخل مع هرمونات الجسم وتسبب خللًا في الغدد الصماء. وأجريت الدراسة على 3 مجموعات من الفئران الحوامل، تناولت الأولى الأطعمة دون أن تتعرض لمادة "البيسفينول"، فيما تعرضت المجموعة الثانية لمستويات عالية من تلك المادة أثناء تناول الطعام، وتعرضت المجموعة الأخيرة لمستويات منخفضة من "البيسفينول". ووجد الباحثون أن الفئران التي تعرضت لمستويات منخفضة وعالية من مادة "البيسفينول" وهي في بطون أمهاتها، تأثر لديها نمو الخلايا العصبية للدماغ التي تتشكل خلال فترة الحمل. كما اختبر الفريق سلوكيات الجرذان الصغيرة في المجموعات الثلاثة، لتقييم ما إذا كان التعرض لمادة "البيسفينول" أدى إلى تغييرات أثّرت على وظائف الدماغ في وقت لاحق من الحياة. ووجدوا أنَّ الفئران التي تعرضت لأطعمة ذات مستويات عالية ومنخفضة من مادة "البيسفينول" خلال فترة الحمل أظهرت بعض السلوكيات التي تتطابق مع تلك التي لوحظت لدى الأطفال الذين تعرّضت أمهاتهم لمستويات عالية من مادة "البيسفينول" أثناء الحمل. وخلص الباحثون إلى أنَّ التعرض حتى لمستويات قليلة من مادة "البيسفينول" أثناء الحمل يسبب مشاكل صحية طويلة الأمد على الأجنة، تؤدّي إلى تغيير سلوك الدماغ وأداء الخلايا العصبية ما ينعكس على تصرفاتهم عند الكبر. وعلقت الدكتور ديبرا كوراش، قائد فريق البحث بالقول: "لقد أظهرت أكثر من 1000 دراسة أجريت على الحيوانات وأكثر من 100 دراسة أجريت على البشر على مدار العقود الماضية، نتائج عكسية بين التعرض لمادة "البيسفينول" والتأثير على الصحة العامة". وتابعت أنّ "الدراسة ركزت بشكل خاص على تأثيرات "البيسفينول" على نمو دماغ الأجنة أثناء الحمل، ما ينعكس على إصابة الأطفال بمشاكل في السلوك في وقت لاحق من مرحلة الطفولة". يشار إلى أنَّ دراسات سابقة قد كشفت أن مادة "البيسفينول" يمكن أن تنتقل من الأم إلى جنينها، وتسبب مشاكل صحية خطيرة وطويلة الأمد عقب الولادة مثل الالتهاب المزمن في الأمعاء والكبد لدى النسل. وكشفت الدراسات أن "البيسفينول" ﻳﻤكن أن تسبب العديد من المشاكل الصحية التي تضر بتطور الدماغ والجهاز المناعي، وتصيب باضطراب خلل الانتباه وفرط الحركة والاكتئاب والسكري والبدانة، ومشاكل في الخصوبة، بالإضافة لسرطانات الثدي والبروستاتا.

مشاركة :