قال عدد من البحارة إن منطقة فشت الجارم تعد الآن منطقة بحرية «شبه ميتة»، ولا توجد بها اسماك للصيد غير سمك الصافي والقباقب.وذكر البحارة أن العام الجاري هو الأكثر شحا لصيد الأسماك في منطقة الجارم، اذ إن أغلب أصحاب الحضور قد اشتكوا من قلة الصيد. ولفت البحارة الى أن السبب الرئيسي وراء شح الاسماك في هذه المنطقة البحرية وأغلب المصائد في البحرين يعود الى قلة المراقبة على أساليب الصيد، وعمليات الردم والدفان الواسعة التي شهدتها معظم السواحل. وطالب البحارة الثروة البحرية والجهات المعنية بإنقاذ ما تبقى من فشت الجارم وتشديد الرقابة على الآسيويين الذين يمارسون الصيد دون حسيب ولا رقيب، ودون مسؤولية تجاه الثروة البحرية التي تتمتع بها المملكة. من جهته، قال البحار طه المهدي: «للأسف الفشوت التي تدمر وتموت لا تعود، وقد لاحظنا ذلك خصوصا بعد تزايد عمليات الردم والدفان». وطالب المهدي الجهات المعنية بتشديد الرقابة واتخاذ الاجراءات التي من شأنها الحفاظ على ما تبقى من المصائد، وخاصة فشت الجارم الذي يعد من اكبر الفشوت في البحرين. وتابع: «للأسف بفعل عمليات الدفان فقد دمر أكثر من 56 مصيداً وفشتاً حيوياً بالأسماك والروبيان شمال البحرين»، مشيرا الى أن «دفان متر مربع واحد من البحر يتسبب في ضرر يمتد لعشرة أمتار أخرى، كما أن عمليات شفط الرمال؛ من أجل دفان السواحل تتسبب في انتشار كميات كبيرة من الغبار والوحل إلى المنطقة المحيطة، ما تسبب في ترسبه على الفشوت الطبيعية والشعب المرجانية التي تكونت منذ عقود طويلة وأصبحت مباحر للأسماك، الأمر الذي يؤدي إلى موت هذه الفشوت والشعاب». الى ذلك قال البحار عبدعلي يعقوب: «منذ 45 سنة وأنا أعمل في الصيد في منطقة فشت الجارم ولكن أين كان الفشت والى أين وصل (..). في السابق كنت أبحر بـ12 قرقورًا، وأصطاد 3 الى 4 ثلاجات في اليوم أبحر بـ70 قرقورًا أصطاد ثلاجة واحدة فقط». وتابع «فشت الجارم يحتضر ومستوى الصيد فيه مقارنة بالسابق (صفر)، وكل ذلك بسبب غياب الرقابة وعمليات الدفان التي دمرت المصائد والبيئة البحرية، بالإضافة الى الممارسات الجائرة التي يمارسها البحارة الآسيويين». وأكد أن من الأسباب الرئيسية لتدمير فشت الجارم السماح للآسيويين بالإبحار بدون «نوخذة» بحريني، فهم يمارسون الصيد الجائر ويصطادون دون مسؤولية، مشيرا الى أن «البحارة الأجانب لا تشكل لهم هذه المراعي أي أهمية استراتيجية فهم يأتون الى المملكة من أجل جمع الأموال، ومن ثم العودة الى أوطانهم، ولا يهمهم أبدا اذا ما تضررت المراعي الرئيسية للأسماك في بلدنا أو اندثرت». وقال «أنا شخصيا أطالب بتطبيق النوخذة البحريني فأنا أمارس مهنة الصيد مع أبنائي، ونرى بأعيننا حجم المخالفات التي يمارسها الأجانب في عرض البحر دون رقيب». وتابع «كذلك صيد الروبيان هناك 300 بانوش هذا العدد الضخم فوق طاقة البحر في البحرين، ناهيك عن المخالفات التي تمارسها بعض البوانيش في عرض البحر». وذكر أن «كل سحبة لصيد الروبيان تستخرج معها نحو 15 كيلو من الأسماك الصغير والتي يتم التخلص منها في نهاية المطاف».
مشاركة :