قال الباحث السياسي عايد الشمري، في تعليقه على الزيارة المرتقبة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى أمريكا في 20 مارس الحالي، امتداداً لجولة بدأت بمصر ثم بريطانيا: "العلاقات السعودية المصرية فوق كل تقلبات، والرياض وقفت مع مصر في كل مراحلها وبعيداً عن النظام السياسي الحاكم بالقاهرة؛ لأن استقرار أمنها وثباته هو استقرار للمنطقة بأكملها وليس على مستوى القاهرة نفسها، وولي العهد -حفظه الله- قال كلمة في زيارته لمصر: "لو الملك سلمان والسيسي يرغبان بقطع العلاقات بين البلدين؛ فالشعبان في تلك الدولتين لن يسمحوا". مضيفاً: "هذا يُثبت حجم العلاقات القوية والراسخة، ونحن نتذكر وزير الخارجية السابق سعود الفيصل رحمه الله، عندما كان الحكم منهاراً بمصر؛ كان يجوب أوروبا ويدافع عن مصر وكأنه وزير خارجيتها". وأكد "الشمري": أمريكا هي القوة العالمية العظمى، وهناك ملفات مشتركة فيما يخص الشأن السوري والخطر الإيراني، والإدارة الأمريكية مواقفها متسقة مع السعودية؛ خاصة فيما يخص تدخلات طهران والصواريخ الباليستية التي تدخل الأجواء السعودية". واعتبر "الشمري" أن "العلاقات بين البلدين تمرّ بأحسن أحوالها، وإذا لم يسقطوا النظام الإيراني في عهد ترامب؛ فلن يسقطوه أبداً.. وزيارة ولي العهد لواشنطن العاصمة السياسية، فأي مسؤول يتمنى زيارته بالبيت الأبيض، ونيويورك ولوس أنجلوس مدن لها اقتصادها المتين ووزنها في عالم المال والأعمال". من جهته قال الكاتب محمد العصيمي لـ"سبق": "زيارة ولي العهد لأمريكا تأتي بعد زيارته لمصر وبريطانيا، والنتائج التي تَحققت، وتأتي زيارته لأمريكا في نفس السياق وبنفس الأهداف؛ وهو حمل وجهات نظر السعودية في كثير من الملفات وخاصة ملفا الإرهاب وإيران للإدارة الأمريكية، وهذه أبرز الملفات التي يناقشها ولي العهد ضمن زيارته، بالإضافة إلى الملفات الأخرى، وقد شاهدنا ذلك في حديثه لوسائل إعلام مصرية، والملفات التي سيحملها ولي العهد سيكون لها تأثير ونتائج على المنطقة لمواجهة الغطرسة الإيرانية". وأضاف: "طبعاً في هذه الزيارة سيتم استكمال ما اتفق عليه من مذكرات تفاهم وصفقات اقتصادية أثناء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أشهر للرياض، ونحن نعلم أنها كانت أول زيارة خارجية لترامب، وهذا فيه دلالة واضحة على أهمية المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين". وأشار: "بالنسبة لزيارات ثلاث ولايات أو مدن أمريكية؛ فولي العهد قد زار سابقاً بعض الولايات وهي ضمن مساعيه لخلق مجالات وفرص اقتصادية؛ وهذا يتم من خلال التقاء رجال الأعمال الأمريكيين ورواد الصناعات المتقدمة؛ لكي يمكن من خلال هذه اللقاءات الاستثمار الأمريكي في عدد من مجالات الصحة والتعليم والطاقة وريادات الأعمال وأكثر من مجال". وختم: "هي كذلك ضمن نفس السياق وهو سياق تقديم رؤية ٢٠٣٠ وطموحات هذه الرؤية الاقتصادية وبحث الإمكانات للأمريكان؛ للمشاركة في تنفيذ الرؤية مثلما فعل في مصر وبريطانيا، وأعتقد أن رؤية ٢٠٣٠ ستكون دائماً محل اهتمام وعناية ولي العهد بزياراته الخارجية؛ وذلك لتعظيم فرص الاستثمار الأجنبي بالسعودية؛ خاصة ونحن ننطلق في أفق اقتصادي جديد ونبحث عن بدائل للنفط ولتوطين بعض الصناعات ورفع مستوى المحتوى المحلي كما فعل في الصناعات العسكرية؛ فزيارات هذه الولايات مهمة جداً في وجهة نظري على الصعيد الاقتصادي والاستثمار الممكن لرؤوس أموال أمريكية لدينا". يُذكر أن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الولايات المتحدة الأمريكية؛ تأتي ضمن جولاته الخارجية التي انطلقت قبل أسابيع وهي ثالث زيارة رسمية له منذ صعوده لولاية العهد قبل أشهر، وثاني زيارة له لأمريكا منذ دخوله المعترك السياسي، وسَبَق هذه المحطة زيارتان رسميتان لمصر وبريطانيا، انتهتا بنتائج إيجابية كبيرة وحضور غير مسبوق على مستوى الاستقبال الرسمي.
مشاركة :