بيروت – أنديرا مطر | قبل أيام من اقفال مهلة تسجيل اللوائح الانتخابية لا تزال القوى السياسية اللبنانية، باستثناء الثنائي الشيعي، حزب الله وحركة أمل، حيث يخوضان مفاوضات شاقة مع حلفاء «محتملين» في كل دائرة على حدة، بغية وضع اللمسات الأخيرة على لوائحها. وقد يكون ابلغ توصيف لما يجري حاليا في شأن التحالفات هو ما قاله عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش، بأنها أشبه بزواج متعة مؤقت. ذلك ان السقف الذي يحكم التفاوض هو سعي كل فريق الى الفوز بأكبر عدد من المقاعد النيابية، لا سيما ان بعض الكتل الكبرى تدرك، بناء على إحصاءات أعدتها شركات استطلاع، بأن القانون الانتخابي الجديد سيقلص أحجامها النيابية. وقد بدا جليا ان التحالفات الانتخابية التي يتم رسمها قد انهت فعليا فريقي 8 و14 آذار اللذين صبغا الحياة السياسية منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير 2005. ويبدو ان عامل الوقت يضغط على الجميع ويزيد من تعقيدات الانتهاء من اللوائح مع اقتراب المهلة التي حددها القانون في 26 الجاري. وستشهد الأيام المقبلة مزيدا من التوتر والسجال الانتخابيين اللذين يتجاوزان الملف الانتخابي الى العمل داخل مجلس الوزراء نفسه. قوات-مستقبل: مؤشر إيجابي؟ على صعيد التحالفات الانتخابية، لا تزال قنوات التواصل بين تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية تعمل وبوتيرة أسرع. وقد استجد ليل الأحد الماضي مؤشر إيجابي بعدما اوشك الفريقان على اعلان افتراقهما الانتخابي. تكشف مصادر قواتية في اتصال مع القبس ان الأمور كادت فعلاً ان تصل إلى وضعية شبه مقفلة، لكنها مساء الاحد عادت وانفتحت مجدداً باتجاه نقاش يمكن ان يفضي الى نتائج ملموسة. باكورة هذا النقاش الاتفاق على التحالف في دائرة بعلبك- الهرمل بعدما كان تعذر في الأيام الأخيرة بسبب إصرار «المستقبل» على ادخال التيار الوطني الحر الى اللائحة، الامر الذي رفضه «القوات»، لا سيما ان معركة بعلبك- الهرمل لها رمزية معينة ولا يستطيع التيار الوطني الحر ان يخوض معركة «كسر عظم» في مواجهة حزب الله في هذه الدائرة. المصادر القواتية أوضحت انه يتم حالياً وضع اللمسات الأخيرة على التحالف في دائرة بعلبك- الهرمل، وأن هذا الأمر فتح النقاش فيه مجدداً على ثلاث دوائر أخرى وهي: عكار، صيدا-جزين، ومرجعيون- حاصبيا. ولكن هذه المصادر لا تؤكد او تنفي حصول أي توافق بعد. ذلك أن الأمور مربوطة بخواتيمها وما يجري حالياً يدخل ضمن سياق المفاوضات التي تتقدم حينا وتتراجع حينا آخر. مجلس وزراء متوتر؟ في ظل التشنج السياسي الذي اذكته السجالات الانتخابية، لا سيما بين وزراء القوات ووزراء التيار الحر على خلفية قضية استئجار بواخر الكهرباء، ينعقد غدا مجلس الوزراء في قصر بعبدا وعلى جدول أعماله 35 بنداً يتقدمها بند شراء إنتاج الطاقة الكهربائية من البواخر، بعد إصرار رئيس الجمهورية على إعطاء هذا الملف الأولوية المطلقة. ويتوقع ان تشهد الجلسة توترا على خلفية المقاربات المختلفة حول هذا الملف علما ان رفض شراء البواخر الذي يصر عليه وزراء التيار لا يقف فقط عند وزراء «القوات اللبنانية» بل يشمل وزراء حركة امل وحزب الله. وكانت سجالات حامية اندلعت خلال اليومين الماضيين بين نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني ووزير الطاقة سيزار ابي خليل، بعدما صرح حاصباني خلال إعلان لائحة حزبي القوات والكتائب في زحلة: «يقولون لنا لا كهرباء أو بتمشوا على زوقنا، نقول إما ان تمشوا بالقانون او أمشو من هون»، ليرد عليه ابي خليل: «لم يعد البلد واقتصاده يحتملان مراهقتكم ..»، متهما وزراء القوات بالمتاجرة بمصالح الناس. وترى مصادر وزارية في اتصال مع القبس ان المواقف السياسية المتناقضة حيال هذا الملف لا تؤثر على العمل داخل مجلس الوزراء وعلى إنتاجية العمل الوزراي، مشبهة ما يحصل حاليا بما حصل سابقا من تشنج بين وزراء حركة امل ووزراء «التيار» الذي وصل الى سقوف مرتفعة جدا، الا انه لم ينعكس على عمل مجلس الوزراء. وتستبعد هذه المصادر ان يؤدي هذا الخلاف الى تفجير الوضع الحكومي، لا سيما على أبواب الانتخابات، لكنها تلفت الى إمكان عقد جلسة حكومية مخصصة للبحث في ملف الكهرباء، لا سيما ان الرئيس عون قد طلب من الوزراء تقديم اقتراحاتهم. بري: لا أعداء بل خصوم انتخابياً أيضا، كان لافتاً امس ما كشفه رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال لقائه عدداً من ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي بأنه: «لم يعد هناك 8 ولا 14 آذار، وتحالفنا ليس ثنائيا شيعيا بل أمل ووفاء»، داعيا الجنوبيين والبقاعيين الى ان يقترعوا بكثافة. ولفت بري الى أن «ليس لديه اعداء في لبنان بل هناك خلافات سياسية وخصومات»، مضيفا «العدو الوحيد هو إسرائيل». اما في موضوع النفط فلفت بري الى اصراره على ان يكون أحد البلوكات النفطية في الجنوب، لأنه اراد توجيه اشارة إلى إسرائيل بأن حقوق لبنان لا يمكن التنازل عنها. بري يستبعد ضربة أميركية استبعد الرئيس نبيه بري أي ضربة أميركية على سوريا أو المنطقة، وإذا أرادت ذلك «ستضرب ألف حساب» والرادع الوحيد لهذه الاعتداءات هو «المقاومة» ولا مصلحة لابتزاز المقاومة».
مشاركة :