دون أي مفاجآت، وبنسبة كبيرة وصلت إلى 76%، انتهت انتخابات الرئاسة الروسية بفوز فلاديمير بوتين بفترة ولاية تستمر حتى عام 2024 ، وبذلك يكون قد أمضى في السلطة نحو ربع قرن على مرحلتين امتدت كل منهما لولايتين ، مسجلًا ثاني أطول زعماء الرئاسة الروسية (الكرملين) بقاءً في السلطة بعد الزعيم جوزيف ستالين.أصبح فلاديمير بوتين ، البالغ من العمر 66 عاما ، رئيسا لجمهورية روسيا الاتحادية لست سنوات أخرى ، واعتبر أن نتيجة الانتخابات تمثل اعترافا بما تحقق من إنجازات في السنوات القليلة الماضية ، رغم الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد نتيجة للعقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا.وُلد بوتين في 7 أكتوبر عام 1952 في لينينجراد (سانت بطرسبورج حاليا)، وتخرج في كلية الحقوق في عام 1975، وأدى خدمته العسكرية في جهاز أمن الدولة، وعمل في جمهورية ألمانيا الشرقية خلال الفترة من عام 1985 إلى عام 1990، ثم تولى منصب مساعد رئيس جامعة لينينجراد للشئون الخارجية في عام 1990، ثم أصبح مستشارا لرئيس مجلس مدينة لينينجراد، وفي عام 1991 تولى منصب رئاسة لجنة الاتصالات الخارجية في بلدية سانت بطرسبورج، وفي الوقت ذاته تولى منصب النائب الأول لرئيس حكومة مدينة سانت بطرسبورج.وأصبح بوتين نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية في عام 1996، ثم نائبا لمدير ديوان الرئيس الروسي ورئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان في عام 1997، وفي عام 1998 أصبح نائبا أول لمدير ديوان الرئيس الروسي، وعين في عام 1998 مديرا لخدمة الأمن الفيدرالية في روسيا الاتحادية، وتولى في الوقت ذاته منصب أمين مجلس الأمن في روسيا الاتحادية، وفي ذات العام اختاره الرئيس بوريس يلسين رئيسا لحكومة روسيا الاتحادية، ثم تولى اختصاصات رئيس روسيا الاتحادية بالوكالة في عام 1999 بعد استقالة الرئيس، واُنتخب في عام 2000 رئيسا لروسيا الاتحادية، وأُعيد انتخابه للرئاسة لفترة ثانية عام 2004.وأعيد انتخابه رئيسا لجمهورية روسيا الاتحادية في عام 2012 بعد انتهاء فترة رئاسة دميتري ميدفيديف، ويعتبر فوزه في انتخابات أمس فترة ولاية رابعة له، وكان قد حصل على المركز الأول في قائمة مجلة (فوربس) لأكثر الشخصيات العالمية تأثيرا في أعوام 2013 و2014 و2015 على التوالي، وكان قبلها يشغل منصب رئيس وزراء روسيا الاتحادية منذ 8 مايو عام 2008.وسيواصل بوتين طموحاته ، على مدى السنوات الست المقبلة ، على استعادة مكانة روسيا كقوة عظمى ، والرجوع مرة أخرى كقطب ثانٍ في معادلة السياسة الدولية ، قاضيا على سياسة القطب الأوحد التي تتزعمها الولايات المتحدة الأمريكية ، وتشير التوقعات إلى أن روسيا ، تحت رئاسة بوتين ، ستظل لاعبا رئيسيا على الساحة السياسية الدولية خاصة في منطقة الشرق الأوسط ، وسيمضي بوتين في القيام بأدوار مهمة في المنطقة ، مستندا الى دوره الرئيسي الهام في الأزمة السورية ، والشكوك وردود الفعل المثارة حول مدى التزام الولايات المتحدة الأمريكية بتعهداتها تجاه دول المنطقة ، وحيادية موقفها كشريك فعال وموثوق به في عملية السلام بعد ما حدث في شأن القدس باعلان دونالد ترامب القدس عاصمة لاسرائيل وهو ما جوبه بانتقاد وتحفظ ورفض الدول العربية وغالبية الدول الأعضاء بمنظمة الأمم المتحدة.
مشاركة :