قدَّم المطرب عبدالقادر شاعو 9 أغنيات في حفله الذي أقيم أمس الأول بمركز اليرموك الثقافي. أحيا "عميد الفن الشعبي الجزائري"، المطرب عبدالقادر شاعو، حفلا غنائيا مميزا جمع بين أصالة التراث الجزائري وروح العصر الحديث، بمركز اليرموك الثقافي، ضمن فعاليات الموسم الثقافي لدار الآثار الإسلامية، وبالتعاون مع السفارة الجزائرية. شهد الحفل حضورا كبيرا، لاسيما من أبناء الجالية الجزائرية بالكويت، خصوصا أن المطرب شاعو يُعد واحدا من سدنة التراث، واشتهر بصوته الشجي وأسلوبه السلس وأدائه المتزن، وبموسيقاه التي تنساب من بين أنامله لتداعب القلوب وتجلي الهموم. حضر شاعو إلى الكويت للمرة الأولى، فخفق قلبه باسمها، وتغزل في جمالها خلال حفل امتد إلى ما يقارب الساعتين، قدَّم خلاله العديد من الأغنيات، متنقلا بين ذات الإيقاع السريع، وأبرز القصائد الشعبية التراثية. إن حالة الانسجام التي تجلت في مشهد حفل شاعو تؤكد أن الموسيقى لا تعترف بحاجز اللغة أو اللهجة، بل إنها نبراس يلتف حوله الباحثون عن صفاء الذهن والطمأنينة. وفي الموعد المحدد اعتلى شاعو وفرقته الموسيقية المسرح، ليبدأ برنامجه، حيث اختار أغنية "شهلة العيان"، ليلهب حماس الحضور، الذي تفاعل معه، سواء بترديد بعض الكلمات، أو مواكبة الإيقاعات. وما كان من الفنان شاعو إلا أن بادلهم التحية بابتسامة رضا وجدت طريقها على محياه، ليقدم أغنية "القصبة"، فيما كانت أغنية "يا العذرة وين اما ليك" هي اختياره الثالث. «الوالدين» ويمضي شاعو في برنامجه، مدفوعا بحماسة الجمهور وتفاعلهم معه، فيشدو بـ"قهوة ولا شاي". ولعل اللافت في تلك الأغنيات التراثية تنوُّع قوالبها ما بين الرومانسي والاجتماعي ذي الحس التوعوي، وهو ما نفقده حاليا، فجاءت أغنية "الوالدين" لتؤكد هذا المعنى، من ثم انتقى شاعو أغنية "يا قلبي"، وأضاف "كل النور"، قبل أن يتألق بصوته وأدائه المتزن في أغنية "يا الرايح". ويختار الفنان الجزائري أن يختتم حفله بـ"بجاه ربي يا جيرني". صور تذكارية وعقب الحفل، حرص شاعو على تلبية طلب الجمهور بالتقاط الصور التذكارية، رغم الإجهاد الذي بدا عليه وفرقته الموسيقية، وبأخلاق الفرسان انتظر حتى آخر شخص، قبل أن يودِّع الحضور وقد ترك في الأذهان ذكرى ستبقى إلى الأبد. ويُعد شاعو أحد أساتذة الفن الشعبي الجزائري، وأصله من تغزيرت بولاية تيزي وزو. وُلد في القصبة بالجزائر العاصمة في 10 نوفمبر 1941. يعود اندماجه في الميدان الفني إلى هذا الحي المليء بالتراث، حيث تعلم الفنون الغنائية من خلال الأعياد الدينية والحفلات. وفي عام 1973 تعامل شاعو مع محبوباتي مكتشف النجوم، الذي سجل له أول قنبلة غنائية (جاه ربي يا جيراني)، و"بنت العم"، و"يا الوالدين". ويتميز شاعو بصوت عذب قادر على أداء كل أنواع الموسيقى، حتى أصبح يلقب بـ"ملك البلوز الجزائري".