الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لندن: «المجلة» حقق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فوزا قياسيا في الانتخابات الرئاسية ليبدأ ولاية رابعة لست سنوات، لكنه لم يتلق التهاني إلا من الحلفاء فيما تشهد علاقات روسيا مع الغرب توترا. وبوتين الذي حكم روسيا على مدى عقدين تقريبا، سجل أفضل نتيجة ينالها في انتخابات بحصوله على 76.67 في المائة من الأصوات في الاقتراع الذي جرى الأحد، لكنه رفض فرضية البقاء في السلطة لفترة غير محدودة. وتحدثت المعارضة عن تزوير أصوات لكن مؤيدي بوتين قالوا إن الضغوط الغربية على بوتين بما في ذلك اتهامات بريطانيا في قضية الجاسوس الروسي السابق الذي تعرض للتسميم في إنجلترا، دفعت بالروس إلى الالتفاف أكثر حول رئيسهم. ونددت المعارضة الروسية ومنظمات غير حكومية بآلاف التجاوزات في الانتخابات الرئاسية الأحد وخصوصا نقل ناخبين في حافلات من جانب الشرطة وتهديد مراقبين وحشو صناديق بهدف رفع نسبة المشاركة في اقتراع فاز فيه فلاديمير بوتين. وبوتين الذي يبلغ من العمر 65 عاما أمضى منها أكثر من 18 عاما في السلطة، سيبقى بذلك رئيسا لولاية رابعة لروسيا حتى العام 2024 على الأقل، وهو يعتبر الرئيس الذي أمضى أطول فترة في الحكم منذ ستالين. لكنه استبعد البقاء رئيسا مدى الحياة. وقال للصحافيين مساء الأحد ردا على سؤال حول ما إذا كان سيترشح مجددا للرئاسة «هل سأبقى هنا حتى أبلغ المائة عام؟ كلا». ووفقا لوكالة الصحافة الفرنسية، كان بوتين أكد بعد إعلان فوزه مساء الأحد قرب الكرملين أنه يرى في هذه النتيجة «الثقة والأمل لدى شعبنا. سنقوم بعمل كبير في شكل مسؤول وفاعل». وأضاف: «أرى في ذلك امتنانا لإنجاز كثير من الأمور في ظروف بالغة الصعوبة». خاض بوتين الانتخابات في مواجهة سبعة مرشحين لكن أبرز معارض للكرملين أليكسي نافالني منع من المشاركة في الانتخابات لأسباب قانونية. وارتياح بوتين خلال إلقاء خطابه يتناقض مع ليلة الانتخابات عام 2012 حين أعلن فوزه متأثرا، تزامنا مع مظاهرات ضخمة ضد عودته إلى الكرملين. أعلن المتحدث باسم حملة بوتين الانتخابية أندريه كوندراشوف: «يجب شكر بريطانيا على هذا الأمر» مضيفا: «لقد قاموا بزيادة الضغط علينا حين كنا بحاجة لتعبئة صفوفنا». وكتب عضو مجلس الاتحاد أليكسي بوشكوف في تغريدة أن «تشويه صورة بوتين في الغرب، أدى إلى أثر عكسي في روسيا». ونال بوتين تأييد 92 في المائة في شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا في 2014. ومعظم الناخبين الذين تحدثوا لوكالة الصحافة الفرنسية قالوا إنهم صوتوا لبوتين رغم عدة مشاكل مثل الفقر وسوء نظام الضمان الصحي لكنهم أشادوا بسياسته الخارجية. وتواجه روسيا عزلة متزايدة بسبب تدخلها في أوكرانيا وسوريا، كما تخضع لسلسلة عقوبات أميركية جديدة بسبب قضية التدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016. ومع الاستعدادات للانتخابات، اندلعت أزمة جديدة مع الغرب بعدما وجهت بريطانيا الاتهام لبوتين في تسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال بغاز أعصاب عسكري. وعمدت السلطات الروسية إلى تشجيع الناخبين للمجيء والإدلاء بأصواتهم عبر تنظيم مسابقات ومهرجانات احتفالية وحفلات ترفيه للأطفال في مراكز الاقتراع؟ وكتبت صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا: «الناس ذهبوا إلى مكاتب الاقتراع في أجواء احتفالية برفقة أولادهم كما كان يحصل في الأيام السابقة» في الحقبة السوفياتية. وبحسب اللجنة المركزية للانتخابات بعد فرز 99.8 في المائة من الأصوات فان بوتين نال 76.67 في المائة متقدما بفارق كبير على منافسه الأبرز مرشح الحزب الشيوعي بافل غرودينين الذي نال 11.79 في المائة. ونال القومي المتشدد فلاديمير جيرينوفسكي نحو 5.66 في المائة ومقدمة تلفزيون الواقع السابقة كسينيا سوبتشاك 1.67 في المائة فيما نال السياسي الليبرالي غريغوري يافلنسكي أكثر من 1 في المائة من الأصوات. بين القادة القليلين الذين هنأوا بوتين حتى الآن الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي تولى للتو ولاية ثانية فيما مهد البرلمان الصيني الطريق أمامه للبقاء رئيسا مدى الحياة. وقال الرئيس الصيني في رسالة إن العلاقة بين الصين وروسيا «في أفضل مستوياتها التاريخية، ما يُشكل مثالا لبناء نوع جديد من العلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل والإنصاف والعدالة». وأضاف: «إن الصين مستعدة للعمل مع روسيا لمواصلة دفع العلاقات الصينية الروسية (وتعزيز) السلام العالمي». من جهته أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الاثنين إن روسيا «ستبقى شريكا صعبا» مؤكدا الحاجة لها للتوصل لحل لمشكلات دولية كبيرة. وأضاف أن إعادة انتخاب بوتين لا يمكن وصفها «بالمنافسة السياسية النزيهة». في أميركا اللاتينية، هنأ رئيسا فنزويلا وبوليفيا بوتين على فوزه «الساحق». وشهدت ولاية بوتين السابقة في الكرملين حملات ضد المعارضة بعد مظاهرات ضخمة نظمتها والنزاع الأوكراني وتدخلا في سوريا وفرض عقوبات جديدة غربية جديدة على البلاد ما أدى إلى تراجع مستوى معيشة الروس. وكتبت صحيفة فيدوموستي الليبرالية في افتتاحية: «لا يسود شعور بأن السنوات الست المقبلة ستكون الأخيرة لبوتين في السلطة».
مشاركة :