يُعرف عن جوزيه مورينيو المدير الفني لمانشستر يونايتد أنه ملك المؤتمرات الصحفية يستطيع إبعاد الضغط عن فريقه بالهجوم على المنافسين أو الحكام أو أي شيء آخر حتى أثناء انتقاده للاعبيه علنا في أي مناسبة سواء كان في ولايته الأولى مع تشيلسي أو حينما أصبح مدربا لإنتر ميلان فإنه كان يعرف كيف يحظى بثقة الجميع وينهي الموسم متوجا بالبطولات. لكن منذ موسمه الأخير في ريال مدريد مرورا بولايثه الثانية في تشيلسي والآن في مانشستر يونايتد تبدل مورينيو وأصبحت انتقاداته العلنية للاعبيه كثيرة ولاذعة ما جعله يفقد السيطرة على غرفة خلع الملابس. وأصبح السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هل أزمات مورينيو الأخيرة تشير لانتهائه وأن الكرة تجاوزته أم أن ما يحدث مجرد دفعه للاعبيه إلى الأمام؟ ماركو ماتيرازي مدافع إنتر ميلان السابق حدد خمسة أشياء يفعلها مورينيو تجعله أفضل مدرب في العالم والتالي على لسانه: القيادة: هو يستطيع مضاعفة طاقتك أستطيع قول ألف مثال على ذلك ولكن في موسم الثلاثية خسرنا أمام كاتانيا 3-1 في اليوم التالي ذبحنا من أقوى شخص فينا للأضعف، بعد أربعة أيام ذهبنا إلى لندن وفزنا على تشيلسي في دوري أبطال أوروبا. الذكاء: هو يضغط على كل الأزرار الصحيحة وليس فقط لاعبيه، بل يعرف كيف يثير خضومه جيدا وهو أمر جيد ليجعلهم متوترين، في بعض الأحيان هو يثير الجدل ليبقى الفريق بعيدا عن أي شيء هو الدرع المثالي لنا. التعاطف: هذا هو أول شيء يريده من فريقه، وهو شرط ضروري لبناء مجموعة قوية متحدة وليس بها أي شقوق، هذا ما يقودك لمحاربة كل شيء وكل شخص، أتذكر في أول موسم له معنا كان منتخب إيطاليا خرج من اليورو 2008 على يد إسبانيا وأرسل لي رسالة قائلا: "أنتظرك لنستطيع العمل على الفوز سويا". المعرفة: هو يعطي فريقه كل شيء يريد معرفته عن خصمه بعد العمل على أساليبهم لمدة أسبوع ويجعلنا نخوض المباراة مستعدين لكل شيء. الخبرة: مورينيو يعرف كيف يفوز لأنه قام بذلك كثيرا ولأنه بدأ مسيرته التدريبية مبكرا. ولكن في الأعوام الأخيرة فإن التعاطف ووجود مجموعة واحدة قوية بدأ يختفي في فرق مورينيو وأصبح بها انشقاق وحتى تعطافه مع لاعبيه أو قيادتهم لمحاربة الجميع أصبح قليلا. فماذا حدث خلال تلك الأعوام الأخيرة وتحديد منذ عام 2013 حتى الآن؟ ريال مدريد مع ريال مدريد دخل مورينيو في خلافات عديدة مع أهم لاعبي الفريق إيكر كاسياس وسيرجيو راموس ومسعود أوزيل وكريستيانو رونالدو. في البداية استبعد كاسياس من المباريات لشعوره بأنه خانه بعدما قام بحملة مع شابي هيرنانديز قائد برشلونة لإصلاح الأجواء بين الغريمين التقليديين في أعقاب المناوشات التي حدثت بينهما في الكلاسيكو. بعد ذلك دخل في خلاف مع راموس بسبب فشله في مراقبة كارليس بويول الذي سجل هدفا في الكلاسيكو بعدما قام المدافع بمراقبة جيرارد بيكيه ورد المدافع الإسباني قائلا: "أنت لم تلعب كرة قدم أبدا". أما الخلاف الثالث كان مع أوزيل وحكى اللاعب الألماني عنه قائلا: "قال لي مورينيو بين شوطي إحدى المباريات صرخ مورينيو في وجهي وقال هل تظل أن تمريرتين جميلتين كافيتين؟ أنت تظن إنك جيد كفاية حتى لا تدخل في الالتحامات، أنت تظن أنك جيد كفاية لتلعب بـ50% من مستواك فقط". وواصل أوزيل حديثه عن تعنيف مورينيو له"هل تعلم كيف تكون حينما تحاول الالتحام؟ سوف أريك، ثم سار مورينيو حول غرفة خلع الملابس ويديه على مقربة من جسده وفمه مغلق". وأضاف "فقدت أعصابي وصرخت في وجه مورينيو وقلت له اذهب أنت للملعب وأكمل اللعب ثم خلعت قميصي وقذفته نحو قدمه وقلت له ارتديه والعب أنت". وأكمل أوزيل "ضحك مورينيو وقال هل تستسلم؟ أنت جبان، ماذا تريد أن تفعل؟ أن تذهب وتستحم بماء دافئ وتغسل شعرك؟ هل تريد أن تكون وحدك؟ أم أن تظهر لزملائك ولي وللجمهور ما تستطيع فعله؟ هل تعلم يا أوزيل لماذا لا تبدأ بالبكاء؟ أنت فتى بكاي، اذهب واستحم نحن لا نريدك". وعقب استبعاد أوزيل من إحدى المباريات ارتدى راموس قميص اللاعب الألماني تحت قميصه ليدعمه في أزمته مع مورينيو، كان هذا بداية الإشارة بأن المدرب البرتغالي فقد السيطرة على غرفة خلع الملابس. أما الخلاف الأخير كان مع رونالدو بسبب انتقادات المدرب البرتغالي له وعدم انصياع اللاعب البرتغالي لتعليماته في الملعب وعدم مساعدته في الدفاع أمام منافسيه وقال صاروخ ماديرا لمدربه: "هكذا تعاملني بعد كل شيء فعلته من أجلك كيف يمكنك أن تقول لي ذلك"؟ تشيلسي في موسمه الأخير مع تشيلسي وفي الجولة الأولى من الدوري الإنجليزي شن مورينيو هجوما لاذعا على إيفا كارنيرو طبيبة الفريق لعلاجها إدين أزار في الملعب بينما الفريق متعادل في النتيجة 2-2 مع سوانزي سيتي. وقال مورينيو عقب المباراة: "حقيقة، لست سعيدا بأداء الجهاز الطبي في تشيلسي. فإذا كنت طبيبا أو مساعدا على الدكة يبقى أن تقرأ المباراة جيدا". وأوضح "إذا انطلقت نحو الملعب من أجل إسعاف لاعب، فيجب أن تكون متأكدا من أن هذا اللاعب يعاني من مشكلة حقيقية. وأنا كنت واثقا أن أزار تعرض لضربة عادية". وأتم "النتيجة كانت أن جهازي الطبي تركني في الملعب بثمانية لاعبين فقط". بعد ذلك رحلت كارنيرو عن تشيلسي وكان موسم مورينيو ينهار بقوة بتلقيه الهزيمة تلو الأخرى وقبل إقالته من تدريب الفريق في شهر ديسمبر من عام 2015 عقب الهزيمة من ليستر سيتي تحدث عن خيانه من لاعبيه. وقال: "أشعر أن عملي تمت خيانته، عملت لأربعة أيام من أجل تلك المباراة وحددت أربع طرق تسجيل ليستر للأهداف وسجلوا هدفين من بين تلك الطرق، يمكنكم سؤال اللاعبين ماذا حدث". وأشارت التقارير الصحفية إلى أن مورينيو قصد بحديثه إدين أزار وجون تيري وكورت زوما وبرانيسلاف إيفانوفيتش. مانشستر يونايتد انتقد مورينيو لوك شاو الظهير الأيسر للفريق عقب الهزيمة من واتفورد الموسم الماضي وقال: "في الهدف الثاني لواتفورد كان الظهير الأيسر لنا بعيدا عن منافسه بـ25 مترا بدلا من 5 فقط، وحتى مع ذلك كان يجب أن يقفز ويضغط ولكن هناك بعض اللاعبين لديهم بعض المشاكل في التعامل مع الأمور السلبية". قبل أن يؤكد خلال الموسم الجاري أن مجموعة مانشستر يونايتد الحالية من اللاعبين هي أفضل من دربهم خلال مسيرته وأنه يشعر باتحادهم سويا لتخطي الصعاب. لكن كل ذلك الحديث ذهب أدراج الرياح عقب الهزيمة من إشبيلية والخروج من دوري أبطال أوروبا الموسم الجاري فانتقد لاعبيه علنا. وكرر مورينيو انتقاده لهم بشكل عام ولوك شاو بشكل خاص رغم الفوز على برايتون بهدفين دون رد في ربع نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي. وقال: "لا، أنا لست سعيدا بالمباراة بل أنا محبط للغاية، أكثر ما يحبطني هو ما رأيته من اللاعبين في المباراة. أعمل بجد خلال يومين في التدريبات وفي النهاية أرى ذلك"؟ وواصل "ركزت في التدريبات على اللعب السريع وفي النهاية لم أر ذلك على أرضية الملعب بل رأيت العكس رأيت الهجوم يختبئ والدفاع لا يريد اللعب للأمام". وتابع "رأيت انعدام شخصية وانعدام رغبة في اللعب وعندما يكون لديك 4 لاعبين من أصل 11 لاعبا لا يريدون اللعب فهذا يحبطني للغاية، رأيت الكثير من اللاعبين وكأنهم يتمنون أن أخرجهم من الملعب". وتابع "هجومنا كان يختبئ خلف دفاع برايتون ودفاعنا كان يتخذ دائما القرار السهل بالتمرير لطرفي الملعب وليس للأمام. الكل كان خائفا ولم أجد رد الفعل المنتظر من اللاعبين لم يتحلوا في الملعب بقتالية وعليهم تعلم ذلك". وانتقد أداء لوك شاو قائلا: "شعرت وأن بعض اللاعبين يقولون لي أخرجنا أيها المدرب". وعن فقدانه للسيطرة على غرفة خلع الملابس علق "لا يوجد شيء لأخسره". وأشارت صحيفة "تيليجراف" الإنجليزية إلى أن اللاعبين الكبار في الفريق يشعرون أن مورينيو يتنمر للاعب الإنجليزي أما الإدارة فترى أن المدرب تجاوز حدوده في التعامل مع لاعبه. ماذا يجعل مورينيو يعاني؟ جاري نيفيل قائد مانشستر يونايتد السابق والمحلل الحالي بشبكة "سكاي سبورتس" الإنجليزية يؤمن أن مورينيو يعاني من مشكلتين وقال في شهر أكتوبر الماضي معلقا على إشارة المدرب البرتغالي بالصمت للكاميرات عقب الفوز على توتنام: " هو كأنه يقول للجميع أنا أقوم بكل شيء بطريقتي وليس طريقتكوا وسوف أنتصر". مورينيو كان يرغب أن يحذو حذو أساطير يونايتد في اللعب الهجومي بشكل ممتع ولكنه لاحظ أن ذلك لن يحدث باللاعبين المتواجدين معه حاليا، ولكنه في الوقت ذاته أصبح يعي نقاط قوته وضعفه". وواصل "هذه هي مشكلته الأولى تاريخ يونايتد وطريقة لعبه مع مات باسبي وأليكس فيرجسون". وأردف "المشكلة الثانية هي ما يقوم به جوارديولا حاليا مع سيتي والفوز بأداء ممتع وكل ذلك أحدث له بعض المشاكل". وأكمل "مورينيو لا يحب ذلك هو يعتقد أنه لا يحصل على الاحترام الذي يستحقه، ولكن بشكل عام كل مشاكله عاطفية تتمثل في تاريخ يونايتد وكرة القدم التي يقدمها جوارديولا". أما مارتن كيون لاعب أرسنال السابق قال: "ما يقوم به مورينيو يجعله يخاطر بفقدان السيطرة على غرفة خلع الملابس في يونايتد ويحدث تفرقة بين اللاعبين والجهاز الفني". ليظل السؤال هل انتهى مورينيو؟ هل فقد المميزات التي قالها ماتيرازي عنه وجعلته أفضل مدرب في العالم فقدها؟
مشاركة :