أدريان سيلفا: لا أتفهم قرار {فيفا} بإيقافي ورفض تسجيلي في ليستر

  • 3/20/2018
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

يتذكر اللاعب البرتغالي الدولي أدريان سيلفا إيقافه من قبل الفيفا عن اللعب عندما حاول ناد في الدوري الإنجليزي الممتاز التعاقد معه، وهي التجربة التي ليس لها أي علاقة بالقصة الشهيرة لانتقاله إلى ليستر سيتي في فترة الانتقالات الصيفية الماضية وإرسال مسؤولي ليستر لأوراق تعاقده مع اللاعب إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم بعد لحظات من انتهاء الموعد النهائي للتسجيل، الأمر الذي دفع الفيفا لرفض انتقاله وإيقافه عن اللعب حتى فترة الانتقالات الشتوية التالية. لكن ما يتحدث عنه سيلفا هذه المرة يعود لعام 2005 عندما كان في الخامسة عشرة من عمره وكان المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو يحاول التعاقد معه وضمه لصفوف تشيلسي مع اثنين آخرين من اللاعبين الشباب بصفوف سبورتنغ لشبونة البرتغالي. يقول سيلفا عن ذلك: «لقد كانت لحظة غريبة للغاية، كنت صغيرا جدا. وكان أمراً رائعاً أن يتحدث إليك ناد بهذه القيمة ويأتي مورينيو لرؤيتنا في البرتغال، وبعد ذلك ذهبنا نحن إلى تشيلسي لكي نرى ملعب التدريب، إلا أن رد فعل نادي سبورتنغ لشبونة كان غاضبا بسبب ما حدث وأرسل شكوى رسمية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم ضد نادي تشيلسي». وقرر الفيفا أيضا إيقاف سيلفا عن التدريب مع الفريق لمدة شهرين. وانتقل اللاعبان الآخران، وهما فابيو فيريرا وريكاردو فيرنانديز، إلى تشيلسي لكنهما رحلا عن النادي بعد أربع سنوات دون أن يلعبا أي مباراة. واختار سيلفا مسارا مختلفا تماما بعدما تحدث مع والديه، حيث رأى أن تشيلسي لن يعتمد على اللاعبين الشباب في هذه المرحلة، فقرر الاستمرار مع سبورتنغ لشبونة ليلعب معه 241 مباراة ويصبح لاعبا أساسيا في صفوف المنتخب البرتغالي، وهو ما يعني أنه اتخذ الخطوة الصحيحة. ويقول سيلفا مبتسما: «أشكر الله على ذلك». ويأتي حديث سيلفا عن هذه التجربة في وقته تماما، وخصوصا أنه يأتي بعد مباراة فريقه ليستر سيتي أمام تشيلسي في الدور ربع النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي والتي انتهت بفوز البلوز بهدفين مقابل هدف وحيد، لكن العام الماضي شهد أكثر من ذلك عندما غاب سيلفا عن الملاعب مرة أخرى بعدما رفض الفيفا الأوراق التي تقدم بها ليستر سيتي لتسجيل اللاعب الذي انضم إليه قادما من سبورتنغ لشبونة مقابل 22 مليون جنيه إسترليني بعد 14 ثانية فقط من انتهاء الموعد النهائي للتسجيل. وبناء على ذلك، مُنع سيلفا من اللعب مع النادي الإنجليزي حتى فترة الانتقالات الشتوية التالية، كما مُنع في البداية من التدريب مع ليستر سيتي. وقضى سيلفا ستة أسابيع كاملة يعيش مع وكيل أعماله في فندق ماريوت بمدينة ليستر، وطرقا كل الأبواب لإيجاد حل لتلك المشكلة، بما في ذلك اللجوء إلى محكمة التحكيم الرياضية للطعن على قرار رفض القيد الذي سبب له الإحباط. يقول سيلفا: «تعرضت للإصابة عدة مرات خلال مسيرتي الكروية وكنت أغيب عن الملاعب لكنني لم أكن أشعر بالغضب لأنني كنت أعرف سبب غيابي وأدرك أن هذا جزءا من لعبة كرة القدم، ولذا كنت أتقبل الأمر، لكن هذا الموقف لم يكن صحيحا على الإطلاق. لم أرتكب أي خطأ يضعني في هذا الموقف. ولن أتفهم مطلقا قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم – حتى بعدما حاول ليستر سيتي بشتى الطرق تغيير هذا القرار. في الحقيقة، لا توجد أي حماية للاعبين في مثل هذا الموقف. اللاعبون هم المكون الأهم في لعبة كرة القدم، لذا فإن السؤال الآن هو: لماذا لا يضع الفيفا ذلك في الحسان ويضع بعض الاستثناءات؟ قد نتفهم قرار الفيفا لو تأخر إرسال الأوراق لما بعد انتهاء فترة القيد بعدة ساعات، لكننا نتحدث هنا عن ثوان، لذا أعتقد أنه كان قرارا سيئا للغاية». وتعد هذه هي أول مقابلة صحافية يجريها سيلفا منذ انضمامه لليستر سيتي. وعندما قلت له إن وسائل الإعلام لم تكن تعرف بعد انتهاء فترة الانتقالات الصيفية الماضية ما إذا كان لاعبا بليستر سيتي أم سبورتنغ لشبونة، هز رأسه وقال: «وأنا أيضا لم أكن أعرف». ومع ذلك، كان سبورتنغ لشبونة حريصا على توضيح الأمور، حيث خرج رئيس النادي، برونو دي كارفاليو، بعد أيام مما حدث ليقول: «إجراءات انتقال أدريان سيلفا قد اكتملت بالفعل. ونتمنى أن يجد ليستر سيتي حلا لما حدث له». وقد أعطت هذه التصريحات انطباعا بأن سبورتنغ يريد أن يخلي مسؤوليته من أية مشكلات محتملة، ولذا كان من المثير للاهتمام أن نعرف ما إذا كان سيلفا قد شعر بالإحباط من رد فعل ناديه السابق على ما حدث. ويقول سيلفا: «لم أشعر بالإحباط من سبورتنغ لشبونة، ولكن من رئيس النادي، وهناك فرق بالطبع. أعتقد أنه قد حاول حماية ناديه، لكن في كرة القدم فإن الشيء الأهم هو أنه عندما تمثل ناديا فإنه يتعين عليك حماية لاعبيك». وفيما يتعلق بغضبه من الاتحاد الدولي لكرة القدم، اعترف سيلفا بأنه كان يخشى حدوث ما هو أسوأ من ذلك بمجرد انتهاء فترة الانتقالات الصيفية، حيث يقول: «لكن بعد أن أخبرني ليستر سيتي ومحاميي بأنه يمكننا تقديم استئناف، ارتفعت روحي المعنوية وحاولت أن أحافظ على توازني. تدربت بمفردي في صالة الألعاب الرياضية وداخل الملعب لكي أحافظ على لياقتي البدنية، لأنه لم يكن مسموحاً لي بأن أتدرب مع الفريق». ولا يعرف سيلفا بالضبط الأسباب التي أدت لوضعه في هذا الموقف، لكنه أشار إلى أن المفاوضات كانت معقدة للغاية وإلى أنه قد قدم الكثير من التنازلات لنادي سبورتنغ لشبونة لكي تتم الصفقة. وكان ليستر سيتي ملتزماً بإتمام الصفقة وإرسال الأوراق في الوقت المحدد، لكن الفيفا قال إن الأوراق وصلت متأخرة ولم يسمح لسيلفا بالاستئناف أمام محكمة التحكيم الرياضية. وبالتالي، فإن السؤال الآن هو: من المسؤول عما حدث؟ يرد سيلفا قائلاً: «لم نعرف ذلك حتى الآن. بالنسبة لي، أعتقد أن الفيفا هو المسؤول الأكبر، لكنني لا أشعر بالقلق حيال ما حدث الآن». وكان هناك أمر يؤرقه أكثر من أي شيء آخر خلال هذه الأزمة، حيث يعشق سيلفا اللعب لمنتخب بلاده وكان أحد الأعمدة الأساسية للفريق الذي هزم فرنسا في المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية عام 2016. لكنه شعر فجأة بأن كأس العالم قد اقترب وأن فرصة انضمامه لقائمة منتخب بلاده المشاركة في المونديال قد باتت مهددة. يقول سيلفا: «كان هذا الأمر لا يفارق ذهني كل يوم، وقد ازداد الأمر سوءا بسبب هذه المشكلة. عندما أتذكر ما حدث، أشعر بأنها كانت أسوأ لحظات حياتي». وعندما سأله مسؤولو ليستر سيتي عن رقم القميص الذي يريد أن يرتديه، قال سيلفا: «كنت أتحدث مع وكيل أعمالي، بيدرو، الذي كان معي هنا لمدة شهر ونصف في الفندق، وكان يقدم لي الدعم دائما وكل يوم - لم تتمكن زوجتي وأبنائي من المجيء لأنه لم يكن لدي منزل، وقلت لنفسي: يجب أن نستغل هذا الموقف جيدا. لماذا لا أطلب القميص رقم 14». وجاءت اللحظة التي انتظرها سيلفا طويلا في الأول من يناير (كانون الثاني) عندما ظهر بقميص ليستر سيتي للمرة الأولى – وكان كريغ شكسبير، المدير الفني الذي تعاقد معه، قد رحل قبل شهرين - وقد استقبل سيلفا بحرارة بالغة من الجمهور لدى مشاركته كبديل. يقول سيلفا عن تلك اللحظة: «مرت أشياء كثيرة في ذهني، لكن التفكير الأساسي كان هو: ركز فقط على اللعب. إنني أعشق هذه اللعبة وأمارسها بسهولة، لكن في هذا اليوم شعرت بأنني كنت أريد أن أكل عشب الملعب!» وقد ضحك سيلفا بشدة بعد الإدلاء بهذا التصريح الأخير، وكان من الرائع أن تراه وهو يشعر بالسعادة بعد هذه الأزمة الصعبة. واعترف سيلفا بأنه ما زال يقاتل من أجل أن يصل إلى الأفضل، لكن الحياة بدأت تبتسم في كثير من الأمور الأخرى، حيث وضعت زوجته، مارغاريدا، طفلة الأسبوع الماضي، كما احتفل سيلفا بعد ذلك بأربعة أيام بعيد ميلاده التاسع والعشرين وهو سعيد للغاية بعدما تم استدعاؤه لقائمة منتخب البرتغال. وأعرب اللاعب البرتغالي عن امتنانه لزوجته التي وقفت إلى جواره رغم حملها، ولباقي أفراد عائلته ولبعض اللاعبين، قائلا: «ماتي جيمس وأندي كينغ كانا يقدمان لي المساعدة بكل طريقة ممكنة، وكانا يعملان على رفع روحي المعنوية عندما كنت أشعر بالإحباط في بعض الأيام. ولذا، كانا صديقان رائعان خلال تلك الأشهر». ووجه نادي سبورتنغ لشبونة الشكر لسيلفا على خدماته من خلال تقديم الدعوة له لزيارة النادي في شهر أكتوبر (تشرين الأول) لتكريمه عن مسيرته منذ أن كان في الثانية عشرة من عمره. يقول سيلفا، الذي انهمر في البكاء داخل الملعب آنذاك: «لقد مرت كل هذه السنوات على ذهني، ولذا كان الأمر مؤثرا للغاية من الناحية العاطفية. لقد ساعدني سبورتنغ لشبونة على أن أكون لاعبا محترفا، بل وأن أكون رجلا جيدا، وسوف يظل هذا النادي له مكانة كبيرة في قلبي». وكان من الواضح أن هذه الفترة كانت صعبة للغاية على سيلفا، ولذا لم يكن من الغريب أن يصف أزمة وصول أوراق انتقاله متأخرة بأنها أسوأ لحظة في مسيرته الكروية. ورغم ذلك، يمكنك أن تشعر بأنه متحمس للغاية ويتطلع إلى أن ينهي هذا الموسم بشكل مثالي، حيث يقول وهو يبتسم: «أتطلع للمشاركة في كأس العالم، وأن تكون هذه المناسبة أفضل نهاية لتلك الأزمة بالنسبة لي».

مشاركة :