أردوغان يتعهد توسيع نطاق الهجوم التركي في سورية بعد عفرين

  • 3/20/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم (الاثنين) توسيع العملية التركية في سورية إلى مناطق أخرى خاضعة إلى سيطرة الأكراد وصولاً إلى الحدود العراقية، غداة إخراج قوات موالية لأنقرة القوات الكردية من عفرين. وقال في إشارة إلى المناطق التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية: «سنستمر في هذه العملية الآن إلى حين القضاء في شكل كامل على هذا الممر الذي يشمل منبج وعين العرب (كوباني) وتل أبيض وراس العين والقامشلي». وكانت تركيا قالت اليوم إن قواتها ستنسحب من منطقة عفرين الحدودية السورية تاركة إياها «لأصحابها الحقيقيين بعد طرد الإرهابيين» منها. ودخلت تركيا وحلفاؤها من المعارضة السورية إلى مدينة عفرين عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه أمس، ورفعوا أعلامهم في وسط المدينة معلنين سيطرتهم التامة عليها بعد حملة ضد الوحدات الكردية استمرت ثمانية أسابيع. وقال نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداج للصحافيين: «لن نبقى إلى الأبد هناك (في عفرين). ولسنا غزاة بالتأكيد. هدفنا إعادة المنطقة مجدداً إلى أصحابها الحقيقيين بعد تطهيرها من الإرهابيين». وفتح القتال في عفرين التي كانت ذات يوم جيباً مستقراً في شمال غربي سورية، جبهة جديدة في الحرب الأهلية السورية المتعددة الأطراف وسلط الضوء على الدور الذي تلعبه القوى الأجنبية مثل تركيا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من 150 ألفا ًفروا من عفرين خلال الأيام الماضية. وأوضح بوزداج أن سيطرة تركيا على مدينة عفرين في إطار «عملية غصن الزيتون» قلصت بشكل كبير التهديدات على حدودها. وهذه هي عملية تركيا الثانية في سورية خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ سبع سنوات. واستهدفت العملية الأولى واسمها «درع الفرات» ما قالت أنقرة إنه «ممر للإرهاب» مؤلف من مقاتلين تابعين لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ومقاتلين أكراد إلى الشرق من عفرين على امتداد حدود تركيا الجنوبية مع سورية. وبعد انتهاء «درع الفرات» في أوائل عام 2017 أسست تركيا أنظمة حكم محلية على الأراضي التي جرت استعادتها وامتدت من المنطقة المحيطة بأعزاز، إلى الشمال الشرقي من عفرين، وحتى نهر الفرات وتحميها قوات تركية متمركزة هناك. وقال بوزداج إن تركيا تهدف الآن إلى تأسيس أنظمة حكم مماثلة في منطقة عفرين من دون أن يذكر مزيداً من التفاصيل. وكانت قنبلة انفجرت في مبنى مؤلف من أربعة طوابق في مدينة عفرين، ما أسفر عن مقتل سبعة مدنيين، وأربعة من مقاتلي الجيش السوري الحر أثناء الليل، وفق ما أفادت وكالة الأناضول التركية اليوم (الاثنين). وأضافت أن القنبلة، التي أشارت إلى أن «إرهابيين» زرعوها، «انفجرت أثناء عملية تفتيش يجريها مقاتلو المعارضة السورية في أعقاب دخول المدينة مع القوات التركية أمس»، معلنين السيطرة بالكامل عليها، بعد حملة دامت ثمانية أسابيع لطرد مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردية». وقال ناطق باسم مقاتلي الجيش السوري الحر أمس، إنهم «دخلوا مدينة عفرين قبل بزوغ الفجر بقليل من دون مواجهة أي مقاومة». وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أن «بعض مقاتلي وحدات حماية الشعب عارضوا أوامر لهم بالانسحاب، لكن القوات التركية تسيطر على المنطقة». وكانت الإدارة الذاتية الكردية لعفرين أعلنت أمس عزمها القتال وضرب القوات التركية حتى استعادة المنطقة كافة. وقالت الإدارة الذاتية في بيان، إن «حربنا ضد الاحتلال التركي والقوى التكفيرية المسماة بالجيش الحر دخلت مرحلة جديدة. وهو الانتقال من حرب المواجهة المباشرة إلى تكتيك الكر والفر». وأضافت «قواتنا تتواجد في كل مكان من جغرافيا عفرين، وستقوم القوات بضرب مواقع العدوان التركي ومرتزقته في كل فرصة»، موضحة «ستتحول قواتنا في كل منطقة من عفرين إلى كابوس مستمر بالنسبة لهم». واكدت ان «المقاومة في عفرين ستستمر إلى أن يتم تحرير كل شبر منها». وشاهد مراسلا في عفرين صباح أمس، مقاتلين من الفصائل الموالية لأنقرة وجنوداً أتراك ينتشرون في أحياء المدينة، ويجرون عمليات تمشيط. ووقفت دبابتان للقوات التركية أمام مبنى رسمي، فيما أطلق مقاتلون النار في الهواء ابتهاجاً. وكان الناطق باسم «الجيش السوري الحر» محمد الحمدين قال إن «مقاتلي الجيش السوري الحر دخلوا عفرين قبل قليل من بزوغ فجر اليوم من الشمال والشرق والغرب ولم يواجهوا أي مقاومة»، مشيراً إلى «انسحاب مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية». وأضاف أن «مقاتلي الجيش الحر يمشطون الشوارع والمنازل».  وذكر المرصد أن أكثر من 1500 مقاتل كردي لقوا حتفهم منذ بدء الهجوم التركي على منطقة عفرين في 20 كانون الثاني (يناير). ووثق المرصد في المقابل مقتل أكثر من 400 عنصر من الفصائل السورية الموالية لأنقرة. كما أعلن الجيش التركي حتى الآن عن مقتل 46 من جنوده.

مشاركة :