ما إن تقرأ تراثه الفكري والفلسفي حتى تدرك قيمته الكبيرة والثمينة، دافع عن حق الإنسان في الاختلاف وإبداء الرأي، أثري المكتبة بالكثير من المؤلفات وله مئات الدراسات السياسية والاجتماعية، السيد ياسين الهارب من القانون حيث ترك دراسة القانون بفرنسا ساخرًا من فناء عمره في تتبع أحكام محكمة النقض للحصول على الدكتوراة. ولدّ بمحافظة الإسكندرية في 30 أكتوبر 1931، تخرّج المفكر الراحل فى كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، انضم لفريق الباحثين في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية الذي قضى فيه 18 عامًا حتى ودَّعه عام 1975، بعد أن تم تعيينه مديرًا لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمؤسسة الأهرام. وخلال العمل في مركز الدراسات الإستراتيجية تابَعَ ياسين المتغيرات السياسية والثقافية الفكرية التي جرت في العالم، ورصدها في أعماله التي تجاوزت الأربعين كتابًا، حتى بعدما ترك إدارة مركز الأهرام وقام بتأسيس وإدارة المركز العربي للبحوث والدراسات، ليكمل الدور الذي بدأه من قبل، متابعًا الحرب الأميركية في العراق أو أفغانستان، وصعود التيارات الإسلامية، وانهيار الدول القومية، ومجيء ما يعرف بالربيع العربي، ليكتب كتابه "الشعب على منصة التاريخ" عقب قيام ثورة يناير، لكن سرعان ما سقط الشعب وصعد الإخوان الذين أبرزوا الوجه القبيح الذي لم يكن يأمله ياسين، فكتب كتابه الأخير "نقد الفكر الديني" وفي السنوات الأخيرة له اهتم ياسين كثيرا بالكتابات التي تفكك قضايا العقل الراكن للجمود والسلبية معتمدا على التحليل الثقافي. شغل "ياسين" منصب عضو لجنة الدراسات الاجتماعية بالمجلس الأعلى للثقافة، وهو حاصل على عدّة جوائز، منها وسام الاستحقاق الأردنى من الطبقة الأولى عام 1992، وسام العلوم والفنون والآداب عام 1995، وجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة عام 1996 تنوع اهتماماته الثقافية الجامعة، ما بين الفلسفة والقانون الجنائى والاجتماع وعلم النفس والأدب، مثل «أسس البحث الاجتماعى، و«دراسات فى السلوك الإجرامى»، و«السياسة الجنائية المعاصرة»، و«دراسات فى علم الاجتماع القانونى، و«مصر بين الأزمة والنهضة» و«تحليل مفهوم الفكر القومى» و«الوعى التاريخى والثورة الكونية».
مشاركة :