حقق تنظيم داعش الذي يسيطر على حي القدم الصغير في دمشق بعض المكاسب، بعد طرد قوات النظام السوري التي تحركت نحو منطقة مجاورة غادرها مقاتلو المعارضة الأسبوع الماضي، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد المرصد بأن التنظيم قتل خلال اشتباكات استمرت 24 ساعة، 36 مقاتلاً بقوات النظام. وتقدم مقاتلو التنظيم إلى الحي أمس، بعد أسبوع من إجلاء مئات المقاتلين من هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصيل آخر مع أفراد من عائلاتهم بموجب اتفاق سابق مع النظام إلى مناطق في شمال سوريا. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «شن تنظيم داعش هجوماً على حي القدم تمكن خلاله من السيطرة الكاملة على الحي»، مشيراً إلى «مقتل 36 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها». وأفاد بوجود العشرات من الجنود الجرحى والمفقودين. وكان للتنظيم وجود محدود في هذا الحي قبل أن تتمكن قوات النظام من السيطرة عليه منتصف الأسبوع الماضي، إثر إجلاء مئات المقاتلين من هيئة تحرير الشام وفصيل أجناد الشام منه. وشكل الحي طوال سنوات مقراً لمقاتلين من التنظيم، الذي يحتفظ بوجوده في بضعة أحياء في جنوب دمشق، أبرزها الحجر الأسود ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين. وبحسب المرصد، بدأ التنظيم هجومه الاثنين من حي الحجر الأسود المجاور. واستقدمت قوات النظام اليوم تعزيزات عسكرية إلى المنطقة لاستعادة السيطرة على الحي، بحسب المرصد. وأورد التنظيم في بيان على تطبيق «تلغرام»، الاثنين: «يواصل مقاتلونا هجومهم على مواقع النظام السوري»، متحدثاً عن «مواجهات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة». وأوضح أن هجومه يستهدف المناطق التي «سلمها» المقاتلون لقوات النظام، في إشارة إلى مقاتلي هيئة تحرير الشام الذين خرجوا بموجب اتفاق تم التوصل إليه العام الماضي. وشهد حي القدم عمليات إجلاء لمقاتلين في عام 2016، فيما وافق مقاتلون آخرون على الالتحاق بقوات النظام. وتحاول قوات النظام من خلال اتفاقات الإجلاء هذه، السيطرة على كل الجيوب الخارجة عن سيطرتها في جنوب العاصمة بالتزامن مع شنها عملية عسكرية منفصلة في منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة، حيث باتت تسيطر على أكثر من 80 في المائة من مساحتها. ويقع حي القدم على المشارف الجنوبية للعاصمة السورية، ولم يكن جزءاً من الهجوم المستمر منذ شهر، الذي تشنه قوات النظام على المعارضة في الغوطة الشرقية. والحي قريب من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الذي شهد قتالاً شرساً في بداية الصراع السوري الذي دخل عامه الثامن.
مشاركة :