إسطنبول ــ رزان عدنان | بدعوة من شركة ليماك القابضة التركية، إحدى أهم شركات المقاولات على مستوى تركيا والعالم، زار وفد إعلامي من الكويت مدينة اسطنبول الأسبوع الماضي لحضور حفل تخريج أول دفعة من البرنامج التدريبي «ليماك لمهندسات الكويت» الذي أطلقته شركة ليماك للإنشاءات المؤسسة في الكويت ضمن منظومة هيئة تشجيع الاستثمار المباشر الكويتية KDIPA بالتعاون مع جامعة بوغازيتشي، كبرى الجامعات التركية في اسطنبول. وحضر الحفل أكثر من 90 شخصاً منهم رئيسة مجلس إدارة شركة ليماك للاستثمار إبرو أوزدمير، ووكيلة وزارة الأشغال العامة في الكويت المهندسة عواطف الغنيم، ومدير مركز التعلم مدى الحياة في جامعة بوغازيتشي تامر أتاباروت، ومدير مركز التدريب الهندسي والخريجين بكلية الهندسة والبترول في جامعة الكويت الدكتور بدر البصيري. أثناء الحفل، جرى تكريم 30 طالبة كويتية مسجلة في برامج البكالوريوس والدراسات العليا في جامعة الكويت بعد أن خضعن لمئتي ساعة تدريب وعمل ميداني ضمن إطار هذا البرنامج، وحصلن على شهادة مجلس تعليم التكنولوجيا وإدارة الأعمال BTEC للإدارة والقيادة المعتمدة في أكثر من 100 دولة حول العالم ومركز التعلم مدى الحياة BULLC من جامعة بوغازيتشي، وشهادة التدريب الميداني من جامعة الكويت. في الثامن من مايو 2017، أطلقت «ليماك» هذا البرنامج الميداني الذي يعتبر برنامجاً مهنياً مشتركاً مخصصاً للطالبات الكويتيات والخليجيات في كلية الهندسة والبترول في جامعة الكويت بالتعاون مع جامعة بوغازيتشي التركية. ويرتكز برنامج ليماك لمهندسات الكويت على تدريب 30 طالبة في مختلف التخصصات من كلية الهندسة والبترول في جامعة الكويت خلال الفصل الأول من عام 2017، بمجمل 200 ساعة تدريبية مقسمة على سبعة محاور. ويكمن هدف الشركة التركية من إطلاق مثل هذا البرنامج المهني في تمكين الطالبات الكويتيات وصقل مهاراتهن القيادية والإدارية ومساعدتهن على تكوين صورة واضحة عن طبيعة عملهن الهندسي في المستقبل، إضافة إلى تأهيل المهندسات في الشرق الأوسط وتفعيل دورهن وتمكينهن في قطاع الهندسة وإدارة المشاريع. ومن المتوقع إطلاق الإصدار الثاني من البرنامج في سبتمبر 2018. الغنيم بدورها، قالت وكيلة وزارة الأشغال عواطف الغنيم، التي حضرت حفل انتهاء الدورة التدريبية في اسطنبول: «شركة ليماك تقوم حالياً بتنفيذ مشروع مبنى الركاب رقم 2 لمصلحة وزارة الأشغال الأعمال، ونشكر الشركة لقيامها بتأهيل هذه الكوكبة من المهندسات الخريجات والتي أعطتهن فرصة ثمينة للتدريب النظري والعملي من خلال العمل في هذا المشروع الضخم الذي لا يتكرر في أي دولة إلا كل خمسين عاماً». وتابعت الغنيم: «نهدف لفتح مجال في السوق المحلية لكوادرنا الكويتية الشابة من خلال هذه الدورات المكثفة، والتي نتمنى أن يتم تكرارها»، لافتة إلى أن: «شركة ليماك حازت أيضاً مشروع تنفيذ البنية التحتية جنوب غرب عبدالله المبارك لمصلحة المؤسسة العامة للرعاية السكنية». واختتمت بالقول «نسعى لتأهيل المهندسين الكويتيين حديثي التخرج بالتعاون مع جامعة الكويت للعمل في مشاريعنا التي ينفذها المقاولون العالميون ونحن حريصون على تضمين شرط في العقود مع هؤلاء المقاولين بتدريب عدد معين من مهندسينا حديثي التخرج». بوقماز من جانبها، قالت عضوة هيئة التدريس بقسم الهندسة المدنية بكلية الهندسة والبترول بجامعة الكويت المشرفة على البرنامج الدكتورة أماني بوقماز إن: «هذا البرنامج يعتبر ثمرة تعاون مشترك بين كلية الهندسة والبترول، وجامعة بوغازيتشي في اسطنبول ممثلة بمركز التعليم المستمر وشركة ليماك». وبينت أن «إطلاق البرنامج الميداني لتأهيل المهندسات في الكويت جزء من مشاريع شركة ليماك للإنشاءات ومبادراتها الأكاديمية في المنطقة واستمراراً لسعيها في توفير فرص التعلم والتدريب والتوظيف في مجالات البناء والهندسة والعمارة وإدارة المشاريع، وحرصاً منها على فتح أبواب المشاريع التي تقوم بتنفيذها أمام الطلبة». وعبَّرت بوقماز عن فخرها وسعادتها بالكفاءات الكويتية الشابة اللواتي استطعن اجتياز البرنامج التدريبي بنجاح وتفوق، مقدمة النصيحة لهن بالقول: «لا تتوقفن عن الحلم بالمستقبل، ولا تتخلين عن أهدافكن وواصلن الليل بالنهار لرفعة وطنكن». مزايا البرنامج تقول أنفال محمد الصبر، تخصص هندسة كيميائية وإحدى خريجات «ليماك لمهندسات الكويت» عن البرنامج، إنه ساعدها على فتح العديد من الجوانب كاستخدام الطاقات البديلة، والتركيز على استخدام الطاقة الشمسية. وأضافت أن الاعتماد الآن على المصادر البديلة مثل أشعة الشمس، وطاقة الرياح، والمياه، وعلى صناعة إعادة التدوير. ولفتت الصبر إلى أن أبرز ما استفادت منه في تخصصها خلال الدورة التدريبية مراعاة البيئة. وبناء على ما حققه لها البرنامج التدريبي من استفادة، تنوي أنفال تطبيق ما تعلمته عن الطاقة الشمسية في منزل عائلتها، والاستغناء عن الطاقة الكهربائية. وعن طريقة اختيار الطالبات، قالت الصبر إن الشركة فتحت باب الالتحاق بالبرنامج أمام كل الطالبات الراغبات بذلك، في مسعى لتلبية طموحاتهن وإتاحة فرص التطوير والتوظيف أمامهن. وعند سؤالها عن رغبتها بالالتحاق بالقطاع العام أو الخاص، قالت إنها تفضل القطاع الخاص. أما آمنة بوحمد تخصص هندسة مدنية فقالت إنها انضمت للبرنامج بعد تخرجها، الذي قدم لها معلومات مفيدة عن عالم الأعمال والتواصل، حيث اطلعت على جوانب أخرى في الهندسة المدنية لم تكن تعرفها، واتسع نطاق المعلومات التي كانت بحوزتها، وأضافت أن ما تعلمته خلال الدورة ستطبقه في حياتها العملية. وعند سؤالها عن رغبتها بالالتحاق بالقطاع العام أو الخاص، قالت إنها تفضل القطاع العام. من جانبها، قالت روان صالح تخصص هندسة مدنية إن البرنامج أثرى معلوماتها في جوانب التخصصات الهندسية الأخرى، إضافة إلى الهندسة المدنية، مما شكل لديها فهماً أوسع. بعد تخرجها، التحقت صالح بالعمل في قطاع حكومي. مشاريع على هامش تكريم مهندسات الكويت، التقى الوفد الإعلامي رئيسة مجلس إدارة شركة ليماك للاستثمار التابعة لمجموعة ليماك، إيبرو أوزدمير التي أثنت على ما تقدمه الحكومة الكويتية من دعم وتسهيلات ودعم للشركة لا سيما في تنفيذ المطار الجديد المرتقب، ووصفت بشكل خاص هيئة تشجيع الاستثمار المباشر KDIPA بأنها متعاونة للغاية، وتعمل على جذب المزيد من الاستثمارات. وعبرت عن سعادتها لاختيار «ليماك» لتكون جزءاً من مشروع تنفيذ المطار الجديد. وقالت إن إجمالي المشروعات التي فازت بها في الكويت يبلغ 4 مشاريع، انتهت من تنفيذ مشروع واحد، ويجري العمل على المشاريع المتبقية ومنها مستشفى الأمراض السارية، ومشروع مدينة غرب عبدالله المبارك، ومشروع مبنى الركاب 2. ولفتت إلى أن قيمة إجمالي المشروعات وصلت إلى 1.5 مليارات دينار كويتي أو ما يعادل 5 مليارات دولار. ولفتت أوزدمير إلى الخبرة الكبيرة التي تتمتع بها شركتها في مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، لا سيما أنها نفذت العديد من هذه المشروعات، مثل مشروع جسر الدردنيل، ومطار بريشتينا في كوسوفو، ومطار السنغال. وترى أوزدمير أن الكويت تود أن تمنح عقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص PPPs أهمية أكبر في مختلف القطاعات. وفي هذا السياق، لفتت إلى أن تنفيذ مثل هذه المشروعات بنجاح بحاجة إلى وجود تعاون مع بنوك كبيرة. وتجدر الإشارة إلى أن شركة ليماك وقعّت مؤخراً اتفاقية تسهيلات ائتمانية مشتركة بقيمة 249.2 مليون دينار كويتي مع بنك بيت التمويل الكويتي وبنك الكويت الوطني مناصفة لتمويل جزء من عمليات إنشاء مبنى الركاب الجديد في مطار الكويت. وأشارت أيضاً إلى أن شركة ليماك للاستثمار أول شركة إنشاءات تحصل على ترخيص هيئة تشجيع الاستثمار المباشر في الكويت، الأمر الذي يمكنها من تشغيل نفسها، وإمكانية الاستحواذ على مشروعات استثمارية أخرى في قطاعات أخرى في الدولة، عدا عن أنها الشركة الوحيدة التي تنفذ مشروع المطار، الأمر الذي يمنحها المرونة وسرعة الأداء على حد وصفها. وحول المواد الأولية والمعدات التي تستعين بها الشركة في تنفيذ أعمالها في الخارج، أكدت رئيسة ليماك أن الشركة حريصة على تأمين كل ما تحتاجه من الكويت سواء عبر عقود من الباطن أو شراء المواد، على عكس شركات الإنشاءات الأجنبية الأخرى التي تعتمد على الاستيراد، مثل الشركات الصينية التي تحضر معها كل شيء من الصين حتى الطعام والدراجات الهوائية. وأضافت أن الكويت سوق مهمة بالنسبة للشركة، على الرغم من أن المشروعات الأخرى التي فازت بها في السعودية، والعراق، والسنغال، ومصر، والهند، وباكستان، ودول البلقان مثل ألبانيا ومقدونيا، وكوسوفو، إضافة إلى العديد من المشروعات في تركيا. مع ذلك، تقول أوزدمير إن الشركة انتقائية للغاية في مشروعاتها خارج تركيا. بدوره، أشاد مستشار شركة ليماك للإنشاءات محمد العمر بما أنجزته الشركة من مشاريع في الكويت، لافتاً إلى أن «الشركة حريصة على الإسهام بفاعلية في قضايا المسؤولية الاجتماعية ولذا دشنت هذا البرنامج الذي نفتخر به، وهو برنامج غير مسبوق يهدف لتدريب الشابات المهندسات الكويتيات لتأهيلهن في الانخراط في المجتمع من خلال الخبرة التي اكتسبوها خلال تلك المدة». وبين أن «ليماك بقدراتها الهائلة قادرة على تنفيذ مشروعات البنية التحتية وبناء الفنادق ومشاريع الطاقة وليس فقط إنشاء المطارات، وكذلك لديها القدرة على تنفيذ مشاريع القطارات، ووجودها في الكويت يمثل قيمة مضافة». افتتاح مطار إسطنبول الجديد في أكتوبر في الوقت الذي تنفذ فيه شركة ليماك عملية إنشاء مبنى الركاب الجديد في مطار الكويت الدولي «مبنى 2»، تقوم أيضاً بالانتهاء من إنشاء المطار الجديد في اسطنبول المعروف حالياً باسم «مطار اسطنبول الكبير» أو اختصاراً iGA. وزار الفريق الإعلامي الموقع الذي تم استكمال %80 منه، ويمثل أكبر مشروع بنية تحتية في تاريخ جمهورية تركيا، حيث تبلغ المساحة الإجمالية للمبنى ومرافقه 76.5 مليون متر مربع، بينما تبلغ التكلفة الاستثمارية 10.2 مليارات يورو، وسيتم افتتاح المرحلة الأولى منه في 29 أكتوبر 2018. وتتكون المرحلة الأولى من مبنى الركاب الرئيسي الذي يتسع لنحو 90 مليون مسافر سنوياً. تجدر الإشارة إلى أن المطار الجديد الذي سيصبح أكبر مطار في العالم، مصمم لاستيعاب 200 مليون مسافر سنوياً حال استكماله، ومن المرتقب أن يحل مكان مطار أتاتورك الذي بلغ طاقته الاستيعابية.
مشاركة :